«أدنوك»: أسواق النفط تمر بمرحلة عدم استقرار لكنها تتجه إلى التحسن

الجابر قال إن العالم في مرحلة لا تسمح بتوقعات دقيقة حول الانتعاش الاقتصادي

«أدنوك»: أسواق النفط تمر بمرحلة عدم استقرار لكنها تتجه إلى التحسن
TT

«أدنوك»: أسواق النفط تمر بمرحلة عدم استقرار لكنها تتجه إلى التحسن

«أدنوك»: أسواق النفط تمر بمرحلة عدم استقرار لكنها تتجه إلى التحسن

قال الدكتور سلطان الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، إن أسواق النفط تمر بمرحلة من عدم الاستقرار وشهدت خلال الأسابيع الماضية مؤشرات على التحسن وستستعيد توازنها بمرور الوقت، مشيراً إلى أن العالم يمر حالياً بمرحلة غير مسبوقة لا تسمح بتوقعات دقيقة حول انتعاش الاقتصاد العالمي، ولكن هناك مؤشرات للتفاؤل الحذر في أسواق الطاقة.
وأوضح الدكتور الجابر: «هناك مؤشرات على أن أسواق النفط بدأت تتحسن في الأسابيع الأخيرة وأنها تتجه نحو استعادة التوازن، ومن هذه المؤشرات: اتفاق (أوبك+) والخفض الطوعي في إنتاج الدول من خارج (أوبك)، وتوقف جزء من الإنتاج في بعض الدول»، موضحاً أنه «سيمر بعض الوقت قبل أن تتضح الرؤية، وأنه مع عودة عجلة الاقتصاد إلى الدوران، سيكون هناك ارتفاع في حجم الطلب».
وقال خلال «مجلس أدنوك الافتراضي» الذي عُقد البارحة حول مواجهة تفشي فيروس «كورونا المستجد» إن «هذه الجائحة أبرزت أهمية توافر ثلاث صفات قيادية لدى الإدارات التنفيذية في الشركات، والتي تشمل القدرة على المواجهة، وإدارة الأزمة، والتواصل مع فرق العمل».
وزاد: «مثّلت هذه الأزمة اختباراً لمدى قدرة المؤسسات والشركات على الحفاظ على أمن وصحة سلامة كوادرها، وكذلك تقييماً لمدى نجاح الإدارات التنفيذية في التعامل مع الأزمة وضمان استمرارية الأعمال، وكذلك كيفية التواصل بوضوح وشفافية مع الكوادر وتبليغهم ما يتعين عليهم القيام به للحفاظ على الصحة والسلامة».
وشدد الدكتور سلطان أحمد الجابر في كلمته بالمجلس على تأكيد أهمية قيام الإدارات التنفيذية للشركات بإيصال رسائل إيجابية ومتفائلة وشفافة تحفز على المضي قدماً، وقال: «من الضروري إيصال رسائل تدعو إلى الوحدة والتكاتف، وبأننا سنجتاز معاً هذا الظرف الاستثنائي وسنخرج منه بحالة أقوى وأفضل».
وحول «أدنوك»، قال الدكتور الجابر: «النقلة النوعية التي نفّذتها (أدنوك) على مدى السنوات الأربع الماضية بفضل رؤية وتوجيهات ودعم القيادة أسهمت بشكل كبير في تعزيز قوة ومرونة وقدرة الشركة على ضمان استمرارية واستدامة أعمالها والتعامل مع متغيرات وتحديات المرحلة الحالية».
وتابع: «خلال تنفيذ النقلة النوعية، ركّزنا على العوامل التي بإمكاننا التحكم بها، والتي تشمل خفض التكاليف والعمل المستمر لنكون ضمن المنتجين الأقل تكلفة على مستوى العالم. وحققنا تقدماً كبيراً في هذا المجال مما أعطانا المرونة التي ساعدتنا في الظروف الاستثنائية التي نمر بها، ونحن مستمرون بالعمل للمحافظة على مواردنا وتعزيز الربحية إلى أقصى حد ممكن».
وأضاف: «واثقون بأننا سنخرج من هذه المرحلة ونحن أقوى وأكثر قدرة على التعامل مع المستقبل»، مؤكداً أن صحة وسلامة الكوادر البشرية تبقى على رأس أولويات «أدنوك»، حيث تركز الشركة على التعامل بشكل استباقي للحد من المخاطر ومكافحة انتشار الفيروس، موضحاً أن هذا النهج يتماشى مع الجهود الوطنية المميزة والإجراءات والتدابير الاحترازية التي وضعتها الحكومة الإماراتية لضمان صحة وسلامة المجتمع في الإمارات.
وقال: «بذلت دولة الإمارات جهوداً استباقية كبيرة في استجابتها للظروف الحالية، بما في ذلك إجراء ما يزيد على 1.5 مليون فحص للفيروس، وهي من أعلى النسب على مستوى العالم كنسبة وتناسب مع عدد السكان. وتماشياً مع مبدأ مد جسور التعاون مع المجتمع الدولي، قامت دولة الإمارات من خلال دبلوماسيتها الإنسانية بتقديم المساعدات الطبية ومعدات الحماية الشخصية إلى أكثر من 47 دولة في مختلف أنحاء العالم».
وأضاف: «قامت (أدنوك) باتخاذ إجراءات احترازية إضافية لتعزيز سلامة كوادرنا وحمايتهم، بما في ذلك الفحوص الاستباقية، وتقليل عدد الموظفين في المواقع، وتوفير إمكانية العمل عن بُعد، وكذلك التواصل الشفاف والدائم مع كوادرنا في مختلف المواقع».



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.