حضّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، على التوعية ونشر المعلومات عن أعراض الإصابة بفيروس «كورونا» ومراحله، في إطار تجهيز المواطنين للتعايش مع الوباء، في وقت حذر فيه المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، من أن تقارير المسار النزولي للإصابات في بعض المحافظات لا تعني العودة إلى الأوضاع العادية، مشيراً إلى وجود بؤر محتملة في 3 محافظات.
وقال جهانبور، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الإيراني، إن محافظة الأحواز جنوب غربي البلاد ما زالت في الوضعية الحمراء، مشيراً إلى أن محافظة «شمال خراسان» الواقعة شمال شرقي البلاد، دخلت وضعية الإنذار، معرباً عن أمله في ألا تصبح المحافظة بؤرة أخرى في البلاد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية: «الوضع مشابه لما شهدناه في الأيام الأخيرة (في أغلب المحافظات) لكنه لا يزال حرجاً في خوزستان (الأحواز)، وقد يكون حرجاً أيضاً في خراسان الشمالية». وأضاف: «في حال تواصل الأمر على ما هو عليه، فستحتاج خراسان الشمالية تدابير جِدية أيضاً».
وصرح جهانبور: «اتخذت إجراءات مناسبة للغاية في محافـظة خوزستان (الأحواز)، وسنرى نتائج القيود الجديدة في الأيام المقبلة»، داعياً سكان المحافظة إلى التزام التوصيات الطبية والتباعد الاجتماعي والقيود التي أعادت فرضها السلطات هناك. وكان المتحدث يشير إلى إغلاق على الأقل 9 مدن بشكل كامل في الأحواز، بعدما تحولت إلى بؤرة جديدة للوباء في الأيام الأخيرة. وذلك عقب 3 أسابيع من استئناف الأعمال الاقتصادية ورفع القيود عن الحركة في المحافظات.
ونوه جهانبور بأن التقارير المعلنة عن وزارة الصحة حول الأوضاع المستقرة والمسار النزولي للإصابات «لا تعني بأي حال من الأحوال العودة للأوضاع العادية»، مضيفاً بأن حفظ الأوضاع والتقدم بها «يتطلب تعاوناً جدياً ودقيقاً من المواطنين في التباعد الجسدي والتزام البروتوكولات».
وأعلن جهانبور إصابة 1808 أشخاص بفيروس «كورونا» المستجد، ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 114 ألفاً و523 شخصاً، حسب الإحصائية الرسمية.
وأودى الفيروس بحياة 71 شخصاً خلال 24 ساعة، وارتفعت حالات الوفاة إلى 6854 شخصاً، فيما يمر 2758 بحالة صحية حرجة في المستشفيات الإيرانية، جراء الإصابة بالفيروس.
وتقول السلطات إن عدد حالات الشفاء بلغ 90 ألفاً و539 شخصاً، من أصل 643 ألفاً و772 حالة فحص لتشخيص الفيروس أجرتها وزارة الصحة الإيرانية.
منذ الشهر الماضي، لم تعد السلطات تقدم تطورات الوضع الصحي مفصّلاً حسب المحافظات. لكن، تقول السلطات إنها تخشى من تحول محافظة سيستان بلوشستان (جنوبي شرق) إلى بؤرة للعدوى.
في هذا الصدد، قال مساعد رئيس جامعة زاهدان للعلوم الطبية قاسم ميري: «لم نلاحظ ارتفاعاً مماثلاً في إصابات فيروس (كورونا) المستجدّ» منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي.
وأضاف في تصريح لوكالة «ايلنا» أن العدد الإجمالي للإصابات في المحافظة الحدودية مع باكستان وأفغانستان بلغ 909 حالة؛ بينها 821 حالة تعافت، و59 وفاة. ويعود الارتفاع، وفق ميري، إلى عدم احترام السكان تدابير «التباعد الاجتماعي والبروتوكولات الصحية»؛ حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
في الأثناء، دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن قرار فتح المساجد في آخر ليالي شهر رمضان، وأعرب عن تفاؤله بأن يستمر التعاون بين الناس والمسؤولين في التزام التوصيات الطبية في قرار ليالي القدر.
ونقلت وكالة «ايسنا» الحكومية عن روحاني قوله لدى ترؤسه اجتماع كبار المسؤولين في «لجنة مكافحة (كورونا)»: «أكدت مرات عدة أن انسجام ووحدة المسؤولين في المستويات المختلفة وفي كل البلد ودعم الناس، سيكونان من أهم الأسباب في إدارة وضبط الفيروس المميت».
وقارن روحاني مرة أخرى بين الأوضاع في إيران وفي الدول المتقدمة في إدارة «كورونا»، وأشار إلى «انقسام» بين مسؤولي دول متقدمة «لطالما عدّت الآن الإدارة نموذجاً ومعياراً للتقدم» وأضاف: «شاهدنا ارتباك المسؤولين وازدواجية (القرار) في بعض الدول».
وتابع أن «الخلافات والانقسامات ظهرت في استئناف الأنشطة، مما أدى إلى التسبب بمشكلات في إدارة (كورونا)».
تأتي تصريحات روحاني في وقت شهدت فيه البلاد على مدى 3 أشهر من تفشي وباء «كورونا»، سجالاً حاداً بين الحكومة ومنتقدي أدائها، بمن فيهم نواب في البرلمان ومسؤولو المحافظات ومنظمات طبية، وكان آخرها سجال بين أعضاء مجلس بلدية طهران والحكومة.
ورفض روحاني التجاوب مع مطالب فرض الحجر الصحي، في بداية الأمر، على مناطق بدأ فيها ظهور الوباء قبل أن يعمّ البلاد. وعقب ذلك، واجهت الحكومة صعوبة في تسويق الإحصاءات عن عدد المصابين والضحايا.
في بداية أبريل (نيسان) الماضي، نفي روحاني أي خلافات بين أركان النظام والوزارة بشأن إدارة الأزمة.
وجاء نفي روحاني بالتزامن مع إعلانه استئناف الأنشطة الاقتصادية، وذلك بعد أيام من توجيه وزير الصحة رسالة احتجاج إلى روحاني بسبب تعليمات صدرت من وزارة الصناعة والتجارة بشأن استئناف الأعمال الاقتصادية. وقال روحاني حينذاك: «كل النظام متلاحم»، و«يعمل تحت إشراف المرشد».
من جانب آخر، حضّ روحاني وزارة الصحة على تعليم وتجهيز الناس للتعايش مع الفيروس، عبر كل الطرق التعليمية ونشر المعلومات الدقيقة، مشدداً على أهمية توعية الناس ونشر المعلومة حول أعراض المرض والحالات المختلفة وكيفية مواجهة الفيروس.
ولمح روحاني إلى إقامة مسيرة «يوم القدس» في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، من دون أن يشير إلى ما إذا كانت ستقام في طهران. لكنه قال إن «العمل بالتوصيات الطبية أمر ضروري، وهذا الموضوع مرهون بأوضاع المدن المختلفة ونسبة ضبط الوباء».
ومن المفترض أن تعلن الحكومة السبت المقبل قرارها النهائي بشأن المدن ذات الوضعيتين «البيضاء» و«الصفراء»، التي ستقام فيها المسيرة. وكان المتحدث باسم «الحرس الثوري» قد أعلن إلغاء المسيرة هذا العام، لكن متحدثاً باسم منظمة الدعاية التابعة لمكتب «المرشد» الإيراني رفض ذلك. وقال روحاني إن الحكومة تجري مشاورات مع إدارة الأضرحة الدينية، لإعادة فتحها، لافتاً إلى أن الخطوة ستكون وفقاً للتباعد الاجتماعي.
وتابع روحاني: «لا بد من تذكير الناس بأن التزام التوصيات الطبية؛ هو الشرط الأساسي للوصول إلى المرحلة البيضاء». وأضاف: «مع زيادة عدد المدن البيضاء واقترابنا من مرحلة احتواء الفيروس، يمكن أن تعود الأعمال الأخيرة وإعادة افتتاح الملاعب الرياضية والمراكز الثقافية».
وخاطب لاعب منتخب كرة القدم اشكان ديجاكاه، الرئيس الإيراني والمسؤولين لإعادة النظر في إقامة مباريات رياضية، خصوصاً الدوري الممتاز، داعياً إلى التفكير بصحة الرياضيين.
وقال اللاعب الذي يحمل الجنسية الألمانية واختار تمثيل بلاده لكرة القدم، إن إيران «لم تأخذ (كورونا) على محمل الجد مثل ألمانيا في فرض إجراءات صارمة بإغلاق المدن»، عادّاً قرار استئناف كرة القدم في إيران «خاطئاً».
إيران تتجه للتعايش مع «كورونا»
مخاوف من بؤر محتملة في محافظات عدة
إيران تتجه للتعايش مع «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة