أشتية: لن ننتظر تنفيذ «الضم» للرد

 نظارة الواقع الافتراضي لمتابعة تطبيق أنشأه شاب فلسطيني يسمح بجولة في بلدات فلسطين ومدنها (رويترز)
نظارة الواقع الافتراضي لمتابعة تطبيق أنشأه شاب فلسطيني يسمح بجولة في بلدات فلسطين ومدنها (رويترز)
TT

أشتية: لن ننتظر تنفيذ «الضم» للرد

 نظارة الواقع الافتراضي لمتابعة تطبيق أنشأه شاب فلسطيني يسمح بجولة في بلدات فلسطين ومدنها (رويترز)
نظارة الواقع الافتراضي لمتابعة تطبيق أنشأه شاب فلسطيني يسمح بجولة في بلدات فلسطين ومدنها (رويترز)

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن السلطة لن تنتظر تنفيذ قرارات الضم على الأرض من أجل اتخاذ خطوات ولكنها ستذهب في مسار مختلف مع إسرائيل، لأنه لا فرق بين إعلان القرار وتنفيذه في هذه المسألة.
وقال اشتية خلال ندوة نظمها (معهد الشرق الأوسط) عبر الفيديو كونفرانس، حول مجموعة قضايا، منها تهديد الضم، إن «التحدي الأكبر الذي يواجهه الفلسطينيون اليوم، هو التهديد الإسرائيلي بالضم، والذي يشكل حلقة أخيرة من عملية ممنهجة لتدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية، من خلال ضرب المكونات التي لا يمكن لهذه الدولة أن تقوم بدونها، وهي: القدس وقطاع غزة والأراضي المصنفة (ج) والأغوار». وأضاف، أن «تنفيذ التهديد بضم الأغوار لا ينهي حل الدولتين، وحسب، بل يشكل خطرا على أمن واستقرار المنطقة، ويهدد مبدأ الالتزام بالقانون والقرارات الدولية».
وقال متابعا في الندوة، إن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا، السبت، تشارك فيه الفصائل الفلسطينية، للنظر في الرد على ما سيتمخض عليه تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة وزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بشأن عملية إعلان الضم، مؤكدا، أنه ستكون هناك قرارات جديّة في الاجتماع، الذي سيترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمخصص للإعلان عن استراتيجية الرد على أي ضم إسرائيلي محتمل لأجزاء من الضفة الغربية.
ويسبق هذا الاجتماع اجتماع آخر يفترض أنه عقد في وقت متأخر، الخميس، وحضرته لجنة مشكلة من تنفيذية المنظمة ومركزية فتح طلب منهما وضع ردود، وسيناريوهات متوقعة، وسبل مواجهة التداعيات المحتملة سياسيا واقتصاديا وأمنيا. ويدور الحديث عن وقف السلطة كل الاتفاقات مع إسرائيل بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية، وكذلك الولايات المتحدة، إضافة إلى إلغاء الاتفاقات مع إسرائيل بكل أشكالها بما فيها الأمنية وتعليق الاعتراف بها.
وكان عباس قد قال في كلمة مسجلة في الذكرى 72 للنكبة التي تصادف اليوم الجمعة «سنعيد النظر في موقفِنا من كل الاتفاقات والتفاهمات، سواءً مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو مع الولايات المتحدة الأميركية، وسنكون في حل من كل تلك الاتفاقاتِ والتفاهمات إذا أعلنتْ الحكومة الإسرائيلية عن ضم أي جزء من أراضينا المحتلة، وسنحمل الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، كل ما يترتب على ذلك من آثار أو تداعيات خطيرة». وأضاف، أن صُنَّاعُ نكبتنا أرادوا أن تكون فلسطين أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض، وراهنوا أنَّ اسم فلسطين سيمحى من سجلاتِ التاريخ، ومارسوا من أجل ذلك أبشع المؤامرات والضغوط والمجازرِ والمشاريعِ التصفوية، التي كان آخرها ما يسمى بـ«صفقة القرن».
ويحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى 72 للنكبة بفعاليات افتراضية، ويعتبرون أن خطة الضم جزءا من النكبة المستمرة. وأعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، أحمد أبو هولي، أن أحياء الذكرى (72) للنكبة سيتم بدون فعاليات شعبية. وأضاف أن فعاليات إحياء ذكرى النكبة ستقتصر هذا العام على الأنشطة والفعاليات الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي، من خلال تدشين أكبر حملة إعلامية على مستوى الوطن والشتات متعددة اللغات تحت شعار «سنعود إلى فلسطين».
وتطلق صفارات الإنذار اليوم الساعة 12 وتتوقف الحركة لمدة 72 ثانية بعدد سنوات النكبة، يتبعها إطلاق التكبيرات من مآذن المساجد، وقرع أجراس الكنائس، ثم سيتم تسليم مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتذكير بالنكبة ومأساة الفلسطينيين.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن مخططات الضم والتوسع الإسرائيلية - الأميركية، انتهاك متعمد لقرارات الشرعية الدولية وضرب لمنظومة العدالة الأممية ولكل ما هو قانوني وأخلاقي وإنساني. كما دعا المجلس الوطني الفلسطيني برلمانات العالم، للتحرك الجاد على كافة الصعد القانونية والسياسية والعمل مع حكوماتها لفرض العقوبات على حكومة إسرائيل، لإنهاء احتلالها ومنعها من تنفيذ خطط الضم لأراضي الدولة الفلسطينية المحتلة. وتعهدت اللجنة المركزية لحركة فتح، بمواجهة «صفقة القرن» ومخطط ضم إسرائيل لمناطق من الضفة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.