«إلى أن نلتقي»... شعار مغربي لتشجيع السفر الداخلي بعد الحجر

مغربية تسير وسط ساحة «جامع الفنا» الخالية في مراكش (غيتي)
مغربية تسير وسط ساحة «جامع الفنا» الخالية في مراكش (غيتي)
TT

«إلى أن نلتقي»... شعار مغربي لتشجيع السفر الداخلي بعد الحجر

مغربية تسير وسط ساحة «جامع الفنا» الخالية في مراكش (غيتي)
مغربية تسير وسط ساحة «جامع الفنا» الخالية في مراكش (غيتي)

طرح تفشي فيروس «كورونا» تحديات كبيرة، وربما غير مسبوقة، أمام النشاط السياحي الذي يقوم أكثر من أي نشاط اقتصادي آخر على التفاعل بين الناس؛ الشيء الذي دفع منظمة السياحة العالمية إلى مراجعة توقعاتها لعام 2020، مع تأكيدها صعوبة إجراء أي تقييم لتأثير الجائحة على السياحة الدولية في الوضع الراهن.
وفي ظل الإجراءات الاحترازية المعتمدة لمواجهة تفشي الوباء عبر العالم؛ خصوصاً ما تعلق منها بحالة الطوارئ الصحية والتباعد الاجتماعي، يجمع المراقبون لوضعية القطاع السياحي بالمغرب على صعوبة توقع أو وضع تصور لما يمكن أن يكون عليه الوضع خلال الأشهر المقبلة، على الأقل.
واعتمدت السلطات المغربية، منذ شهر مارس (آذار) الماضي، جملة من الإجراءات الاحترازية لمحاصرة انتشار الوباء، شملت إغلاق الحدود وتعليق حركة الملاحة الجوية والبحرية، بينما تم تمديد حالة الطوارئ الصحية لشهر إضافي، حتى 20 مايو (أيار) الجاري، مع استبعاد إمكانية رفعها بشكل كلي، في ظل جملة من المؤشرات، في مقدّمتها تواصل تسجيل مزيد من الإصابات المؤكدة في عدد من مناطق المغرب.
وحيث إن أي رفع جزئي أو كلي لحالة الطوارئ الصحية يعتمد على مدى السيطرة على الوباء، فإنه يبقى من السابق لأوانه، بالنسبة للمغاربة، الحديث عن عطلة الصيف والتخطيط المسبق للسفر بقصد السياحة والاستجمام، أو حتى التفكير في بدائل. مع الإشارة إلى أن أي تخطيط مسبق للعطلة الصيفية لهذه السنة، يستدعي استحضار جملة من الأولويات التي تشغل بال المغاربة، تشمل التخلص في المقام الأول من هاجس الخوف من الإصابة بالوباء، ثم طريقة تدبير مسألة تمدرس الأبناء، مثلاً، فضلاً عن شكليات العودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية.
على صعيد آخر، يرى عدد من الخبراء أن الأولوية، خلال فترة ما بعد السيطرة على الوباء، والتي يذهب البعض إلى أن إطارها الزمني قد يتعدى الصيف المقبل، تكمن في تجاوز عامل «الخوف من السفر» و«طمأنة السائح» بمنحه «الهدوء والثقة»، بينما يجمع الفاعلون في قطاع السياحة بالمغرب على جملة من التحديات التي يتعين رفعها لإنعاش القطاع، سواء على مستوى الإقامات السياحية أو المطاعم أو وكالات الأسفار وكراء السيارات والحافلات، دون الحديث عن الصناعات والمهن المرتبطة بالقطاع، وعلى رأسها منتوجات الصناعة التقليدية.
وأخذاً بعين الاعتبار أهمية القطاع السياحي، فقد سارع المسؤولون المغاربة إلى دراسة تأثيرات انتشار فيروس «كورونا»، واتّخاذ تدابير وإجراءات لمواجهة تداعياته.
وأكّدت نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، أخيراً، أن وزارتها اعتمدت برنامج عمل لإعادة إحياء النشاط السياحي، بالعمل على تقوية نظام الرصد وجمع البيانات لتحليلها ورفع التقارير بشأنها إلى لجنة اليقظة الاقتصادية التي قالت عنها إنها تعي أن قطاع السياحة والنقل الجوي يحتاجان إلى الدعم، لتفادي إفلاس الشركات في مجال السياحة والحفاظ على الوظائف، وذلك بسبب تضررهما الكبير من الجائحة. وشدّدت العلوي على أن المفتاح لتجاوز الأزمة يمر عبر إنعاش السياحة الداخلية، وتكثيف الجهود للنهوض بقطاع النقل الجوي، وإطلاق حملات ترويجية رقمية، ودعم المهنيين للولوج إلى الوسائل الرقمية، وتوفير الإمكانات للإنعاش التدريجي للقطاع، والرفع من القدرة التنافسية للمغرب، والاستفادة من سمعته لجلب السياح بعد رفع حالة الطوارئ الصحية.
وتأمل الحكومة المغربية وقطاع السياحة بالمملكة في تشجيع مزيد من المواطنين على استكشاف أسواق مراكش القديمة وشواطئ أغادير هذا العام، لتعويض الانهيار في عدد السائحين الأجانب بسبب الجائحة العالمية. وتحت شعار «على ما نتلاقاو»، أي «إلى أن نلتقي»، أطلقت الحكومة حملة إعلانية عبر شاشات التلفزيون لتذكير المواطنين بمواقع الجذب السياحي العديدة في المملكة.
وتمثل السياحة سبعة في المائة من النشاط الاقتصادي المغربي، وفق وكالة «رويترز»، ويعمل فيها أكثر من نصف مليون شخص، وساهمت بنحو ثمانية مليارات دولار في تدفقات العملات الأجنبية العام الماضي؛ حيث زار 13 مليون سائح أجنبي المملكة المغربية.


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».