مشروع البحر الأحمر السعودي يمضي سريعاً لتحقيق مبدأ «صفر نفايات»

عقد جديد في خطط حماية البيئة يتضمن إدارة مخلفات عمليات التطوير

شركة البحر الأحمر تعتزم تطبيق حلول متكاملة لحماية البيئة وإدارة التطوير (الشرق الأوسط)
شركة البحر الأحمر تعتزم تطبيق حلول متكاملة لحماية البيئة وإدارة التطوير (الشرق الأوسط)
TT

مشروع البحر الأحمر السعودي يمضي سريعاً لتحقيق مبدأ «صفر نفايات»

شركة البحر الأحمر تعتزم تطبيق حلول متكاملة لحماية البيئة وإدارة التطوير (الشرق الأوسط)
شركة البحر الأحمر تعتزم تطبيق حلول متكاملة لحماية البيئة وإدارة التطوير (الشرق الأوسط)

قالت شركة البحر الأحمر للتطوير السعودية - أحد المشروعات التنموية العملاقة في رؤية المملكة 2030 - إنها منحت كلاً من شركتي أفيردا إنترناشونال، والشركة السعودية للمساندة البحرية، عقداً مشتركاً لإدارة المخلفات الصلبة في مشروع البحر الأحمر، الذي تعمل على تطويره على الساحل الغربي للبلاد، ويهدف إلى إعادة تدوير النفايات الناجمة عن أعمال المشروع.
وفي بادرة جديدة من نوعها، نص العقد المبرم مؤخراً على قيام الشركتين بجمع وإعادة تدوير النفايات الناجمة عن مكاتب الإدارة، والوحدات السكنية، وأنشطة البناء والتطوير، والمساهمة في تطبيق معايير الاستدامة البيئية وصولاً إلى تحقيق مبدأ «صفر نفايات» في وجهة المشروع، بالإضافة إلى جمع ونقل مياه الصرف الصحي عبر صهاريج مخصصة لذلك إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي في ينبع، ريثما يتم اكتمال بناء وتشغيل المحطة المؤقتة في مشروع البحر الأحمر.
وتم اختيار الشركتين لتصميم وبناء وتشغيل مراكز تسيير النفايات الصلبة، ومخلفات البناء والهدم، حيث تُنْقَل المواد القابلة لإعادة التدوير من هذه المراكز لمزيد من المعالجة أو يتم استخدامها على شكل مواد ردم في المشروع.
وبالمثل، سيتم تحويل المخلفات العضوية إلى سماد يساعد في زيادة إنتاجية المشتل الزراعي التابع لمشروع البحر الأحمر. كما ستُستخدم «المرمدات» لمعالجة أي مخلفات غير قابلة لإعادة تدوير، حيث سيُخلط الرماد المتطاير كعنصر مساعد في إنتاج الطوب والكُتل الخرسانية.
وقال جون باغانو الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير: «لن نتهاون في تطبيق حلول متكاملة لحماية البيئة وإدارة المخلفات الناجمة عن عمليات التطوير في وجهتنا... تؤكد هذه الاتفاقية التزامنا بإرساء معايير جديدة في مجال التنمية المستدامة، لذلك من المهم جداً بالنسبة لنا أن نعمل مع شركاء من طراز عالمي يمتلكون ويدعمون رؤيتنا الطموحة».
وأضاف: «ثقتنا كبيرة بهاتين الشركتين اللتين ستلعبان دوراً رئيسياً في تحقيق هدفنا المتمثل بالوصول إلى (صفر نفايات)، سواءً كان ذلك خلال مرحلة البناء، أو أثناء جمع وفرز النفايات، لضمان إعادة تدويرها أو تحويلها إلى سماد».
من جهته، أوضح وسام زنتوت العضو المنتدب لـ«أفيردا إنترناشيونال» في السعودية حماسة الشركة لخدمة المشروع الطموح الذي يمنح فرصة لإثبات خبرات الشركة المكتنزة في قطاع خدمات إدارة المخلفات، مؤكداً دعم الشركة للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال الاستدامة والاقتصاد الدائري منخفض الكربون من خلال نهجنا الذي تتبعه في وجهة مشروع البحر الأحمر. وأضاف زنتوت: «يمثل هذا العقد خطوة إيجابية أخرى نحو تطوير بنية تحتية تمكينية تدعم تسليم وجهة مشروع البحر الأحمر».


مقالات ذات صلة

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط (واس)

بـ2.4 مليار دولار... السعودية تعلن عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية بالشرق الأوسط

أعلنت السعودية، الأربعاء، عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، لتعزيز أمنها الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.