{العشرين} تدعو إلى تيسير تصدير الإمدادات الحيوية والسلع الأساسية

وزراء التجارة والاستثمار في المجموعة يطالبون بتجنب الحواجز غير الضرورية في تدفق سلاسل التوريد العالمية

الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجموعة العشرين أمس برئاسة وزيري التجارة والاستثمار السعوديين (الشرق الأوسط)
الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجموعة العشرين أمس برئاسة وزيري التجارة والاستثمار السعوديين (الشرق الأوسط)
TT

{العشرين} تدعو إلى تيسير تصدير الإمدادات الحيوية والسلع الأساسية

الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجموعة العشرين أمس برئاسة وزيري التجارة والاستثمار السعوديين (الشرق الأوسط)
الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجموعة العشرين أمس برئاسة وزيري التجارة والاستثمار السعوديين (الشرق الأوسط)

دعا أمس وزراء التجارة والاستثمار في مجموعة العشرين برئاسة السعودية إلى أهمية إنفاذ حلول عاجلة على المدى القصير تسهم في تدفق حركة السلع والمواد لا سيما الضرورية منها في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، مشيرين إلى 5 استجابات عاجلة، تتركز في آليات التنظيم والتسهيل والشفافية والتشغيل والدعم المرتبطة بحركة قطاع التجارة والاستثمار.
وأكد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الوزاري الاستثنائي لوزراء التجارة والاستثمار في مجموعة العشرين أمس أن تدابير تجارية طارئة تم تصميمها للتعامل مع الجائحة تدعو لتجنب الحواجز غير الضرورية لتصدير الإمدادات والمعدات الطبية الحيوية والسلع والخدمات الأساسية الأخرى مطالبة بسلاسة حركة التجارة وتدفق سلاسل التوريد العالمية في إطار يتسق مع قواعد منظمة التجارة العالمية.
وقال البيان الصادر أمس: «نحن، وزراء التجارة والاستثمار في مجموعة العشرين والدول المضيفة، نؤكد من جديد تصميمنا على التعاون والتنسيق للتخفيف من تأثير وباء كوفيد - 19 على التجارة والاستثمار والمساهمة في إرساء أساس متين للانتعاش الاقتصادي العالمي على أساس نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل».
وأيد الوزراء في البيان إجراءات مجموعة العشرين لدعم التجارة العالمية والاستثمار استجابة للوباء التي أعدتها مجموعة عمل التجارة والاستثمار، مشيرين إلى أن الاستجابات قصيرة المدى مصممة للتخفيف من تأثير الجائحة، بينما الإجراءات طويلة المدى تدعم الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية والنظام التجاري متعدد الأطراف، وبناء المرونة في سلاسل التوريد العالمية، وتعزيز الاستثمار الدولي.
وشدد الوزراء على أهمية الامتناع عن فرض قيود على الصادرات من المنتجات الزراعية، بما في ذلك المنتجات المشتراة لأغراض إنسانية غير تجارية، وتجنب تخزين الأغذية غير الضرورية، دون المساس بالأمن الغذائي المحلي، بما يتفق مع المتطلبات الوطنية، مؤكدا على ضرورة إعفاء المساعدة الإنسانية المرتبطة بالفيروس دون قيود على صادرات الإمدادات الطبية الأساسية والمعدات الطبية ومعدات الحماية الشخصية، بما يتفق مع المتطلبات الوطنية.
وطالب البيان الصادر أمس بالإسراع في تنفيذ اتفاقية تيسير التجارة لمنظمة التجارة العالمية، قدر الإمكان، ولا سيما الأحكام التي تعتبر حاسمة بشكل خاص خلال الوباء والحد من العوائق الصحية والتقنية من خلال تشجيع استخدام أكبر للمعايير الدولية القائمة ذات الصلة، مشيرا في الوقت ذاته على أهمية الشفافية من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بشأن التدابير التي وضعتها البلدان على حدودها في الوقت الحالي. ودعا وزراء التجارة والاستثمار في العشرين لتشجيع وزراء النقل على تعزيز قنوات النقل الجوية والبرية والبحرية من خلال العمل مع القطاع الخاص لإعطاء الأولوية لحركة السلع الأساسية.
وجاءت المعالجات طويلة المدى في أهمية دعم النظام التجاري المتعدد الأطراف من خلال تعزيز الإصلاح اللازم لمنظمة التجارة العالمية لتحسين أدائها ودعم دور النظام التجاري في الاستقرار وإمكانية التنبؤ بتدفقات التجارة الدولية. واشتملت المعالجات كذلك على ضرورة بناء المرونة في سلاسل التوريد العالمية عبر دعم تطوير وتبادل أفضل الممارسات، خاصة من حيث التدابير التي يمكن اتخاذها خلال أزمة عالمية لدعم التوسع في الإنتاج والتجارة في السلع والخدمات الأساسية، بما في ذلك التجارة الرقمية.
وأخيرا جاءت الدعوة لتعزيز الاستثمار الدولي حيث نصت مسودة الخطة على تشجيع الاستثمار في القدرات الجديدة لإنتاج المستلزمات الطبية والطبية المعدات، ومعدات الحماية الشخصية.
وأكد وزراء التجارة والاستثمار على العمل الجماعي الذي قامت به المنظمات الدولية لتوفير تحليل متعمق وموحد لتأثير كورونا على التجارة العالمية، وسلاسل التوريد العالمية، مشددين على مواصلة العمل مع هذه المنظمات، في حدود صلاحياتها ونطاقها الجغرافي، لتيسير الاستثمار وتدفقات السلع والخدمات الأساسية.
ولفت الوزراء إلى مواصلة مراقبة الوضع عن كثب، وتقييم تأثير الوباء على التجارة، مبينين أن الاجتماع المقبل سيكون بحسب الضرورة. وزادوا: «نحن نكلّف مجموعة عمل التجارة والاستثمار التابعة لمجموعة العشرين بمواصلة الاهتمام بأكبر قدر من الاهتمام بهذه الإجراءات وتقديم تحديثات عن حالة تنفيذ الإجراءات المتفق عليها».



الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».