الادعاء التركي يطالب بسجن 7 أشخاص سهَّلوا تهريب كارلوس غصن إلى لبنان

TT

الادعاء التركي يطالب بسجن 7 أشخاص سهَّلوا تهريب كارلوس غصن إلى لبنان

وجهت النيابة العامة في تركيا اتهامات إلى 4 طيارين، ومسؤول في شركة طيران خاصة، ومضيفتين، بسبب دورهم في تسهيل هروب رئيس شركة «رينو- نيسان» السابق، كارلوس غصن، من اليابان إلى لبنان عبر إسطنبول في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقدمت النيابة العامة لائحة الاتهام إلى المحكمة المختصة في إسطنبول، وتضمنت المطالبة بعقوبة السجن لفترات مختلفة للمتهمين السبعة؛ حيث اتهمت الطيارين الأربعة ومسؤول الشركة بـ«تهريب مهاجر بطريقة غير قانونية»، والمضيفتين بعدم الإبلاغ عن الجريمة.
وقال محامون مكلفون بالدفاع عن المتهمين أمس، إن لائحة الاتهام التي قبلتها محكمة بكير كوي في إسطنبول في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، تتضمن تهمة «تهريب مهاجر» الموجهة إلى الطيارين الأربعة ومسؤول الشركة، تصل أقصى عقوبة فيها إلى السجن 8 سنوات، بينما تصل عقوبة كل مضيفة من المضيفتين إلى الحبس سنة واحدة؛ حيث وُجهت إليهما تهمة عدم الإبلاغ عن الجريمة.
وألقت الشرطة التركية القبض على المتهمين السبعة في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي، وتقرر توقيف الطيارين الأربعة ومسؤول شركة «إم إن جي جيت» للشحن الجوي، والإفراج عن المضيفتين بكفالة انتظاراً للمحاكمة، بسبب تورطهم في قضية هروب غصن من اليابان إلى بيروت عبر مطار أتاتورك في إسطنبول، وذلك بعد تحقيقات موسعة شملت عديداً من الجهات، منها وزارتا الداخلية والخارجية، والادعاء العام في إسطنبول، حول تسهيل هروب غصن الذي كان يخضع للإقامة الجبرية في مدينة أوساكا اليابانية، على خلفية اتهامه بـ«إساءة استخدام الوظيفة».
وكانت شركة «إم إن جي جيت» تقدمت بشكوى جنائية، أوضحت فيها أن طائراتها استخدمت بشكل غير قانوني لنقل غصن إلى لبنان بعد فراره من اليابان لتجنب محاكمته. وقالت الشركة إن أحد موظفيها أقر بتزوير السجلات لعدم إظهار اسم «غصن» في قائمة ركاب الرحلة، وإنه تصرف بشكل فردي.
وذكر بيان الشركة أن شخصين استأجرا طائرتين في ديسمبر الماضي، لرحلة من دبي إلى أوساكا في اليابان، ومن أوساكا إلى إسطنبول، والثانية لرحلة من إسطنبول إلى بيروت، وأن الطائرتين المستأجرتين لم تكونا مرتبطتين، على ما يبدو، بعضهما ببعض، كما لم يظهر اسم كارلوس غصن في الوثائق الرسمية لأي من الرحلات، مشيراً إلى أن الطائرتين ليستا مملوكتين للشركة؛ بل تقوم بتشغيلهما. وتابع البيان بأنه «بعد ورود معلومات أن الطائرة المستأجرة هي لصالح غصن وليس للركاب المعلن عنهم رسمياً، قامت الشركة بتحقيق داخلي، ثم رفعت شكوى إلى السلطات المختصة تطالب فيها بمحاكمة جميع من قاموا بتسهيل رحلة غصن».
وكان الادعاء العام في اليابان قد أصدر أوامر اعتقال بحق غصن و3 أميركيين، قالوا إنهم ساعدوا في هروبه وخططوا له. وذكرت وسائل إعلام يابانية أن غصن الذي فر إلى لبنان لتجنب محاكمته في اليابان، استخدم أحد جوازي سفر فرنسيين يمتلكهما، وأن اليابان تجري تحقيقات بشأن «الثغرة الأمنية المحرجة» التي أدت إلى تسهيل فراره إلى لبنان.
وقال محاميه جونيشيرو هيروناكا إن المحامين يحتفظون بثلاثة جوازات سفر خاصة بموكلهم الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والبرازيلية واللبنانية؛ غير أن هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية الرسمية «إن إتش كي» ذكرت أن المحكمة سمحت له بالاحتفاظ بجواز سفر ثانٍ اشترطت إبقاءه «في صندوق مقفل» يحمل مفتاحه محامو غصن.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.