البرلمان الأوروبي يصوت على مشروع قرار حول الاعتراف بدولة فلسطين

موغيريني: جهودنا الحالية تركز على تحديد الطريق نحو السلام

البرلمان الأوروبي يصوت على مشروع قرار حول الاعتراف بدولة فلسطين
TT

البرلمان الأوروبي يصوت على مشروع قرار حول الاعتراف بدولة فلسطين

البرلمان الأوروبي يصوت على مشروع قرار حول الاعتراف بدولة فلسطين

قال البرلمان الأوروبي ببروكسل إن جلسة نقاش ستنعقد الأربعاء المقبل حول إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين، بحضور فيدريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد، وذلك على هامش جلسات البرلمان الأوروبي المقررة الأسبوع القادم في ستراسبورغ بجنوب فرنسا.
ومن المقرر أن يصوت أعضاء المؤسسة التشريعية الأعلى في الاتحاد الأوروبي على مشروع قرار حول هذا الموضوع في اليوم التالي للنقاش. ويتضمن مشروع القرار كيفية التحرك الأوروبي في التعامل مع التطورات الأخيرة المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط، خصوصا في ظل تحرك بعض الدول الأعضاء بشكل منفرد بخصوص مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمواقف التي اتخذتها بعض البرلمانات الوطنية بالتصويت لصالح دولة فلسطينية، مثلما تحقق في السويد وإسبانيا، كما أنه من المنتظر أن يتكرر الموقف في فرنسا وبلجيكا ودول أخرى، بينما لا تنوي هولندا في الوقت الحالي أن تعترف بالدولة الفلسطينية، ولكنها في الوقت نفسه تريد أن تجعل هذا الاعتراف ممكنا، شرط أن يحدث ذلك في لحظة استراتيجية، مثل عملية سلام فعالة وحقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حسبما جاء على لسان وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز خلال مشاركته في جلسة نقاش داخل البرلمان الهولندي قبل يومين، حيث أكدت وسائل الإعلام الأوروبية في لاهاي وبروكسل أن الوزير الهولندي يدعم التوجه البريطاني في التعامل مع هذا الأمر من منطلق الاحتفاظ بالحق في الاعتراف بالدولة الفلسطينية في آية لحظة، ولكن ينبغي أن يساهم ذلك في تعزيز عملية السلام.
وأشار الوزير الهولندي إلى أن «الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الحالي غير ملائم في ظل عدم استئناف المفاوضات بين الجانبين»، وألمح إلى أن الاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان الهولندي «لا يعارضون اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على غرار ما حدث في السويد، ولكن لا توجد أغلبية في الوقت الحالي داخل البرلمان لتساند هذا التوجه». واختتم الوزير الهولندي بالقول إن الاتحاد الأوروبي لا بد أن يكون له دور أكبر في عملية السلام التي توقفت، وفي نفس الوقت فإن الحكومة الهولندية تؤكد على رغبتها في الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وعلى هامش الاجتماعات التي انعقدت الاثنين الماضي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وفي تعليق على اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين، قال جان إسيلبورن، وزير الخارجية في لوكسمبورغ، إن «الاعتراف بدولة فلسطين ليس هو الطريق المؤدي إلى حل الصراع، ولا بد أن تسير الدول الأوروبية مجتمعة في هذا الطريق، ولكن الأهم هو أن تتخلى إسرائيل عن سياسة المواجهة الحالية وتتجه نحو التفاوض».
وقال نظيره الإسباني غارسيا مانغالو إن الحل الأمثل «يكمن في إقامة دولتين ضمن إطار علاقة سلام وحسن جوار». ومن جهته، أوضح هرليم ديزير، وزير الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية، أن الجمعية الوطنية الفرنسية ستصوت على لائحة تدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وأن فرنسا تعتقد هي الأخرى بأن الحل الفعلي هو إرساء دولتين يعيشان جنبا إلى جنب. كما أشار ديديه رايندرس وزير خارجية بلجيكا إلى أن أوروبا تدرس سبل تفعيل دورها في حلحلة عملية السلام، في إشارة إلى توجه نحو ممارسة ضغوط فعلية.
من جانبها، قالت فيدريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنها أجرت اتصالات خلال الفترة الأخيرة مع وزير الخارجية الأميركي والرئيس الفلسطيني والقيادات في إسرائيل والأردن للنظر في تحديد التحرك الدبلوماسي الذي يمكن القيام به، وأضافت في هذا الصدد: «نحن نعلم أننا لا نريد فقط الاعتراف بدولة فلسطينية، بل كيفية بناء هذه الدولة لتعيش إلى جانب إسرائيل في أمن وسلام، وجهودنا الحالية تركز على تحديد الطريق نحو السلام ووضع الجانبين من جديد على هذا الطريق».
من جهتها، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاعتراف الرسمي للسويد، العضوة في الاتحاد الأوروبي، بدولة فلسطين. وقالت ميركل، أمس، عقب لقائها برئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل في برلين إنها ترى أن «الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية لن يدفعنا في طريق حل الدولتين». وذكرت أنه من الأفضل التركيز على مساعي السلام والمضي قدما في المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
أما وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني فقد أعلن أول من أمس بأن معظم دول الاتحاد الأوروبي تتفق على أن الاعتراف بدولة فلسطين ليست فكرة جيدة في الوقت الراهن. وجاء تصريح جينتيلوني في البرلمان بعدما دعا النواب في البرلمان الإسباني الحكومة إلى المضي قدما في الاعتراف بفلسطين، مثلما فعلت السويد في الشهر الماضي.
وقال جينتيلوني: «إن الاعتراف بفلسطين على الطاولة، ولكن لا يمكن أن يكون الموقف المبدئي حاليا. من المناسب مناقشته، وبعد ذلك نمضي قدما عندما يكون أكثر فائدة.. وموقف إيطاليا هو نفسه لدى حكومات الدول الأوروبية الرئيسية ما عدا السويد».
وفي وقت سابق، عقد جينتيلوني محادثات مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية، قال جينتيلوني للمالكي إن الأولوية لإيطاليا تتمثل في استئناف محادثات السلام، بدلا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.



روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
TT

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا؛ وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وسيطرت أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك أوائل أغسطس (آب)، واحتفظت بمواقعها هناك منذ 5 أشهر، قبل أن تشن هجوماً جديداً على المنطقة، يوم الأحد، لكنها لم تُقدِّم تفاصيل عن العملية، أو تحدد أهدافها.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو وزعته دائرة الصحافة التابعة لوزارة الدفاع الروسية 4 يناير 2025 يشارك عسكريون روس في تدريب قتالي في مكان غير معلوم (أ.ب)

وأعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني، الثلاثاء، عن وقوع 94 اشتباكاً في منطقة كورسك، الاثنين، مقارنةً مع 47 يوم الأحد.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها ألحقت الهزيمة بألوية أوكرانية في 6 مواقع، ونفّذت ضربات على قوات ومعدات أوكرانية في 7 مواقع أخرى، تضمّنت موقعاً على الجانب الأوكراني من الحدود.

جنود أوكرانيون يوجِّهون مدفع «هاوتزر» باتجاه القوات الروسية وسط هجوم روسي على كييف في منطقة خاركيف 3 يناير 2025 (رويترز)

من جهته، قال الجيش الأوكراني، الثلاثاء، إن قواته بدأت عمليات هجومية جديدة في منطقة كورسك غرب روسيا. وقالت هيئة الأركان العامة أيضاً على تطبيق «تلغرام» إن القوات الأوكرانية ضربت مركز قيادة روسيا في المنطقة، الثلاثاء.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية على «تلغرام» إن الضربة ضد المقر القيادي قرب بيلايا بمنطقة كورسك «جرت بالتنسيق مع القوات البرية الأوكرانية التي تُنفّذ عمليات قتالية على أراضي روسيا الاتحادية».

ومساء الاثنين، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي إلى «أهمية» تثبيت الجيش الروسي في منطقة كورسك، لمنعه من نشر كل قواته على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

وأكد: «نحن نحافظ على منطقة عازلة في الأراضي الروسية، وندمّر بشكل فعال الإمكانات العسكرية الروسية». كما تحدث مدونون عسكريون روس، مقربون من الجيش، عن الهجوم الأوكراني الجديد منذ الأحد.

صورة ملتقطة في 2 يناير 2025 تظهر جنوداً أوكرانيين يغادرون ملجأً على خط المواجهة بالقرب من بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك (أ.ب)

ولم يُحدد الجيش الأوكراني الثلاثاء في بيانه ما إذا استعمل صواريخ «أتاكمس» الأميركية أو «ستورم شادو» البريطانية في «ضربته عالية الدقة» ضد مركز قيادة روسي قرب بيلايا.

وتعد روسيا الهجمات الأوكرانية على أراضيها بالصواريخ الغربية تجاوزاً للخط الأحمر، وتتوعد في كل مرة «بالرد»، وخصوصاً ضرب كييف.