استخدام اللاعبين كفئران تجارب سيمحو نزاهة الدوري الإنجليزي

كثيرون منهم قلقون من المشاركة في المباريات بسبب «كورونا» في حال استئناف الموسم

TT

استخدام اللاعبين كفئران تجارب سيمحو نزاهة الدوري الإنجليزي

حتى في هذه الأيام الغريبة للغاية، كان من الغريب أن نسمع رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا، جوردون تايلور، وهو يقول في مقابلة عبر إحدى محطات الراديو إن تقليل وقت المباريات - ليكون زمن المباراة أقل من 90 دقيقة - قد يكون الحل لاستئناف الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن لا يزال من غير الواضح كيف يمكن أن يساعد هذا الاقتراح في الحفاظ على نزاهة المنافسة، أو في مساعدة الأندية التي تشعر بالقلق من احتمال هبوطها إلى الدوري الأدنى في ظل الظروف الحالية، خاصة وأن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قد استهزأت بالفكرة التي اقترحها تايلور ووصفتها في غضون ساعات من الإعلان عنها بأنها «سخيفة وغير منطقية».
ربما تشعر أندية النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ببعض الراحة لأنها ستلعب المباريات الحاسمة التي يتعين عليها الفوز بها من دون جمهور وفي ملاعب محايدة، لكن لا يبدو أن هناك أي منطق في الاقتراح الذي تقدم به تايلور، ولا يمكن لأي جهة راعية أن ترى مميزات في هذا الاقتراح من الأساس.
وعلاوة على ذلك، تم مناقشة فكرة إلغاء الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم عندما عقدت الأندية العشرين التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز اجتماعها، وعارض رؤساء أندية برايتون ووستهام وأستون فيلا علنا خطة الملاعب المحايدة ويبدو أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم إلا إذا كان هناك اتفاق على إلغاء الهبوط هذا الموسم. وتقود الفرق المهددة بالهبوط إلى الدرجة الأولى «تشامبيونشيب» حملة رفض إقامة المباريات المتبقية من الموسم في ملاعب محايدة، لعدم فقدان أفضلية اللعب على أرضها، ولكونها عرضة لخسائر مالية ضخمة في حال هبوطها. كما لم يتم إهدار الوقت في الحديث عن ضرورة إنهاء الموسم الحالي بأي شكل، حتى لو اضطررنا إلى تقليص عدد لاعبي كل فريق داخل الملعب إلى خمسة لاعبين فقط! لكن ما قد نسمعه كثيرا خلال الأيام القليلة المقبلة، وما قد نستخلصه من اقتراح تايلور، هو أنه لا يوجد حماس كبير من جانب العديد من اللاعبين لاستئناف المباريات.
قد يرغب الدوري الإنجليزي الممتاز في استئناف الموسم لأسباب تعاقدية، ومن الطبيعي أن تكون الأندية بحاجة إلى معرفة موقفها وما إذا كان يتعين عليها طلب المشورة القانونية كإجراء احترازي أم لا، لكن الشيء الواضح هو أن اللاعبين يأتون في مؤخرة أي مناقشات، ولم يتم الاستعانة بآرائهم أو حتى معرفتها، وبالتالي هناك شك على الأقل في أن جميع اللاعبين سعداء بالعودة للعب في أقرب فرصة ممكنة.
ولم يقل أي شخص حتى الآن إن اللاعبين يشعرون بالاستياء من استخدامهم كفئران تجارب لبقية المجتمع. وعلى الرغم من أنه قد يتم اتباع قواعد التباعد الاجتماعي في الاستادات، فإنه من المستحيل تطبيق هذه القواعد داخل الملعب بين اللاعبين أنفسهم، وهو الأمر الذي قد يكون مصدر قلق. ويجب أن نُذكر الجميع بأن النشاط الكروي في إنجلترا قد توقف فجأة عندما أصيب المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، بفيروس «كورونا». والآن، يتم إخبار الأندية بأنه لا يتعين عليها إيقاف أنشطتها إذا أصيب لاعب واحد بفيروس كورونا، وبأنه يمكن لهذه الأندية مواصلة استعداداتها للمباريات، ما دام أنها تلتزم بإجراءات التباعد الاجتماعي والنظافة العامة، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستقام المباريات نفسها في مثل هذه الظروف؟
وكان عدة لاعبين في الدوري الإنجليزي قد أعربوا عن مخاوفهم من العودة إلى التدريب بشكل متسرع، وإلى منافسات كرة القدم التي تتطلب التحامات، في الوقت الذي يطلب فيه من كافة الشعب الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي. وأوجز لاعب وسط فريق نوريتش سيتي تود كانتويل وجهة نظر اللاعبين القلقين بتعليق عبر «تويتر» على إعلان الإصابة الجديدة في صفوف برايتون، جاء فيه «نحن مجرد أناس أيضا».
وإذا كان يمكن الالتزام ببعض القواعد في التدريبات، فمن المؤكد أنه من الصعب للغاية التحكم في مثل هذه الأمور في مباريات مهمة يتوقف عليها مصير أندية بأكملها، سواء من حيث الهبوط لدوري الدرجة الأولى أو البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن المؤكد أنه لا يمكن السيطرة على تلك المباريات بنفس الطريقة التي يتم التحكم بها في طوابير السوبر ماركت.
ويبدو أن بعض اللاعبين قلقون أكثر من غيرهم، وسيكون من المستحيل ومن غير المعقول أن تجعل أي لاعب يلعب ضد إرادته، لأن اللاعب قد يستسلم للقرار المفروض عليه باللعب، لكنه داخل الملعب سيكون مشتت الذهن وفاقد التركيز وربما بلا وعي من الأساس. إننا نعرف جميعا أن كرة القدم تتطلب تركيزا عاليا من اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، ونرى كيف يقوم المديرون الفنيون في الأوقات العادية باستبدال اللاعبين الذين يفقدون تركيزهم بسرعة، ويقولون بعد المباريات إنهم استبدلوا هؤلاء اللاعبين لأن «عقلهم كان يفكر في شيء آخر». وبالتالي، فإن كرة القدم التي نريد أن نلعبها في مثل هذه الظروف الصعبة لن تكون ككرة القدم التي نعرفها. وقال المدير الفني لنادي شيفيلد يونايتد، كريس وايلدر، إنه سيحترم رغبات لاعبيه إذا أعلن أي منهم أنه لا يريد أن يشارك في المباريات.
وسيكون من المفاجئ والغريب إذا لم يقم كل مدير فني بإجراء حوار مماثل مع لاعبيه في كل ناد من الأندية الإنجليزية. ومهما كان الهدف من استئناف الموسم في بيئة معقمة ومن دون جمهور، فإن الشيء المؤكد هو أن الظروف الحالية لا تضمن الحفاظ على النزاهة الرياضية. ومن دون الخوض في إمكانية قيام بعض الأندية باللعب من دون أي اهتمام خلال ما تبقى من الموسم، أو في ظل رغبة بعض الأندية في إنهاء الموسم الحالي من دون لعب المزيد من المباريات، فإن الجدول النهائي للدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي سيكون هو الأغرب في التاريخ، نظرا لأن التاريخ سيذكر أن أول 29 مباراة قد لعبت في ظل رغبة كبيرة من اللاعبين في المشاركة في كل دقيقة من دقائق المباريات، في حين لعبت التسع مباريات المتبقية في ظل رغبة اللاعبين في عدم اللعب على الإطلاق.
وسوف يسترشد الدوري الإنجليزي الممتاز بما يحدث في دول أخرى مثل ألمانيا، بالإضافة إلى نصائح الشرطة ومشورة الهيئات الصحية في هذا الصدد. لكن بعد النقاشات التي دارت بين الأندية المنقسمة حول كيفية إنهاء الموسم الحالي، كان هناك اتفاق أيضا على وضع مخاوف اللاعبين في الحسبان. لكن إذا كنا نريد أن يتم استئناف الموسم بنجاح، فيجب أن يتفق الجميع على نفس الهدف وعلى الطريقة الصحيحة لتحقيقه. وبعبارة أخرى، سوف يتطلب الأمر الإيثار وإنكار الذات.


مقالات ذات صلة

زيركيزي: الأوقات الصعبة تصنع أشخاصاً أقوياء

رياضة عالمية جوشوا زيركيزي (رويترز)

زيركيزي: الأوقات الصعبة تصنع أشخاصاً أقوياء

قال جوشوا زيركيزي، لاعب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، إن «الأوقات الصعبة تصنع أشخاصاً أقوياء».

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنغي بوستيكوغلو (رويترز)

مدرب توتنهام يريد استعادة بعض المصابين قبل مواجهة بورنموث

يأمل أنغي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، الذي يعاني من كثير من الغيابات، أن يستعيد جهود بعض المصابين قبل مواجهة بورنموث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كول بالمر (أ.ف.ب)

بالمر لاعب تشيلسي يقول إن تفاهمه مع جاكسون يزداد

قال كول بالمر لاعب وسط تشيلسي، إن تفاهمه مع المهاجم نيكولا جاكسون يزداد، بعدما سجل الثنائي هدفين في الفوز 3-صفر على أستون فيلا، في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (تشيلسي (المملكة المتحدة))
رياضة عالمية روبن دياز (إ.ب.أ)

دياز: مانشستر سيتي يملك الروح اللازمة لتجاوز الأزمة

قال روبن دياز، مدافع السيتي، إن فريقه يملك الشخصية اللازمة لتجاوز هذه الفترة التي شهدت تعرض حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لرابع هزيمة توالياً.

«الشرق الأوسط» (مانشستر (إنجلترا))
رياضة عالمية صلاح (رقم 11) يسجل هدف ليفربول الثاني في مرمى سيتي من ركلة الجزاء (د.ب.أ)

ليفربول يُعمق جراح سيتي ويعزز آماله في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي

تاريخ الدوري الممتاز يشير الى أن الفرق التي تصدرت بـ9 نقاط في هذه المرحلة تُوجت باللقب بالنهاية.

«الشرق الأوسط» (لندن:)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟