دعوة خليجية لآلية ربط بين القطاعين العام والخاص ترصد تبعات «كورونا»

«اتحاد الغرف» يحذر من تجنب إلغاء الدعم الحكومي خلال مرحلة التعافي من الفيروس

اتحاد الغرف الخليجية يشدد على ضرورة استمرار الدعم الحكومي حتى في مرحلة التعافي من «كورونا» (الشرق الأوسط)
اتحاد الغرف الخليجية يشدد على ضرورة استمرار الدعم الحكومي حتى في مرحلة التعافي من «كورونا» (الشرق الأوسط)
TT

دعوة خليجية لآلية ربط بين القطاعين العام والخاص ترصد تبعات «كورونا»

اتحاد الغرف الخليجية يشدد على ضرورة استمرار الدعم الحكومي حتى في مرحلة التعافي من «كورونا» (الشرق الأوسط)
اتحاد الغرف الخليجية يشدد على ضرورة استمرار الدعم الحكومي حتى في مرحلة التعافي من «كورونا» (الشرق الأوسط)

أوصى تقرير خليجي صدر أمس، بضرورة إيجاد آلية منسقة بين القطاعين العام والخاص للرصد والمتابعة، لكل دولة خليجية تنصب أهدافها على العمل ومراجعة كافة الإجراءات والخطوات المتخذة لدعم منشآت القطاع الخاص بصورة مستمرة في ظل تبعات فيروس «كورونا» المستجد، مؤكدة على أهمية التقدم بالتوصيات اللازمة للعمل على تحديثها وتطويرها؛ وفقا لمراحل انتشار الفيروس وتداعياته.
وبحسب تقرير صدر عن اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، فإنه لا بد من وضع مقترحات وتصورات لمرحلة الخروج من مكافحة الفيروس إلى مرحلة الإنعاش لمنشآت القطاع الخاص والإجراءات المطلوبة وفقا لنوع النشاط وحجم المنشأة، محذرا من إلغاء الدعم الحكومي خلال فترة التعافي حتى الوصول إلى مرحلة ضمان واضحة من القدرة على التخلص من آثار الأزمة الراهنة.
وخلص تقرير أعدته الأمانة العامة في الاتحاد حول تداعيات تفشي وباء «كورونا» على أنشطة القطاع الخاص الخليجي، إلى أن الحكومات الخليجية بادرت إلى اتخاذ حزمة من إجراءات الدعم المالي والاقتصادي الفاعلة ما أسهم بشكل فاعل في حماية الاقتصاد، والعمالة وأنشطة القطاع الخاص، ولا سيما أصحاب المهن والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تداعيات تفشي الوباء إلى حد كبير خلال الفترة الراهنة.
الأثر البالغ
يقول التقرير إن آخر التقديرات الدولية أشارت إلى أن دول مجلس التعاون كغيرها من بلدان العالم تعرضت إلى اضطراب اقتصادي كبير من خلال صدمات العرض والطلب المتزامنة، موضحا أن ما فاقم الآثار السلبية هو هبوط أسعار النفط بأكثر من 60 في المائة، مستشهدا بوصف صندوق النقد الدولي حول الأثر الاقتصادي لتفشي الوباء بأنه «بالغ» على اقتصادات دول التعاون مع توقعات أن يشهد انكماشا بنسبة 2.7 في المائة العام 2020.
ويرى التقرير أن دول التعاون تتعرض لصدمة مزدوجة تتمثل في انخفاض الطلب العالمي على النفط وانخفاض أسعاره، مشيرا إلى تقديرات صندوق النقد بتراجع الصادرات النفطية بأكثر من 250 مليار دولار في أنحاء المنطقة.
المرحلة المقبلة
في المرحلة القادمة وبعد الانحسار التدريجي للوباء، وفقا للتقرير، ينبغي أن يتمثل الهدف المنشود في وضع الاقتصاد الخليجي على مسار تحقيق النمو المستدام، حيث يتطلب استعادة الثقة بتوفير دعم واسع النطاق على مستوى المالية العامة والسياسة النقدية، حيثما توافر الحيز اللازم.
ويؤكد اتحاد الغرف الخليجي على ضرورة تجنب إلغاء الدعم إلا إذا كان الاقتصاد ماضيا بالفعل على مسار التعافي، مشيرا إلى أن ما يدعم قدرة دول التعاون في تطبيق خطط إنعاشية شاملة بعد انحسار وباء «كورونا» امتلاكها احتياطيات مالية تقدر بنحو تريليوني دولار.
القطاع الخاص
يؤكد التقرير أن التأثير الاقتصادي العالمي على القطاع الخاص الخليجي في ظل أزمة «كورونا» يكمن في أسعار النفط وتراجع النشاط الاقتصادي الدولي والتجارة العالمية وحجم العلاقة مع الصين وبيئة الاستثمار وفرص الأعمال والبورصات العالمية وسلسلة إمدادات السلع والخدمات وأسعار الفائدة والدولار الأمريكي.
وأشار التقرير إلى أنه من عرض هذه العوامل يتضح أن مصادر التأثير العالمية على أنشطة القطاع الخاص الخليجي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاقتصاد الخليجي ككل، إذ يعتمد اعتمادا كبيرا على الإيرادات النفطية، وتجارته مع العالم، وخاصة الصين، وكذلك ارتباط عملاته بالدولار الأميركي وبسعر الفائدة الفيدرالي في الولايات المتحدة، ما يولد عليه ذات الضغوط التي تنعكس على الاقتصاد الخليجي ككل.
القطاعات المتضررة
كرس التقرير جانبا كبيرا منه لتحليل تداعيات تفشي «كورونا» على أنشطة القطاع الخاص، حيث تناول كلا على حدة 15 قطاعا ونشاطا هي الصناعة والاستيراد والتصدير والبنوك والمؤسسات المالية والبورصات الخليجية والسفر والسياحة والمؤتمرات والفنادق والغذاء والخدمات اللوجيستية والعقار والتطوير العقاري والتوظيف والعمالة الوافدة والتجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة وقطاع الخدمات والرعاية الصحية وقطاع التعليم الخاص وصناعة الترفيه المنزلي، حيث خرج التقرير بنتائج أولية أن معظم أنشطة القطاع الخاص تأثرت سلبا بتفشي هذا الوباء، وهذه مسألة طبيعية، وذلك بسبب توقف عجلة الإنتاج والخدمات على مختلف أنواعها بسبب إجراءات الحظر الاجتماعي والاقتصادي، حيث أعطيت الأولوية للحفاظ على أرواح البشر.
لكن من اللافت أيضا - بحسب التقرير - أن تفشي الوباء خلق أنماطا مختلفة من السلوك الاستهلاكي لدى الفرد، كما حفز الطلب على خدمات معينة واكبت نمط الاستهلاك ونمط حياة التباعد الاجتماعي، مما جعل بعض الأنشطة تستفيد من الأزمة مثل التجارة الإلكترونية والتسوق عبر البوابات الإلكترونية وتجارة الأغذية والتعليم عن بعد وتقديم الخدمات الصحية عن بعد، وكذلك صناعات المعقمات والرعاية الصحية والأدوية وصناعة الترفيه العائلي.


مقالات ذات صلة

ماكرون: السعودية «حجر زاوية» للوصول إلى الأسواق الخليجية والعربية والأفريقية

الاقتصاد إيمانويل ماكرون يتحدث إلى الحضور خلال منتدى الاستثمار السعودي - الفرنسي بالرياض (الشرق الأوسط)

ماكرون: السعودية «حجر زاوية» للوصول إلى الأسواق الخليجية والعربية والأفريقية

وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوة تشجيع إلى رجال وسيدات الأعمال الفرنسيين للاستثمار في المملكة كونها «حجر الزاوية»، بحسب وصفه.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء الدول الأخرى المشاركين بقمة «مياه واحدة» في الرياض لالتقاط صورة جماعية (أ.ف.ب) play-circle 01:27

ولي العهد: السعودية قدمت 6 مليارات دولار لدعم 200 مشروع إنمائي في 60 دولة

أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن السعودية أدرجت موضوعات المياه «للمرة الأولى» ضمن خريطة عمل «مجموعة العشرين» خلال رئاستها في 2020.

الاقتصاد لوران جيرمان متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي (الشرق الأوسط)

جيرمان: 3 عوامل رئيسية جاذبة للاستثمارات في الرياض

قال رئيس الجانب الفرنسي في مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي، ورئيس أرباب العمل الفرنسيين «ميديف» لوران جيرمان، إن شركات بلاده تنظر إلى المملكة شريكاً حقيقياً.

زينب علي (الرياض)
خاص شتاينر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يناقش شراكة جديدة مع السعودية play-circle 03:05

خاص شتاينر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يناقش شراكة جديدة مع السعودية

أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، أن هناك سنوات كثيرة من التعاون مع السعودية، كاشفاً أن الطرفين يناقشان حالياً مرحلة جديدة من الشراكة.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد ميناء الملك عبد الله الواقع غرب السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تفرض رسوم مكافحة إغراق على واردات من الصين وروسيا

أصدر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتجارة الخارجية، الدكتور ماجد القصبي، قراراً بفرض رسوم مكافحة إغراق نهائية على واردات صينية وروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«أرامكو» و«توتال» و«السعودية لإعادة التدوير» تقيّم تطوير معمل لإنتاج وقود الطيران المستدام في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي (أرامكو)
جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي (أرامكو)
TT

«أرامكو» و«توتال» و«السعودية لإعادة التدوير» تقيّم تطوير معمل لإنتاج وقود الطيران المستدام في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي (أرامكو)
جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي (أرامكو)

أعلنت «أرامكو السعودية» و«توتال إنرجيز» و«الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)»، توقيع اتفاقية شراكة وتقاسم للتكاليف لتقييم تطوير محتمل لمعمل وقود طيران مستدام في السعودية.

يتزامن هذا الإعلان مع الزيارة الرسمية من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى السعودية، ويهدف التعاون إلى الاستفادة من مجالات التميّز والخبرة لدى كلّ شركة لتطوير معمل لإنتاج وقود الطيران المستدام بالمنطقة الشرقية في السعودية، وفق بيان مشترك.

وسيركّز التقييم على تسخير الحلول الهندسية والتقنية المبتكرة التي تسعى إلى إعادة تدوير ومعالجة النفايات المحلية ومخلفات الاقتصاد الدائري (زيوت الطهي المستخدمة والدهون الحيوانية) لإنتاج وقود الطيران المستدام.

وتعليقاً على ذلك، قال رئيس «أرامكو» وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: «مع توقعات نمو الطلب على النقل الجوي، أصبح من الضروري معالجة انبعاثات الطيران عبر البدائل منخفضة الكربون. وهذا مجال يمكن من خلاله لشركات الطاقة العالمية الكبرى مثل: (أرامكو السعودية)، و(توتال إنرجيز)، أن تؤدي دوراً مهماً فيه، عبر التعاون للمساعدة في تلبية هذه الحاجة. وتتطلب معالجة انبعاثات النقل مجموعة واسعة من الأساليب، حيث تسعى (أرامكو السعودية) إلى إيجاد عددٍ من الحلول المبتكرة المحتملة، كما نسعى إلى فرص المساهمة في الجهود العالمية للحد من الانبعاثات. وتربطنا في (أرامكو السعودية) شراكة راسخة مع (توتال إنرجيز)، ويوضح التعاون الجديد عزمنا على استكشاف سبل الاستفادة من نقاط قوتنا المشتركة؛ إذ نهدف إلى إنشاء مصنع لوقود الطيران المستدام في السعودية مع (الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير). ومع التوسّع الذي يشهده قطاعا السياحة والطيران في السعودية، فسيعود هذا بالنفع على شركات الطيران المحلية والدولية على حدٍّ سواء».

من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «توتال إنرجيز»، باتريك بويانيه: «يمكننا أن نمضي معاً قدماً لإزالة الكربون من النقل الجوي. ويشكّل وقود الطائرات المستدام جوهر استراتيجية التحول في شركتنا، فنحن نسعى جاهدين لتلبية طلب صناعة الطيران على تقليل بصمتها الكربونية».

وقال الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير»، المهندس زياد الشيحة: «تماشياً مع التزامنا بدعم أهداف الاستدامة الطموحة لـ(رؤية 2030) و(مبادرة السعودية الخضراء)، فإننا نركّز بشكلٍ كبيرٍ على زيادة معدلات تحويل النفايات إلى موارد متجددة. وتمثّل الشراكة الجديدة مع (أرامكو السعودية) و(توتال إنرجيز) لتقييم جدوى إنشاء معمل لإنتاج وقود الطيران المتجدد، خطوة نوعية في تحقيق رسالتنا. كما أننا نؤمن بأن هذه الخطوة ستُسهم، إلى حدٍّ كبيرٍ، في تعزيز جهودنا لتطوير الاقتصاد الدائري بالسعودية».