معسكر إردوغان يطرح تعديل قانون الانتخابات «لإنقاذه من السقوط»

حلفاؤه في الحكم يمهدون للخطوة... واستطلاعات الرأي تشير إلى خسائر كبيرة

TT

معسكر إردوغان يطرح تعديل قانون الانتخابات «لإنقاذه من السقوط»

عاود «حزب الحركة القومية» الحليف لـ«حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا طرح مسألة تعديل قانون الانتخابات، في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجع كبير في شعبية الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب إردوغان، وفي شعبية إردوغان نفسه وعدم قدرة «الحركة القومية» على تجاوز الحد النسبي لدخول البرلمان المحدد بـ10% من أصوات الناخبين في أي انتخابات مقبلة.
وطالب رئيس «حزب الحركة القومية» دولت بهشلي، بتعديل قانون الانتخابات بشكل فوري، قائلاً عبر «تويتر» أمس (الأحد): «يجب إجراء تعديلات على قانون الانتخابات (...) وإعادة النظر مجدداً في اللائحة الداخلية للبرلمان، كما تجب تلبية التوقعات المتعلقة بالحصانة البرلمانية وإصدار قانون القيم السياسية».
وجاءت مطالبة بهشلي، الذي ينضوي حزبه مع حزب إردوغان في تحالف انتخابي باسم «تحالف الشعب»، لتؤكد أن هناك تحركاً في هذا الشأن لإنقاذ التحالف، وذلك بعد أن تحدثت أوساط الحزب الحاكم سابقاً عن تعديل قانون الانتخابات فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية لإلغاء شرط حصول الفائز فيها على نسبة 50%+1،. والاستعاضة عن ذلك بفوز المرشح الحاصل على أعلى أصوات من الجولة الأولى وإلغاء جولة الإعادة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى عدم قدرة «حزب الحركة القومية» على تجاوز الحد النسبي لدخول البرلمان كحزب يملك مجموعة برلمانية، وقد تتضمن التعديلات التي يطالب بها بهشلي تخفيض هذه النسبة، وهو مطلب ترفعه أيضاً أحزاب المعارضة الأخرى التي ترى أن التمثيل في البرلمان يجب ألا يقيَّد بمثل هذا الشرط، إلا أن الحزب الحاكم رفض جميع المطالب من قبل لتخفيض هذه النسبة.
وغالباً ما تعد اقتراحات بهشلي مقدمة أو تمهيداً للموضوعات التي يرغب حزب إردوغان في تنفيذها دون أن يظهر في الوجهة على غرار ما حدث في ترويجه للنظام الرئاسي قبل استفتاء 16 أبريل (نيسان) 2017 ثم طرحه إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 2018 مبكرة، وهي الانتخابات التي أُجريت في 24 يونيو (حزيران) من العام ذاته وبعدها دخل النظام الرئاسي حيز التنفيذ.
وكان إردوغان قد علّق خلال حفل افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على تصريحات الوزير السابق من «حزب العدالة والتنمية» فاروق تشيليك، الخاصة بإلغاء شرط الحصول على نسبة 50%+1 في انتخابات الرئاسة، قائلاً إن هناك مساعي لإعداد مسودة لتعديل القانون المتعلق بهذا الشرط وتقديمه للبرلمان. وأضاف: «في هذه الحالة نحتاج إلى تعديل دستوري، ولذلك ستتم مناقشته في البرلمان. يمكننا أن نقدم مسودتنا إليه وتنفيذ ذلك من خلال التعاون بين الحكومة والمعارضة».
وكان تشيليك، الذي كان أحد مؤسسي «حزب العدالة والتنمية» قد أثار موجة كبيرة من الجدل باقتراحه تخفيض نسبة فوز المرشح للرئاسة إلى 40% فقط، حتى تجرى الانتخابات من جولة واحدة، وعد مراقبون قبول إردوغان الاقتراح والحديث عن مناقشته في البرلمان اقتناعاً منه بأنه لن يتمكن من الحصول على دعم أكثر من نصف الشعب التركي في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في 2023.
وكشف أحدث استطلاع للرأي حول شعبية الأحزاب السياسية في تركيا عن فقد حزب إردوغان نحو 10% من قاعدة ناخبيه وأن نسبة مؤيديه حالياً تتراوح بين 35 و38% بينما التأييد لـ«حزب الحركة القومية» يقل عن مستوى الـ10%.
وحسب نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته شركة «ماك» للدراسات الاجتماعية واستطلاعات الرأي، تراجع تأييد «حزب العدالة والتنمية» إلى 32% فقط، بينما بلغت نسبة المؤيدين للتدابير الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس «كورونا» نحو 36% فقط. وكشف الاستطلاع أن الحزب الحاكم شهد تراجعاً في شعبيته بنسبة 10% منذ الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في 24 يونيو 2018، وأن المستقيلين من عضوية الحزب انتقلوا إلى صفوف أحزاب «الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو.
وقال رئيس الشركة المنظمة للاستطلاع محمد علي كولات، تعليقاً على نتائجه إن «نسبة المترددين في التصويت لأي حزب بلغت 12.9%، لكن هذا الرقم كان أكثر من ذلك في الأشهر الأخيرة. 10% من هؤلاء كانوا من بين الداعمين لحزب العدالة والتنمية في وقت سابق». وأضاف أن حزب «المستقبل» الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، وحزب «الديمقراطية والتقدم» الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان هما الخياران الآخران للمنفصلين عن حزب العدالة والتنمية.
في السياق ذاته، أبدى «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، استعداده لمساعدة حزبي داود أوغلو وباباجان، الجديدين، في تخطي نسبة 10% من الأصوات حال إجراء انتخابات مبكرة أو إجرائها في موعدها عبر انضمامهما إلى «تحالف الأمة» الذي يجمعه مع حزب «الجيد» من أجل دعم الديمقراطية، مشدداً على أنه يجب تمثيل كل حزب في البرلمان.
ويضمن التحالف الانتخابي للأحزاب، التي تقل أصواتها عن نسبة 10%، الحصول على مقاعد في البرلمان إذا حصل التحالف على أكثر من 10% من الأصوات. وعبّر داود أوغلو عن تقديره لمبادرة «حزب الشعب الجمهوري»، لكنه أكد أن حزب «المستقبل» يخطط لتجاوز هذه النسبة بمفرده وأنه يستطيع أن يحقق ذلك، بينما لم يصدر رد فعل فوري عن باباجان.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.