غلق مقر لفصيل موالٍ لإيران في البصرة أطلق النار على متظاهرين

غلق مقر لفصيل موالٍ لإيران في البصرة أطلق النار على متظاهرين
TT

غلق مقر لفصيل موالٍ لإيران في البصرة أطلق النار على متظاهرين

غلق مقر لفصيل موالٍ لإيران في البصرة أطلق النار على متظاهرين

قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، إن المداهمة التي طالت مبنى في محافظة البصرة، فجر أمس، تمت بـ«متابعة مباشرة» من الكاظمي. وذكر المكتب في بيان: «بناءً على تحقيقات فورية، نفذت القوات الأمنية فجر اليوم (أمس) عملية مداهمة لبناية في محافظة البصرة تم من داخلها إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ما أدى إلى استشهاد أحدهم في مكان الحادث، وإصابة آخرين». وأضاف أن «القوة اعتقلت جميع الموجودين داخل البناية، وصادرت الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتهم، وتمت إحالة المتهمين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل».
وفي وقت لاحق من أمس، توعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المتورطين في دماء العراقيين، وقال في تغريدة عبر «تويتر» بعد إشارته إلى حادث إطلاق النار على متظاهري البصرة: «إننا وعدنا بأن المتورطين بدم العراقيين لن يناموا ليلهم، نحن نفي بالوعد، فسلمية الاحتجاج واجب يشترك به الجميع».
وفيما لم يسمِّ بيان المكتب الإعلامي للكاظمي الجهة المقصودة في عملية المداهمة والاعتقال، أعلنت شرطة محافظة البصرة الجنوبية ذلك وسمّت الجهة المقصودة في بيانٍ سبق صدور بيان رئاسة الوزراء، وذكرت الشرطة أنها قامت بإغلاق مقر لـ«حزب ثأر الله» وألقت القبض على بعض عناصره.
وقالت شرطة البصرة، إن «قوة من شرطة المحافظة أغلقت مقر (حزب ثأر الله الإسلامي) وألقت القبض على من فيه على أثر إطلاق نار أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين». وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها محافظة البصرة إجراءً من هذا النوع ضد فصيل مسلح يجاهر بولائه لإيران ويُتهم على نطاق واسع في المحافظة بوقوفه وراء عمليات اغتيال وتصفيات لناشطين وصحافيين ومنافسين محليين منذ سنوات.
وأضاف بيان الشرطة أنه «على أثر إطلاق العيارات النارية خلال اعتداء عدد من المتظاهرين على مبنى (حزب ثأر الله الإسلامي) في البصرة مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين، توجهت قوة من شرطة محافظة البصرة إلى مقر الحزب، وتم إلقاء القبض على من فيه وغلقه». وأكد بيان الشرطة «ضبط أسلحة وأعتدة متنوعة».
ويعد زعيم «حزب ثأر الله» يوسف سناوي الموسوي المعروف محلياً بـ«سيد يوسف» من بين أكثر الشخصيات الميليشياوية شهرة التي انخرطت في أعمال العنف والصراعات المسلحة بمحافظة البصرة في وقت مبكر من المرحلة التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين عام 2003. ويقول مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «غالبية البصريين ينظرون إلى يوسف الموسوي بوصفه من الأذرع المسلحة لـ(الحرس الثوري) الإيراني، ويعتقد البعض أن ليس باستطاعة أي قوة إيقافه عند حده». ويضيف: «تشير الناس في البصرة غالباً بأصابع الاتهام إلى عصابات (سيد يوسف) في كل حادث قتل أو اغتيال يقع في المدينة ويطال ناشطاً مدنياً أو صحافياً أو ضابطاً».
وخرجت مظاهرة في البصرة عقب الإفطار، مساء الأحد، اقترب خلالها عدد من المتظاهرين من مقر «حزب ثأر الله»، وطالبوا بإغلاقه، لكن أشخاصاً داخل المقر ردوا بفتح النار عليهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
كما خرجت مظاهرات مماثلة في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق بعد وقت الإفطار، وشيع الآلاف في مدينة الناصرية مساء الأحد، جثمان الناشط أزهر الشمري الذي اغتيل على يد مجهولين في الناصرية أول من أمس. وانتقد متظاهرون في محافظة الديوانية قرار إحالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وأعضاء حكومته إلى التقاعد، وطالبوا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتقديمهم للمحاكم بتهم قتل المتظاهرين، كما وجهوا رسالة طالبوه فيها بإنقاذ المحافظة من نفوذ العصابات المسلحة.
من ناحية أخرى؛ أزيلت أمس جدارية كبيرة لقائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني جمعته بنائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» السابق أبو مهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد الدولي، وحلت محلها صورة للمهندس وهو يحمل علماً عراقياً وخلفه مجموعة من العراقيين. وكانت «هيئة الحشد» وضعت الصورة الكبيرة لسليماني والمهندس في المكان الذي قتلا فيه بصاروخ أميركي مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.
وكانت مديرية الإعلام في «الحشد الشعبي» نفت في وقت سابق من أمس، إزالة الصورة، وقالت إنها «تمزقت بسبب الرياح والعاصفة التي ضربت بغداد» قبل أيام وإنها ستعاد في وقت لاحق، لكن صوراً جديدة تناولتها مواقع محلية أظهرت الصورة الجديدة وغياب سليماني.
وفي تغريدة غير مسبوقة، هاجم النائب فائق الشيخ علي ضمناً، أمس، النائب السابق لـ«هيئة الحشد» أبو مهدي المهندس، وكتب عبر «تويتر»: «في برنامج ليل أمس لقناة (العراقية) الرسمية تحدث أحد كتّاب المسلسلات العراقية عن عزمه على كتابة مسلسل عن أبي مهدي المهندس». وأضاف، «اليوم من الصبح صورة المهندس وسليماني طارت من طريق المطار! أگول (أقول) خويه فدوة (أخي رجاء): ممكن تكتب لنا مسلسلاً عن (إلّى) يتطوّع جندياً عند دولة حتى يذبح أهله؟!».



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.