تحقيق إيراني يحمّل «خطوط الطيران» مسؤولية تفشي «كورونا»

العدد الإجمالي للمصابين يقترب من 125 ألفاً

موقع أثري يستقبل سياحاً في كرمانشاه التي تشهد حالة طوارئ في أزمة «كورونا» أول من أمس (تسنيم)
موقع أثري يستقبل سياحاً في كرمانشاه التي تشهد حالة طوارئ في أزمة «كورونا» أول من أمس (تسنيم)
TT

تحقيق إيراني يحمّل «خطوط الطيران» مسؤولية تفشي «كورونا»

موقع أثري يستقبل سياحاً في كرمانشاه التي تشهد حالة طوارئ في أزمة «كورونا» أول من أمس (تسنيم)
موقع أثري يستقبل سياحاً في كرمانشاه التي تشهد حالة طوارئ في أزمة «كورونا» أول من أمس (تسنيم)

بعد 90 يوماً على إعلان أولى حالتي وفاة وتفشي فيروس «كورونا»، أثارت مواقع إيرانية مرة أخرى تساؤلات حول البؤرة الأولى لتفشي الوباء في البلاد، فيما ارتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 124 ألفاً و603 حالات، فيما بلغت الوفيات 7119 حالة حسب آخر إحصائية معلنة من وزارة الصحة الإيرانية أمس.
وتناقلت مواقع إيرانية مقتطفات من حوار أجرته رئيسة «مركز أبحاث الإيدز والأمراض المُعدية»، مينو محرز، مع مجلة «انديشه بويا» حول الجدل الدائر بشأن بؤرة الوباء وخلفيات انتقاله من الصين إلى إيران.
ولفتت محرز، في رد على سؤال حول ما إذا كانت مدينة قم البؤرة الأولى لتفشي الفيروس، إلى تشكيل لجنة تحقيق خاصة بوزارة الصحة لتتبع أثر الفيروس. وقالت إنه «في البداية قالوا إن تاجراً عربياً ينشط بين إيران والصين، نقل الوباء، بعد ذلك توصلت المجموعة إلى أنه قد يكون أحد الطلاب الذي زار أهله بمحافظة جيلان وراء نقل الفيروس».
وأشارت المختصة إلى سيناريو آخر جرى تداوله وهو أن «يكون الوباء انتقل عبر عمال صينيين، عادوا لإيران بعد عطلة رأس السنة الصينية»، ولكنها أشارت ضمناً إلى تأكيد التحقيق التهم الموجهة لـ«خطوط الطيران»، قائلة إن إيران «لم تغلق الحدود الجوية مع الصين، على خلاف الدول الأخرى».
وذكرت أنه رغم إعلان أولى حالتي وفاة في قم بالتزامن مع تفشي الإنفلونزا هناك، فإن نتائج الأبحاث تشير إلى أن الفيروس دخل عبر محافظة جيلان الشمالية، إحدى البؤر الثلاث قبل تأزم الأوضاع في إيران.
وتابعت محرز: «نظراً لاستمرار حركة الطيران بين إيران والصين، فإن الحدث كان من الممكن وقوعه في نقطة من البلاد».
وعلى ضوء ما ذكرته الاختصاصية الإيرانية، وجهت وسائل إعلام إيرانية لوماً إلى وسائل الإعلام الغربية وأوساط داخلية بسبب انتقادات للحكومة لعدم إغلاقها المدينة في بداية تفشي الوباء.
وكان تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية، نشر مطلع هذا الشهر، قد سلط الضوء على إسهام الطيران الإيراني في تفشي الوباء بالمنطقة، عبر رحلات من وإلى الصين، ومن إيران إلى دول المنطقة.
وقبل ذلك، طالب نواب في البرلمان بفتح تحقيق قضائي حول تسيير رحلات شركات الطيران الإيرانية، خصوصاً شركة «ماهان» التي تربطها صلات وثيقة بجهاز «الحرس الثوري».
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة، أمس، تشخيص إصابة 2111 شخصاً بالفيروس، في 24 ساعة، فيما أودي مرض «كوفيد19» بحياة 62 شخصاً. وتطلب ما لا يقل عن 20 في المائة من الإصابات الجديدة، ما يعادل 424 حالة، العلاج في المستشفيات، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور.
ونوه المتحدث بأن 10 محافظات إيرانية من أصل 31 محافظة انتشر فيها الوباء، لم تسجل أي حالة وفاة، فيما سجلت 6 محافظات أخرى حالة وفاة واحدة.
وحتى أمس، وصلت حالات الشفاء التي أبلغت عنها السلطات الإيرانية إلى 97 ألفاً و173 حالة. فيما يواجه الكادر الطبي، 2698 حالة حرجة في المراكز المخصصة لعلاج مرضى الوباء.
وتقول السلطات إن 716 ألفاً و176 شخصاً خضعوا لفحص تشخيص فيروس «كوفيد19».
وجدد جهانبور عبارة «الأيام السبعة الأخيرة» في وصف أوضاع محافظة الأحواز، قائلا: «لا تزال (حمراء)، لكن نظراً للإجراءات المتناسبة وفرض القيود نتوقع أن نحصل على ردود إيجابية من المحافظة بين 7 و10 أيام».
وفي هذا الأسبوع، أعلنت وزارة الصحة عن حالة الإنذار في 5 محافظات، هي لرستان وشمال خراسان وكرمان وبلوشستان وكرمانشاه، في وقت أصر فيه مسؤولون حكوميون على استمرار المسار النزولي لعدد الإصابات.
وقال المتحدث: «الأوضاع مستقرة نسبياً نظراً للإجراءات التي تم اتخاذها»، منوها بأن ذلك «يتطلب استمرار العمل بالمعايير الصحية على المستويين الفردي والاجتماعي و(التزام) التباعد الاجتماعي».
ودعا جهانبور في الوقت نفسه الإيرانيين إلى عدم التفكير في السفر وتجنب التنقل غير الضروري في المحافظات خلال عطلة عيد الفطر.
وقال رئيس لجنة مكافحة «كورونا» في طهران، علي رضا زالي، إن «سيناريو خوزستان (الأحواز) من المحتمل تكراره في كل مدينة».
وقال زالي: «لم نتوصل لانخفاض نسبي مستمر في طهران»، مضيفاً أن «لدينا الجزء الأكبر من الإصابات الجديدة، بذلك ما زالت طهران بؤرة للتلوث، وهناك من هم معرضون للخطر».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
TT

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)

«انتصرت دماؤكم وسقط الأسد». بهذه العبارة توجّه الناشط الحقوقي السوري أسامة عثمان، إلى ضحايا القمع والتعذيب خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، كاشفاً للمرة الأولى، بالصوت والصورة، عن أنَّه هو «سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور قتلى التعذيب في سجون سوريا.

صار «أرشيف التعذيب» فيما بعد «دليل إدانة» ضد حكم الأسد أمام محاكم دولية وتسبب في فرض الأميركيين عقوبات «قانون قيصر» على سوريا.

تنشر «الشرق الأوسط» مقابلة حصرية مع «سامي»، عبّر فيها عن مدى فرحته بالتغيير الذي حصل في سوريا مع سيطرة المعارضة على دمشق، مشدداً على ضرورة «المحاسبة». وحذّر من تبعات «الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز»، مشيراً إلى أنَّ ذلك «أدَّى إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف عن انتهاكات منذ عشرات السنين».

وأعرب عن قلقه أيضاً من استمرار موظفي النّظام في العمل، مما يمكّنهم من «طمس الملفات في كل فروع وملحقات حزب البعث العربي الاشتراكي التي يعلم جميع السوريين أنَّها كانت مؤسسات أمنية بامتياز».

وشرح سبب اختياره العمل السري على مدى سنوات باسم «سامي»، قائلاً: «طبيعة العمل وطبيعة الملف الذي خرجنا به من سوريا... كانت سبباً في أن أحرص على إخفاء هويتي وهوية الكثير من أعضاء الفريق. اليوم نحن، الحمد لله، في وضع آخر تماماً. نحن في مكان آخر. في سوريا أخرى جديدة».

كان «سامي» و«قيصر» قد بدآ التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011، بعد فترة وجيزة من بدء الثورة ضد الأسد. كان «قيصر» مصوّر قتلى التعذيب في سجون النظام، يهرب الصور عبر ذاكرة رقمية محمولة «يو إس بي» ويعطيها لـ«سامي». نجح الرجلان في تهريب «أرشيف التعذيب» إلى خارج سوريا، وصارت شهادتهما دليلاً ضد النظام أمام أكثر من محفل دولي.