«كورونا» يعيد المشاهدين لشاشة تلفزيون السودان

أجهزة الإعلام الرسمية تستعير روح الثورة في مواجهة الوباء

«كورونا» يعيد المشاهدين لشاشة تلفزيون السودان
TT

«كورونا» يعيد المشاهدين لشاشة تلفزيون السودان

«كورونا» يعيد المشاهدين لشاشة تلفزيون السودان

تعمل تلفزيونات العالم وفضائياته على كسب ملايين المشاهدين الذين وفرهم «كورونا» وسياسات العزل المنزلي وحظر التجوال المفروضة لمواجهة الجائحة. وتلفزيون السودان الرسمي، منذ الثورة يجهد لاسترداد العيون «العسلية» لمشاهديه لشاشاته، التي سرقتها أجهزة ومحطات التلفزة الأخرى، ومتابعيه الهاربين من رداءة المحتوى البرامجي الذي دأب نظام الرئيس المعزول على بثه طوال سنين حكمه الثلاثين.
ولعلها مناسبة لتحقيق التلفزيون الهدفين في «زمن كورونا»، وأن يسهم في إنجاح حالة العزل وحظر التجوال كجهاز وطني، وأن يسترد مشاهديه بحزم للبرامج المشوقة والجاذبة.
ويقول مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لقمان أحمد: «شاشة التلفزيون السوداني بيت كبير يجمع كل فئات المجتمع»، لذلك سجلت وتقدم عدداً من برامج المنوعات، والبرامج الترفيهية، وبرامج التثقيف لمواجهة الوباء، وكيفية الوقاية منه ومحاربته.
ويوضح أحمد أن الفقرات التوعوية والإرشادية تعاون التلفزيون عليها مع عدد من المؤسسات الإنسانية، ومن بينها «مؤسسة الملك عبد الله العالمية للأعمال الإنسانية»، ويتابع: «البرامج الجديدة تستضيف المشاهد في منزله».
ووفقاً لمدير البرامج في التلفزيون الرسمي، علاء محمد الضي، فإن البرمجة تم تعديلها لتتوافق مع حظر التجوال، وتضمنت أعمالاً إرشادية وتنويهية، إضافة للبرامج السياسية والاجتماعية والفنية. ومن بينها برنامج «فضاءات» التفاعلي، وبرنامج «المشهد» الذي يتابع المستجدات السياسية المحلية بألسنة الخبراء والمحللين. ويتابع: «أنتجنا سهرات حديثة ومتنوعة، في محاولة لكسر الملل الناتج عن العزل الاجتماعي وحظر التجوال، تتضمن بث مسلسل يومي يتواكب مع الحظر».
وينتقد الإعلامي بشير أربجي أداء أجهزة الإعلام القومية، ويقول إنها رغم التغيير الذي حدث في محتوى بثها؛ فإنها لا تقدم برامج إرشادية وتثقيفية تواكب حجم جائحة «كورونا»، لتقنع مشاهديها بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي والتبليغ. ويتابع: «حدثت بعض حالات الهروب من المستشفيات، وكان يمكن تفاديها لو وجدت برامج توعوية مكثفة، توضح وتقنع المشاهدين بأهمية العزل والتباعد الاجتماعي، والسياسات الصحية الرامية للحد من انتشار الوباء».
ويلفت أربجي إلى تقليدية وعدم مواكبة برامج الترفيه المقدمة خلال فترة حظر التجوال، ويقول: «أحبذ تقديم برامج تساعد على التقليل من رتابة حظر التجوال بالنسبة للمشاهدين، تقدم خلالها أفكار خلاقة، ويتم الاستعانة فيها بالمشاهير من نجوم كرة القدم والفنانين والممثلين وقادة الكوميديا، لإشاعة نوع من البهجة في نفوس الأسر المحاصرة داخل المنازل».
بينما تشير سيدة يعقوب، وهي إعلامية أيضاً، إلى أن من فضائل العزلة الاجتماعية التي فرضها فيروس «كورونا» المستجد: ارتفاع نسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية القومية، والتفاف الناس حولها، لمتابعة ومعرفة كل ما يتعلق بالوباء. وتضيف: «قد طرأ تحول على العالم بعد اجتياح (كورونا)، والإعلام ليس استثناء من هذا التحول». وتتابع: «هناك أسئلة كثيرة تطرح بشان إعداد برامج مواكبة لما حدث بعد (كورونا)، وأرى أن كثيراً من القنوات والفضائيات العالمية، زادت فترات البث المباشر لاستضافات نجوم المجتمع والفن والميديا».
ويرى معد البرامج فيصل عبد الله، أن «كورونا» أعلت من شأن الترفيه، ما يستلزم برمجة متخصصة، تتخللها نسبة عالية من البرامج الترفيهية، ويقول: «وتقديم برامج مرغوبة لمواجهة حالة العزلة التي نعيشها». ويتابع: «في نظري، قنوات التلفزة الرسمية نجحت في جذب المشاهد، منذ الإطاحة بالنظام المعزول وسياساته الإعلامية فاقدة الروح».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».