عودة المطالبات بـ«الحظر الشامل» في مصر

بعد تسجيل ارتفاع في الإصابات

TT

عودة المطالبات بـ«الحظر الشامل» في مصر

بموازاة زيادة في أعداد الإصابات بـ«فيروس كورونا المستجد»، تصاعدت من جديد المطالبات للحكومة المصرية بـ«فرض حظر شامل على التنقل»، فيما طمأنت السلطات المواطنين بشأن معدلات الوفاة في البلاد جراء العدوى، وقالت إنها في معدلات «أقل» من السنوات الماضية قبل ظهور كورونا.
وتفاعلت، أمس، الدعوة التي وجهها نقيب الأطباء المصريين، حسين خيري، والدكتورة شيرين غالب، نقيب أطباء محافظة القاهرة، إلى رئاسة الوزراء، بشأن «فرض حظر شامل لمدة أسبوعين، وذلك بهدف توجيه ضربة سريعة قاضية مرة واحدة لـ(الفيروس)»، منبهين إلى ضرورة «الحظر الشامل لمدة أسبوعين، أو ما تبقى من شهر رمضان، وأن هذا الإجراء مع قسوته، إلا أن سرعته سوف تؤدي إلى انحسار الوباء».
وسجلت مصر زيادة كبيرة، خلال اليومين الماضيين، في أعداد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا، مقارنة بالأسابيع الماضية، وأظهرت البيانات الرسمية أن العدوى طالت يومي أول من أمس، وأمس، 498 و436 إصابة على الترتيب. كما أعلنت وزارة الصحة أمس عن 11 حالة وفاة جراء الفيروس.
ولم تعلق الحكومة المصرية على طلب نقيبي أطباء مصر والقاهرة، وأفادت الأخيرة، في تصريحات صحافية عدة، أمس، بأنهما لم يتلقيا بعد رداً رسمياً من رئاسة الوزراء.
وكانت نقابة الأطباء، نعت أول من أمس الطبيب التاسع في قائمة أعضائها الذين توفوا جراء كورونا، موضحة أن الدكتور «أحمد عزت دراز، نائب مدير إدارة منيا القمح الصحية للطب الوقائي توفي جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد أثناء عمله، ولم يتوان عن أداء واجبه رغم كبر سنه وإصابته بعدد من الأمراض المزمنة ووجوده في الخطوط الأولى لمكافحة الوباء».
بدوره، سعى «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» التابع لمجلس الوزراء المصري، إلى طمأنة المواطنين بشأن «انخفاض معدلات الوفاة رغم انتشار فيروس كورونا المستجد». وذكر في تقرير معلوماتي، أنّ «معدلات الوفيات خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي بلغت 42 ألفاً و144 حالة وفاة، مقارنة بـ43 ألفاً و303 حالات في الشهر نفسه خلال عام 2019، وكذلك 43 ألفا و399 حالة في أبريل من عام 2018». وتابع كاشفا أن «انتشار الجائحة لم يؤثر على عدد الوفيات على المستوى القومي، إذ انخفض عدد الوفيات بنحو 2.8 في المائة، ما ينفى زيادة حالات الوفاة في مصر بسبب انتشار فيروس كورونا».
كما قدر المركز، أنه «رغم زيادة حالات الإصابة بكورونا في مصر خلال الفترة الأخيرة، لكنّ عدد حالات الوفاة نتيجة الفيروس لا تزال داخل الحدود الآمنة مقارنة بدول العالم».
وفي شأن قريب الصلة، دخلت نقابة الأطباء في صدام مع نائب برلماني على خلفية ما رأت أنه «تعدى على الفريق الطبي» بأحد المستشفيات الحكومية بمحافظة الدقهلية، وقالت إن «النائب إلهامي عجينة اقتحم مستشفى شربين في صحبة حاشية أحضرها معه بهدف الدعاية الانتخابية، وتعدى لفظياً على الفريق الطبي، وقام بترهيبهم والتحريض ضدهم مع سبق الإصرار كما قام بالتعدي على حرمة المرضى وتصوير الملفات الطبية، وتكدير السلم العام بإثارة الفزع بين العاملين بالمستشفى، ومخالفة قواعد مكافحة العدوى وقرارات وزيرة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة فيروس كورونا».
وبدورها، أعلنت رئاسة الوزراء، أن الحكومة تلقت مساهمة من أحد البنوك الخاصة بقيمة «7 ملايين دولار أميركي، وجهت لإتاحة اختبارات فيروس كورونا المستجد، ودعم الاحتياجات الفورية للأسر التي تأثرت مصادر دخلها خلال الأزمة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».