لبنان: تزايد الإصابات والمخاوف عشية مرحلة جديدة لإعادة المغتربين

السماح للفلسطينيين بالعودة شرط توفر أماكن شاغرة

لبنان: تزايد الإصابات والمخاوف عشية مرحلة جديدة لإعادة المغتربين
TT

لبنان: تزايد الإصابات والمخاوف عشية مرحلة جديدة لإعادة المغتربين

لبنان: تزايد الإصابات والمخاوف عشية مرحلة جديدة لإعادة المغتربين

يواصل لبنان تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد بعدما كان الأسبوع الماضي شهد تراجعا كبيرا في الحالات لامست الصفر. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية يوم أمس بـ14 إصابة جديدة، 12 منها سجلت بين المقيمين في الساعات الـ24 الأخيرة، وحالتان بين الوافدين إلى لبنان. وتتزايد المخاوف من تسجيل أرقام أعلى بكثير مع انطلاق المرحلة الثالثة من عودة المغتربين يوم الخميس المقبل، باعتبار أن قسما من الذين عادوا في المرحلة الثانية لم يلتزموا بالحجر لـ14 يوما ونقلوا العدوى لكثيرين، بحسب ما أعلن وزير الصحة حمد حسن في وقت سابق.
وقد تقرر مؤخرا خفض عدد الرحلات التي كانت محددة في المرحلة الثالثة من 100 رحلة إلى 17 فقط على أن يعود على متنها نحو 11300 شخص بعدما كان قد عاد في المرحلة الأولى 2732 وفي المرحلة الثانية 5500 راكب. وأوضح مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري أنه كان من المقرر عودة نحو 15 ألف شخص في المرحلة الثالثة التي تمتد من 14 إلى 24 مايو (أيار) لكن تم تخفيض العدد بنسبة 20 في المائة مع ارتفاع عدد الإصابات في الداخل اللبناني، أضف أن هناك أشخاصا قرروا إلغاء حجوزاتهم. وقال خوري لـ«الشرق الأوسط»: «سنعيد حوالي 3800 شخص من دول، حيث لا فحوصات PCR وذلك لضرورات قصوى لأنهم من الطلاب العالقين في أوروبا الشرقية وأميركا الشمالية أو من المسنين والعائلات العالقة في أفريقيا». وأشار إلى أن «لبنان لا يزال يواجه أزمة في موضوع الطلاب الراغبين بالعودة والذين يصل عددهم لنحو 2000 والذين لا يتمكنون من الحصول على الأموال من عائلاتهم نتيجة التدابير المشددة للمصارف».
وبعد الجدل الذي أثير الأسبوع الماضي على خلفية رفض إعادة لاجئين فلسطينيين مقيمين في لبنان كانوا في زيارات خارجية على متن الرحلات المحددة استنادا لقرار مجلس الوزراء القاضي بعودة اللبنانيين حصرا في هذه المرحلة، على أن تتم عودة غير اللبنانيين الذين يحق لهم الدخول إلى لبنان في مراحل لاحقة، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط بالأمس أنه «في حال توافر أماكن شاغرة على متن طائراتها سيتم نقلهم». وأوضحت مصادر فلسطينية رسمية أن هذا القرار اتخذ بعد جهود كبيرة بذلتها السفارة الفلسطينية في بيروت ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
من جهته، قال مصدر في الخارجية اللبنانية لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يكن هناك قرار بمنع عودة الفلسطينيين، وأشار إلى أن «كل ما في الأمر أن لدينا لائحة أولويات تشمل المرضى والمسنين والطلاب والذين فقدوا وظائفهم، وبالتالي لا نتعاطى مع الموضوع من خلفية الجنسية، سواء أكان الراغب بالعودة لبنانيا أو فلسطينيا إنما تبعا للأولويات المحددة».
إلى ذلك، اعتبر الأخصائي في إدارة وطب الكوارث الدكتور جبران قرنعوني أنه «من المفترض وقف استقبال العائدين بغض النظر عن الظروف الإنسانية لأن هناك تهديدا حقيقيا بحصول موجة ثانية أكبر من الفيروس نتيجة الإجراءات المتخذة والتي تبدو برأينا غير كافية وبخاصة لجهة الاكتفاء بتوقيع العائدين على أوراق تلزمهم بالحجر خاصة وأن لا قدرة لنا على التأكد من التزامهم به».
وشدد قرنعوني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن البدء برفع التعبئة العامة كان يفترض أن يحصل عندما يتم تسجيل صفر حالة على أن نبقى بعدها 14 يوما في الحجر لنتأكد أن لا مزيد من الحالات. وأضاف «لكن بعدما حصل لا شك أننا مقبلون على تعبئة ستكون أقسى من سابقتها».


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».