وسط اتهامات يمنية للحوثيين بالإصرار على إخفاء أرقام الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا» المستجد أوقفت منظمة الصحة العالمية ابتداء من السبت تحركات جميع العاملين في مكاتبها بالعاصمة اليمنية صنعاء وثلاث محافظات أخرى حتى إشعار آخر، ضمن ما يعتقد بأنها ضغوط تمارسها المنظمة الدولية على الميليشيات للاعتراف بحجم الكارثة التي تجتاح مناطق سيطرتها. وترجع مصادر ذلك إلى عدم ضبابية التعامل الحوثي مع الجائحة العالمية.
«الشرق الأوسط» اطلعت على تعميم صادر عن مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن، يبلّغ جميع العاملين في صنعاء وإب والحديدة وصعدة أنه سيتم فورا إيقاف جميع حركات منظمة الصحة العالمية في المحاور الأربعة المذكورة حتى إشعار آخر.
التعميم ذكر أن الإيقاف يشمل «أي نوع من الحركات أو الاجتماعات أو أي نشاط آخر لجميع الموظفين العاملين في صنعاء وإب والحديدة وصعدة»، استنادا إلى البروتوكولات واللوائح الأمنية للمنظمة، وطلبت من جميع الموظفين العمل من المنزل في ضوء خطط استمرارية العمل التي يتم العمل بها حاليا.
هذه الخطوة أتت متوافقة مع زيادة معدلات الإصابة اليومية بفيروس «كوفيد - 19» واستمرار الاتهامات للحوثيين بإخفاء الحقائق عن السكان. كما تعد الخطوة بحسب مصادر طبية محلية مؤشرا أوليا إلى امتداده صوب محافظة صعدة، المعقل الرئيسي الذي ولدت فيه الجماعة المدعومة من إيران، وإلى محافظة الحديدة التي تضم أهم ثلاثة موانئ مطلة على البحر الأحمر.
وأكدت مصادر طبية أخرى وجود ما يربو على ستين إصابة مؤكدة موجودة في مستشفى الكويت الجامعي وحده، الذي خُصص ضمن بعض المستشفيات لعلاج المصابين بفيروس «كورونا».
ووفق سكان ومصادر طبية فإن حي سواد حنش في الجهة الشمالية من صنعاء بات يشكل بؤرة لانتشار الوباء، حيث توفي رجل قام بإخفاء ابنه الذي عاد إلى المدينة من خارج البلاد متخفيا، وأنه تم وضع نحو 35 من الأشخاص الذين خالطهم الشاب رهن الحجز المنزلي، فيما وزع مسؤول الحي السياسي في صنعاء رسالة تحذير للسكان يطلب منهم عدم الاقتراب من المساكن المحيطة بمدرسة خولة للبنات حفاظا على سلامة الجميع.
الرسائل التي وزعها مسؤول الحي تذكر أسماء العائلات التي وضعت رهن الحجر المنزلي وسط حراسة من عناصر المليشيا وقال إن الجهات المعنية ستقوم بتوفير احتياجات تلك الأسر إلى مساكنها بعد منعها من الخروج من المربع الذي تقرر إغلاقه بعد تأكيد إصابة أحد السكان بفيروس «كورونا» المستجد.
وقال أحد السكان: «توفي عمنا مهدي بفيروس (كورونا)، وهناك عدد من المصابين من أهله ومخالطيه، وقد أجريت لهم الفحوصات وهم رهن الحجر المنزلي»، فيما اكتفت لجنة الطوارئ الحوثية بنصيحة السكان للجلوس في منازلهم قائلة إن عليهم «الالتزام بالإجراءات الاحترازية وإدراك أن حياتهم قد تكون معرضة لمخاطر عالية في ظل تسجيل وجود (كورونا) في العاصمة صنعاء عبر الحالتين اللتين ثبت إصابتهما بهذا الوباء».
وأكدت أن «البقاء في المنازل بات ضرورة بل هو واجب على جميع المواطنين لضمان سلامتهم وأسرهم وكذا المجتمع، حتى يتم التأكد من عدم إصابة المخالطين للحالتين بهذا الفيروس»، كما قالت إنها استعرضت الإجراءات الوقائية الاحترازية المتخذة للأشخاص المخالطين للحالتين الذين يخضعون حاليا للحجر الصحي.
وكانت ميليشيا الحوثي أغلقت مؤقتا أكثر من عشرة أحياء في العاصمة صنعاء، بهدف التعقيم، كما داهمت عددا من المباني لاعتقال ما تقول إنها حالات اشتباه بالإصابة في «كورونا»، ولكنها ترفض حتى الآن حظر التجول أو الإغلاق الشامل خشية فقدانها الموارد المالية الكبيرة التي يتم جبايتها بالقوة من المحلات التجارية والتجار وغيرهم من الباعة.
من جهتها ذكرت لجنة الطوارئ الحكومة في نشرة مستجدات الحالة الوبائية لفيروس «كورونا» أنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة جديدة يوم السبت في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وقالت إن الحالات النشطة هي (26) حالة منها (21) في عدن و(3) حالات في حضرموت وحالة واحدة في لحج وأخرى في تعز، وأكدت أن فرق الترصد مستمرة في متابعة وفحص المخالطين للحالات.
بدوره قال اللواء سند جميل رئيس مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني في اليمن، إن إجمالي الوفيات في مدينة عدن، يوم السبت بلغ (55) حالة مقارنة بـ12 وفاة في الأيام العادية، وقبل ظهور الوباء والحميات في المدينة.
وبين جميل أن المصلحة منحت أذونات دفن (45) شخصا بموجب مذكرات من أقسام الشرطة دون معرفة سبب الوفاة فيما منح (9) خطابات من المستشفيات، ومركز العزل وحالة واحدة من الساحل الغربي.
ضبابية الحوثيين توقف تحركات «الصحة العالمية» في صنعاء و3 محافظات
ضبابية الحوثيين توقف تحركات «الصحة العالمية» في صنعاء و3 محافظات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة