ليبيا تناقش عودة تدريجية للدراسة

اللجنة الطبية في بنغازي تسلم جوازات سفر لمواطنين بعد خروجهم من الحجر الصحي (مركز بنغازي الطبي)
اللجنة الطبية في بنغازي تسلم جوازات سفر لمواطنين بعد خروجهم من الحجر الصحي (مركز بنغازي الطبي)
TT

ليبيا تناقش عودة تدريجية للدراسة

اللجنة الطبية في بنغازي تسلم جوازات سفر لمواطنين بعد خروجهم من الحجر الصحي (مركز بنغازي الطبي)
اللجنة الطبية في بنغازي تسلم جوازات سفر لمواطنين بعد خروجهم من الحجر الصحي (مركز بنغازي الطبي)

وضع المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا مجموعة من الشروط الصحية لإمكانية العودة التدريجية للدراسة، في ظل الإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس «كورونا» بالبلاد، لكن الأمر في غرب ليبيا يبدو أنه في انتظار قرار سياسي من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بينما تواصل الأطقم الطبية في مدينة بنغازي (شرق) عملية المسح العشوائي للكشف عن «كوفيد - 19».
وقال عادل جمعة، وكيل وزارة التعليم بحكومة «الوفاق» في طرابلس، إن اللجنة المشتركة من المركز الوطني لمكافحة الأمراض ووزارة التعليم ناقشت في اجتماع عقد بالعاصمة الليبية، مساء أول من أمس، التوصيات الأخيرة للعودة التدريجية للدراسة، مشيراً إلى أن هذه التوصيات أحيلت أمس إلى اللجنة العليا لمجابهة فيروس «كورونا» لمناقشتها مع اللجنة العلمية الاستشارية لاتخاذ «خطوات عملية لإعادة الدراسة» بما يتماشى مع التوصيات الوقائية الاحترازية التي شدد عليها المركز الوطني.
ولفت وكيل وزارة التعليم إلى أن الأولوية في العودة التدريجية ستكون للشهادتين الإعدادية والثانوية، يليها مراحل التعليم الأساسي، وفق الوضع الوبائي لفيروس «كورونا» في البلاد.
وقالت الدكتورة فوزية الترهوني، رئيسة قسم الصحة المدرسية بالمركز الوطني، في الاجتماع ذاته، إن المركز وضع شروطاً صحية مطلوبة قبل العودة التدريجية للدراسة للشهادتين الإعدادية والثانوية، وإن هذه الشروط تتمثل في أن يكون عدد الطلاب في الفصل الدراسي 15 فقط، بالإضافة إلى ضرورة توافر مياه نظيفة داخل المدارس وكذلك توافر مواد التنظيف ومعدات التعقيم والتطهير، بجانب إلغاء الطابور الصباحي وفترات الراحة بين الحصص، ومنع كافة الأنشطة التي تتضمن تجمعات للتلاميذ مثل حصص الأنشطة البدنية.
ونوّهت الترهوني إلى أن وزارة التعليم في حكومة «الوفاق» ستعمل على تقليص عدد الحصص الدراسية وساعات الدراسة، فضلاً عن تقليص بعض المواضيع بالمنهج الدراسي، مستدركة أن «هذه الخطوة لا تعني أن البلاد خرجت من خطر فيروس كورونا، إنما لضمان عدم ضياع سنة دراسية كاملة بشكل يضمن أيضاً وقاية الطلاب من الأمراض الفيروسية».
وكان المركز الوطني لمكافحة الأمراض أطلق خدمة طوارئ من خلال الاتصال على رقم مجاني، علما بأن الحصيلة الإجمالية لمصابي الفيروس في ليبيا تستقر عند 64 حالة، من بينها 3 وفيات، فيما تعافى 24 شخصاً من الفيروس. وتمثل طرابلس معظم الحالات بـ49. تليها مصراتة بـ10 إصابات، وبنغازي 4. وصرمان حالة واحدة.
وأعلن الدكتور أحمد الحاسي، المتحدث باسم اللجنة العليا لمكافحة «كورونا» بالحكومة الموازية في شرق ليبيا، عن جمع غالبية العينات الخاصة بالمسح العشوائي للكشف عن الفيروس في مدينة بنغازي، لافتاً إلى أن اللجنة ستعلن نتائج المسح الأسبوع المقبل، عندما تنتهي من خطة المسح المتفق عليها.
وحذّر الحاسي في بيان، أمس، من التخلي عن حظر التجول، مشدداً على أهميته في الوقت الراهن. وقال إن استمرار الحظر يصب في مصلحة المواطنين خصوصاً في ضوء عدم تبين حقيقة الوضع الوبائي بالبلاد.
في السياق ذاته، قالت اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة الفيروس في بنغازي، أمس، إن الفريق الطبي المكلف من قبل وزارة الصحة يجري فحصاً لجميع العائدين من الخارج الذين يقضون فترة الحجر الصحي في العديد من البلديات، معلنة عن خروج 118 مواطناً من الذين دخلوا الحجر الصحي بعد عودتهم من الخارج.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.