قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن حكومته بصدد إعداد سيناريوهات للخروج من الحجر الصحي، وأقر بأن المرحلة المقبلة ستكون «أصعب من فرض الحجر».
وأوضح العثماني الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية في لقاء خاص مباشر بثته ثلاث قنوات تلفزيونية مغربية، أن الهاجس الأول للحكومة هو «تفادي الرجوع إلى الوراء، وتجنب ما هو أسوأ»، مشيراً إلى أنه سيجري إبلاغ الرأي العام في الوقت المناسب بسيناريوهات ما بعد 20 مايو (أيار) الجاري، تاريخ انتهاء حالة الطوارئ الصحية، مشدداً على أن «الآتي سيعرف صعوبات بالتأكيد، والمعركة ما زالت طويلة».
وذكر العثماني أن الحكومة ليس لديها تصور نهائي لمرحلة ما بعد «كورونا»؛ إلا أن هناك دراسات وسيناريوهات تشتغل عليها وزارتا الصحة والداخلية لإدارة المرحلة المقبلة.
وبخصوص التكلفة الاقتصادية للجائحة، قال رئيس الحكومة المغربية إنه «لا يمكن لأحد أن يقيّم التكلفة الاقتصادية لهذا الوباء»، وأشار إلى أن 62 في المائة من المقاولات صرحت بأنها متوقفة جزئياً أو كلياً، وأن الحكومة واعية بالصعوبات الاقتصادية. وزاد أن مهنيي كافة القطاعات شرعوا في التفكير في كيفية تحقيق الإقلاع الاقتصادي لقطاعاتهم؛ حيث سيتم تجميع هذه التصورات لإعداد رؤية شمولية، منوهاً بالقطاعات التي استطاعت أن تواصل أنشطتها في ظل الأزمة، كقطاع المواد الغذائية وقطاعي الفلاحة والصيد البحري، وبعض الصناعات التي دعمتها الحكومة لتحويل إنتاجها إلى توفير الحاجيات الوطنية لمواجهة جائحة الفيروس. وأشار إلى أن هذا الإجراء مكَّن من توفير 9 ملايين كمامة في اليوم.
من جانب آخر، استعرض رئيس الحكومة مستجدات الفيروس في المغرب، مبرزاً أن الوضع الوبائي «متحكم فيه»، وأن هناك تحسناً في عدد من المؤشرات، إذ أصبح عدد المتعافين يومياً يفوق عدد حالات الإصابة الجديدة. وأضاف أن ما يزيد على 90 في المائة من الحالات تُعتبر بسيطة، وأن عدد الحالات الحرجة يقل يوماً بعد يوم، وذلك «بفضل الجهود العلاجية التي مكنت من تطوير التدخلات، لتصبح أكثر فعالية وبإبداع مغربي».
وذكر أن نسبة الوفيات بلغت 3.3 في المائة من الإصابات، وهو ما يدل على أن التدخل العلاجي «كان إيجابياً، ومكننا من تفادي الأسوأ». وقال إن الإجراءات الاحترازية التي اتخذها المغرب في وقت مبكر مكَّنت من تفادي 200 حالة وفاة يومياً.
وبخصوص أزمة المغاربة العالقين بالخارج، قال العثماني إنه يجري إعداد السيناريوهات لإنجاح عودة أكثر من 27 ألفاً من المغاربة العالقين في البلدان الأجنبية، والمسجلين بالقنصليات في الخارج. وأوضح أنه «بمجرد اتخاذ قرار فتح الحدود سيتم إرجاعهم إلى بلدهم في ظروف جيدة».
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بمآل الموسم الدراسي، نفى رئيس الحكومة أن تكون لدى حكومته نية الإعلان عن «سنة بيضاء». وأفاد بأن هناك عدداً من السيناريوهات سيتم الحسم فيها خلال الأيام المقبلة لاستكمال الموسم الدراسي، وإجراء الامتحانات، منوهاً بـ«النتائج المعقولة» التي تحققت بشأن التعليم عن بعد.
العثماني: المغرب يستعد للخروج من الحجر الصحي... لكن الآتي أصعب
قال إن الإجراءات الاحترازية جنَّبت بلاده 200 وفاة في اليوم
العثماني: المغرب يستعد للخروج من الحجر الصحي... لكن الآتي أصعب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة