التوزيع غير العادل للمساعدات على الشركات يهدّد تماسك الاتحاد الأوروبي

مفوضة الاتحاد الأوروبي للتماسك والإصلاحات إليسا فيريرا (أرشيف – أ.ف.ب)
مفوضة الاتحاد الأوروبي للتماسك والإصلاحات إليسا فيريرا (أرشيف – أ.ف.ب)
TT

التوزيع غير العادل للمساعدات على الشركات يهدّد تماسك الاتحاد الأوروبي

مفوضة الاتحاد الأوروبي للتماسك والإصلاحات إليسا فيريرا (أرشيف – أ.ف.ب)
مفوضة الاتحاد الأوروبي للتماسك والإصلاحات إليسا فيريرا (أرشيف – أ.ف.ب)

حذرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتماسك والإصلاحات إليسا فيريرا من أن القرارات التي اتخذت على عجل للجم الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد تهدد تماسك الاتحاد، بحيث باتت المؤسسات التي استفادت من مساعدات حكومية هي المهيمنة.
وقالت المفوضة البرتغالية في حديث مع مجموعة صحافيين بينهم مراسل وكالة الصحافة الفرنسية: «أجازت الدول تخصيص مساعدات بنحو 2000 مليار يورو ونصف هذه المبالغ صرفتها الحكومة الألمانية وحدها لمساعدة شركاتها الوطنية. وعندما تتنافس هذه الشركات في السوق الداخلية تتميز بتفوق تام على الشركات الأخرى». وأضافت: «إذا أردتم القياس فإن المبلغ الإجمالي للمساعدات الحكومية التي منحتها الدول الأعضاء الأكثر نفوذاً لشركاتها الخاصة يوازي الناتج الداخلي لنحو 16 بلداً عضواً مجتمعة... بالتالي من الأهمية بمكان أن تتوافر شروط منافسة عادلة في إطار برنامج النهوض» الاقتصادي.
ودعت فيريرا إلى «معالجة حالة من عدم التوازن التام تسمح لبعض الشركات بالسيطرة وشراء كل الشركات الأخرى لأنها أصبحت ضعيفة جداً وحتى مفلسة. نواجه وضعاً خطيراً جداً».
ولا تشكك المفوضة في القرارات التي اتخذت لتسهيل تقديم هذه المساعدات «لأنها كانت ضرورية». لكنها دعت إلى إعادة التوازن.
وقالت: «نحن بحاجة إلى سوق كبرى عملانية لإنجاح النهوض» الاقتصادي. وأضافت «إن كانت نصف دول الاتحاد تشهد ركوداً هذا أمر خطير للغاية. لا يمكن للسوق الداخلية أن تعمل بشكل سليم. وكذلك الأمر بالنسبة لليورو».
وحذّرت فيريرا من أن «أوروبا ستكون في وضع ضعيف جدا حيال الدول العظمى كالصين والولايات المتحدة لأنها أصلا تنفق الكثير من الأموال لتحفيز نهوض اقتصاداتها».
يذكر أن المفوضية الأوروبية ستعرض في 27 مايو (أيار) خطة نهوض اقتصادي تستند إلى موازنة للفترة بين 2021-2027 مع إمكان منح قروض. ولا بد للدول الأعضاء الـ27 التفاوض بشأن مبلغ الموازنة على عدة سنوات والقدرة على الإقراض والجهات الحاصلة على الأموال وإعادة تسديدها وكذلك التوصل إلى إجماع.
واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين خطة نهوض بقيمة 500 مليار يورو على ثلاث سنوات بهدف مساعدة الاتحاد الأوروبي في تجاوز الأزمة التاريخية الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ، عبر آلية غير مسبوقة لتَشَارك الدين الأوروبي.
وفي الاقتراح الذي وضعه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على الطاولة مطلع السنة، بلغ التمويل المخصص للتماسك أكثر من 237 مليار يورو. ورفضت الدول الأعضاء هذا المشروع في فبراير (شباط) الماضي. ولم تتمكن فيريرا من تأكيد تأمين هذه المبالغ في مشروع الموازنة الجديد المرتقب نهاية مايو. وقالت: «لا يمكنني أن أقطع أي وعود لكننا سنسعى لانتزاعها... لا يمكننا إنجاز شيء مع سياسة تماسك ضعيفة. لا بد من تعزيزها».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الجبير: استثمار السعودية في الطاقة الشمسية استدامة للاقتصاد

وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث السعودية لشؤون المناخ عادل الجبير (الشرق الأوسط)
وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث السعودية لشؤون المناخ عادل الجبير (الشرق الأوسط)
TT

الجبير: استثمار السعودية في الطاقة الشمسية استدامة للاقتصاد

وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث السعودية لشؤون المناخ عادل الجبير (الشرق الأوسط)
وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث السعودية لشؤون المناخ عادل الجبير (الشرق الأوسط)

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث السعودية لشؤون المناخ عادل الجبير، أن المملكة تسعى إلى تحقيق توازن بين حماية البيئة وتعزيز النمو الاقتصادي، مبيِّناً أن البلاد تستثمر في الطاقة الشمسية؛ ليس فقط لاستدامة المناخ والبيئة؛ بل أيضاً لتمكين اقتصاد مستدام.

كلام الجبير جاء في جلسة افتتاحية لليوم الثاني من منتدى «مبادرة السعودية الخضراء»، المنعقد على هامش مؤتمر «كوب 16»، في الرياض؛ مشيراً إلى أن المملكة تعمل على ضمان أن المواني والمشاريع البحرية في البحر الأحمر تتوافق مع أعلى المعايير البيئية العالمية، مما يساهم في تعزيز الاستدامة البيئية وخلق فرص عمل جديدة.

ولفت إلى أن البحر الأحمر يمثل أهمية استراتيجية؛ حيث تمر نحو 55 في المائة من التجارة العالمية عبره.

وأوضح الجبير أن المملكة تسعى إلى تنويع اقتصادها وجذب الاستثمارات في مجالات مثل التقنيات الحديثة والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة في جميع القطاعات.

وأكمل أن الاستدامة البيئية تُعد أساساً لتحسين الإنتاجية والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أن المملكة تعمل على مواجهة التحديات البيئية بكفاءة وبأقل تكلفة، من خلال التنسيق مع الدول الأخرى لتقديم حلول فعالة للمشاكل البيئية العالمية.

وقال الجبير إن المملكة حققت تقدماً كبيراً في حماية البيئة؛ حيث كانت نسبة الحماية 3 في المائة في السابق، وأصبحت الآن 20 في المائة، وتستهدف البلاد وصولها إلى 30 في المائة بحلول عام 2030.

وأضاف أن المملكة تعد من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث تعمل على استقطاب الكربون وتخزينه، موضحاً أن المملكة مثال يحتذى به في هذا المجال.

وواصل: «نؤمن بأننا نواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالمناخ، ولذا فإننا نوحِّد جهودنا ومواردنا ونستخدم العقلانية في الحل».

كما تحدَّث الجبير عن أوجه التكامل بين العمل المناخي والاستثمار؛ مشيراً إلى أن توحيد البرامج تحت مظلة «مبادرة السعودية الخضراء» يهدف إلى تعزيز اقتصاد المملكة، بالتوازي مع حماية البيئة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

وتناول الجبير في كلمته مجموعة من المبادرات والمشاريع البيئية التي تنفذها المملكة، ومنها التحول إلى الطاقة المتجددة وزراعة الأشجار، بالإضافة إلى تقنيات التقاط الكربون.

وشدَّد على أن المملكة تعمل على استدامة الحياة البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي، مع التركيز على تقنيات الطاقة النظيفة والابتكار في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.