الميليشيات تزرع عبوات ناسفة في الضالع... ومقتل مُسن بانفجار لغم في البيضاء

جانب من الألغام الحوثية التي ينزعها المشروع السعودي في اليمن (مسام)
جانب من الألغام الحوثية التي ينزعها المشروع السعودي في اليمن (مسام)
TT

الميليشيات تزرع عبوات ناسفة في الضالع... ومقتل مُسن بانفجار لغم في البيضاء

جانب من الألغام الحوثية التي ينزعها المشروع السعودي في اليمن (مسام)
جانب من الألغام الحوثية التي ينزعها المشروع السعودي في اليمن (مسام)

قتل مسن يمني إثر انفجار لغم حوثي في محافظة البيضاء، في الوقت الذي رصدت فيه مصادر عسكرية يمنية زرع الميليشيات عبوات ناسفة مموهة في محافظة الضالع.
وتواصل الميليشيات الحوثية تصعيد عملياتها العسكرية في مختلف جبهات القتال في اليمن مستغلة بذلك غياب مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، من خلال القصف المستمر على مواقع الجيش الوطني والقرى السكنية والدفع بتعزيزات مقاتلين وآليات عسكرية.
وأفادت مصادر بمقتل القيادي الحوثي العقيد خالد حسين الكحلاني، قائد الهجوم الحوثي في جبهة صرواح، غرب مأرب (شمال شرق) إضافة إلى مقتل عدد من مرافقيه وإصابة آخرين، الجمعة، في مواجهات اندلعت في مواقع متفرقة في جبهة صرواح، غرب مأرب (شمال شرق).
جاء ذلك بعد 24 ساعة من مقتل اللواء محمد عبد الكريم حمران، قائد القوات الخاصة للميليشيات، في صرواح مأرب، وفق ما ذكرته وسائل إعلام مختلفة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية.
كما تحدثت مصادر عن مقتل قيادي بارز آخر في جبهة الوهبية شمال البيضاء (وسط) خلال اليومين الماضيين بمعاركها مع الجيش الوطني. وقالت أن «القيادي الحوثي العقيد حميد أحمد المحاقري لقي مصرعه في معارك شهدتها جبهة قانية في الوهبية».
ويعد المحاقري أحد القيادات العسكرية التي كلفتها جماعة الحوثي الانقلابية باستعادة مواقع تم دحرهم منها في البيضاء.
وفيما تشهد جبهة قانية في الوهبية، شمال البيضاء، معارك عنيفة منذ أيام في ظل تصعيد عسكري من قبل الانقلابيين الذين يواصلون تحديهم وعدم التزامهم بهدنة وقف إطلاق النار التي أعلن عنها تحالف دعم الشرعية، أشاد قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن أحمد حسان جبران، ببطولات قوات الجيش في جبهة الوهبية وبالروح المعنوية العالية التي يتحلون بها والتصدي لكل محاولات ميلشيات الحوثي الهجومية للتسلل باتجاه المواقع المحررة وذلك خلال تفقّده، الخميس، مواقع الجيش المرابطين في جبهة الوهبية؛ حيث اطلع، ومعه قائد محور البيضاء العميد الركن عبد الرب الأصبحي وعدد من القيادات العسكرية، على «الجاهزية القتالية للوحدات العسكرية في المحور».
وشدد جبران على «ضرورة التحلي باليقظة ورفع درجة الاستعداد والجاهزية القتالية».
وبينما تواصل الميليشيات الانقلابية زراعة الألغام في الطرقات والمزارع والأحياء السكنية في عدد من المدن والقرى الريفية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها متسببة بذلك سقوط القتلى والجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، أفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء (وسط) بمقتل مواطن مُسن جراء انفجار لغم حوثي، الخميس، في القريشية. وقالت بأن «المواطن محمد صالح الظهري (70) عاما لقي حتفه جراء انفجار لغم زرعته الميليشيات في وقت سابق وانفجر به أثناء ما كان يجمع الحطب في أحد الأودية في القريشية». وفي السياق قال المركز الإعلامي لمحور الضالع العسكري بأن «فرق نزع الألغام التابعة لشعبة الهندسة العسكرية بمحور الضالع تواصل عملها في تفكيك الألغام المضادة للدروع والأفراد والتي زرعتها ميليشيات الإجرام الحوثية شمال غربي مديرية قعطبة وفي مناطق الشريط الحدودي حَجْر، التي قامت عصابات الحوثي الإرهابيَّة المدعومة إيرانيّاً بزراعتها دون خرائط».
وأضاف أن «ميليشيات الحوثي قامت بزراعة العُبُوَّات الناسفة المُمَوّهة بشكل عشوائي في المناطق السكنية والطَّرقات، والتي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وهي محلية الصنع يتم حشوها بالمواد المتفجرة الخطيرة والسامة وتحتوي على مئات الشظايا الصغيرة، ومصنوعة من مادة البلاستيك وتشبه في أشكالها الأحجار الطبيعيَّة أو تطابق البيئة التي يتم زراعتها بهذه العُبُوَّات المُمَوّهة لتكون مخفية عن أنظار السُّكّان المحليين، خاصةً في المناطق التي كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية قبل هزيمتها».
ولفت المركز العسكري إلى أن «كثيرا من هذه العُبُوَّات المُمَوَّهة الناسفة والمتفجرات الخطيرة يتم تفكيكها وإبطالها من قِبل الفرق الهندسية لنزع الألغام في محافظة الضالع التابعة للمركز الوطني لنزع الألغام عدن، رغم عدم وجود أجهزة حديثة ومتطورة فيما يتعلق بنزع الألغام؛ وهذا شكّل عائقاً كبيراً أمام الفرق الهندسيّة لنزع الألغام نتيجة ضعف الوسائل التقنية التي يستخدمونها في نزع الألغام والعُبُوَّات». موضحا أنه «يتم تصنيع العُبُوَّات المُمَوَّهة الناسفة والمتفجرات المتطورة من قبل الحوثيين بالاستفادة من الخبرات الإيرانية وكذلك من المتدربين الحوثيين الذين قام الحرس الثوري الإيراني بتدريبهم على صناعة هذه المتفجرات الخطيرة التي تحصد مئات الأرواح نتيجة غياب الضمير الإنساني لديهم وتفخيخهم للأراضي الزراعية والطَّرقات بالألغام المتنوعة، التي تحصد كل يوم الأرواح البريئة».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.