دعوات قبلية لمواجهة الميليشيات عقب إصابة امرأة بالرصاص في ذمار

TT

دعوات قبلية لمواجهة الميليشيات عقب إصابة امرأة بالرصاص في ذمار

دعا زعماء قبليون يمنيون إلى الاحتشاد لمواجهة الميليشيات الحوثية في مديرية «وصاب العالي» غرب محافظة ذمار على أثر قيام أحد مشرفي الجماعة قبل أيام بإطلاق الرصاص على امرأة وإصابتها بشكل بالغ، استمرارا لجرائم الجماعة في حق اليمنيين.
ويعد مجرد الاعتداء البسيط على النساء في العرف القبلي في اليمن مثلبة كبيرة قد تشعل مواجهات مسلحة ما لم يتم معالجة مثل هذه الحوادث وفق الأعراف القبلية السائدة.
وجاءت الواقعة لتعيد التذكير بقيام الجماعة الحوثية قبل نحو أسبوعين بدهم منزل في مديرية الطفة في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) وقتل امرأة تدعى جهاد الأصبحي ونهب المنزل وهي القضية التي ألبت خصوم الجماعة القبليين ولا تزال تهدد بانتفاضة عارمة لطرد عناصرها من المحافظة. وكانت مصادر قبلية وحقوقية في مديرية «وصاب العالي» أفادت بأن مشرفا حوثيا يدعى فرحان عبد الله الجعدي ويكنى «أبو مروان» أقدم قبل أيام على إطلاق النار على امرأة في منطقة «عمق» التابعة لمخلاف نقذ تدعى كفاية سعيد الثلاثي ما أسفر عن إصابتها إصابة بالغة استدعت نقلها إلى مستشفى في مدينة إب ولا تزال تصارع الموت.
ودعا الزعماء القبليون في مديريتي وصاب (العالي والسافل) في بيان عقب الواقعة إلى الاحتشاد والوقوف في وجه الجماعة الحوثية من أجل وقف انتهاكاتها بحق المدنيين لا سيما النساء والثأر من المشرف الحوثي الذي أطلق النار على المغدور بها كفاية الثلاثي. ووصف الزعماء القبليون ما قام به المشرف الحوثي الجعدي بأنه «اعتداء غادر وجبان»، حيث أقدم على إطلاق النار من سلاحه الكلاشينكوف على المرأة ما أدى إلى إصابتها ونقلها لأحد مشافي مدينة إب. وعدّ البيان القبلي الواقعة الإجرامية «عيبا أسود وجريمة شنعاء لن تسقط بالتقادم، ولا يمكن التفريط والتساهل بها تحت أي ظرف». في الوقت الذي دعا قبائل المحافظة (عنس ووصاب والحداء وعتمة وآنس) وكافة قبائل اليمن إلى التداعي القبلي إلى جانب قبائل وصاب والانتصار للمرأة كفاية الثلاثي وبقية نساء اليمن اللاتي طالهن إجرام الميليشيات الحوثية.
ودعا رجال القبائل إلى «إعلان النفير والتعبئة العامة ووضع حد لكل اعتداءات وإجرام وتعدي الميليشيات الحوثية الإيرانية ضد المرأة اليمنية وإعادة الاعتبار لكل اليمنيات الماجدات المناضلات الأبيات».
يشار إلى أن رجال القبائل في محافظة البيضاء كانوا لبوا دعوة مماثلة عقب مقتل جهاد الأصبحي واحتشد الآلاف منهم إلى مديرية ردمان للضغط على الجماعة الحوثية لتسليم القتلة وسحب المشرفين من المحافظة، في وقت لا تزال الجماعة تناور لكسب الوقت من أجل وأد الانتفاضة الوشيكة.
في السياق نفسه عبّرت هيئة الإسناد الشعبي في محافظة ذمار، عن استنكارها الشديد لجرائم ميليشيات الحوثي المستمرة بحق نساء اليمن والتي كان آخرها إقدام أحد مشرفي الميليشيات على إطلاق النار على المواطنة كفاية الوصابي في مديرية وصاب العالي قبل نحو أسبوع.
وأكدت الهيئة في بيان رسمي أن الاعتداء الحوثي الذي وصفته بـ«الغادر والجبان»، يتنافى مع المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة ويعد عيباً أسود في العرف القبلي لدى كل قبائل اليمن الأصيلة التي تجرم الاعتداء على النساء وتحميها وتصون كرامتها وتعتبر الاعتداء عليهن منقصة للرجولة والشرف، بحسب ما جاء في البيان.
ورحبت هيئة الإسناد الشعبي في ذمار بدعوة قبائل «وصابين» لجميع قبائل محافظة ذمار لـ«النكف القبلي» (الدعوة للاحتشاد) وإعلان النفير العام، انتصاراً للمواطنة كفاية سعيد الوصابي، وكل نساء اليمن ممن طالهن إجرام الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران من قتل أو اعتداء أو اختطاف في جميع المحافظات. وشددت الهيئة على ضرورة اتخاذ قبائل محافظة ذمار خصوصاً وكل قبائل اليمن بشكل عام، موقفاً حازم ورادعا للميليشيات الحوثية التي تجاوزت بهذا الاعتداء كل العادات والقيم والأعراف اليمنية العريقة والتحرك الجاد لوضع حد لهذه الاعتداءات الحوثية الهمجية ضد المرأة اليمنية وإعادة الاعتبار لكل حرائر اليمن.
يشار إلى أن الجماعة الحوثية سلطت منذ سيطرتها على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية عناصرها لإذلال المجتمعات المحلية وإرغامها على القبول بحكمها الانقلابي وانتهاكاتها ضد المدنيين وأعيان المجتمع على حد سواء.
وكانت مصادر محلية في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) كشفت عن جانب من عمليات التنكيل والبطش التي تقوم بها الجماعة الموالية لإيران ضد السكان في مديرية «وصاب السافل» التي يتسم سكانها بالسلمية والبساطة والواقعة غرب المحافظة. وذكرت المصادر أن الجماعة الحوثية عينت أحد عناصرها ويدعى أبو أمجد الخطيب مديرا لأمن الجماعة في المديرية مع 25 آخرين تم استقدامهم من محافظة ذمار للتنكيل بأبناء المديرية ونهب ممتلكاتهم وتوجيه أبشع الإهانات لزعماء المديرية المحليين.
وتعتمد الجماعة الحوثية - بحسب المصادر- على اختيار أسوأ عناصرها لإذلال السكان سواء في محافظة ذمار أو في المحافظات الأخرى، بخاصة الذين تستقدمهم من صعدة حيث معقلها الرئيسي.
وكان محافظ الجماعة في ذمار الزعيم القبلي محمد حسين المقدشي قدم استقالته قبل العام الماضي احتجاجا على فساد عناصر الميليشيات المنتسبين إلى السلالة الحوثية والذين باتوا كما جاء في بيان استقالته المسيطرين على كل شاردة وواردة في المحافظة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».