تعيين أركان حرب جديد لقوات الأمن اليمنية الخاصة في ظل استعدادات لاستيعاب الحوثيين

الحركة المتمردة تفض ساحة الاعتصام في الحديدة بالقوة.. ومخاوف على سلامة الملاحة الدولية

تعيين أركان حرب جديد لقوات الأمن اليمنية الخاصة في ظل استعدادات لاستيعاب الحوثيين
TT

تعيين أركان حرب جديد لقوات الأمن اليمنية الخاصة في ظل استعدادات لاستيعاب الحوثيين

تعيين أركان حرب جديد لقوات الأمن اليمنية الخاصة في ظل استعدادات لاستيعاب الحوثيين

عقب الاحتجاجات التي شهدها معسكر قوات الأمن الخاصة في صنعاء، أول من أمس، والاشتباكات التي دارت مع المحتجين، أصدر وزير الداخلية اليمني اللواء جلال الرويشان، أمس، قرارا بتكليف العميد عبد الرزاق المروني القيام بمهام أركان حرب قوات الأمن الخاصة، في حين ترددت أنباء عن قيامه أيضا بمهام قائد القوات الخاصة بدلا من اللواء محمد منصور الغدراء، الذي اندلعت الاحتجاجات ضده من قبل جنود مدعومين بمسلحين حوثيين.
ويأتي هذا القرار للمروني المقرب من الحوثيين في ظل الاستعدادات الجارية لاستيعاب آلاف المسلحين الحوثيين في قوات الجيش والأمن في ضوء اتفاق السلم والشراكة الموقع بين كل الأطراف اليمنية في الـ21 من سبتمبر (أيلول) الماضي في صنعاء. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن الحوثيين (أنصار الله) أعدوا قوائم بالآلاف من عناصرهم لتوزيعهم وإدماجهم في أجهزة الأمن ووحدات وزارة الداخلية وقوات الجيش التابعة لوزارة الدفاع. وقالت هذه المصادر إن معظم هؤلاء الأشخاص هم من المقاتلين الحوثيين أو من يطلق عليهم حاليا «اللجان الشعبية»، والذين ينتشرون في كل أنحاء صنعاء وفي مداخلها ومخارجها وأمام المنشآت الأمنية والعسكرية، إلى جانب الجنود النظاميين الذين يفرضون إرادتهم وقراراتهم على كل المؤسسات، مدنية وعسكرية، في العاصمة وبقية المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم في شمال البلاد وغربها ووسطها.
وبينت الأحداث خلال الأشهر الماضية أن الحوثيين لم يستعينوا فقط بالموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح في الأمن والجيش، وإنما كان هناك عدد من القادة العسكريين من مستويات مختلفة (من السادة)، يوالونهم بالسر حتى جاءت لحظة الاستيلاء والسيطرة على العاصمة، وإضافة إلى ذلك هناك موالون كثيرون للحوثيين في أوساط القضاء ووزارة العدل، حيث يعد الكثير من القضاة من المقربين لجماعة الحوثي وفكرها المذهبي على مدى العقود الماضية.
وحسب مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، فإن معظم بنود اتفاق السلم والشراكة وملحقاته لم تنفذ بعد، حسب الجدول الزمني المتفق عليه، بين ذلك رفع المظاهر المسلحة للحوثيين من شوارع العاصمة وسحب ميليشياتهم التي تسيطر على كل مناحي الحياة، إضافة إلى قضايا أخرى، كتشكيل لجان خاصة بدراسة الأوضاع في صعدة وعمران وغيرهما من المناطق، هذا في وقت تواصل فيه حكومة الشراكة الوطنية برئاسة المهندس خالد محفوظ بحاح مشاوراتها للتوصل إلى صيغة نهائية لمشروع برنامجها العام الذي ستتقدم به إلى مجلس النواب (البرلمان) لنيل الثقة.
في غضون ذلك، اعتدى مسلحون حوثيون، أمس، على ساحة «الحراك التهامي السلمي» في مدينة الحديدة على البحر الأحمر غرب البلاد، وذلك بعد صلاة الجمعة في الساحة على الكورنيش، وكان «الحراك التهامي» ينظم فعالية ضمن البرنامج الأسبوعي التصعيدي لطرد الميليشيات الحوثية المسلحة من الحديدة وإقليم تهامة بصورة عامة والتنديد بجرائم الاختطاف والاعتداءات والملاحقات التي تقوم بها جماعة الحوثي لبعض قادة الحراك والنشطاء الحقوقيين، وقال رئيس ساحة الحراك التهامي، أحمد هبة الله، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي المسلحة، التي تحتل قلعة الكورنيش التاريخية، اعتدت على الساحة بعد الانتهاء من الصلاة بعدما جاء المسلحون الحوثيون إلى الساحة قبل الصلاة لمنع التجمع والصلاة فيها، فلم يستطيعوا منعنا من الصلاة في الساحة، وبعدها أعطونا مهملة ساعتين لإخلاء الساحة وما لم نخلِها فقد هددونا باستخدام السلاح».
وأضاف رئيس ساحة الحراك: «وبعد الصلاة بدقائق لا تتعدى العشر، انتشرت ميليشيا الحوثيين المسلحة وأطلقت النار بشكل عشوائي في الهواء بشكل كثيف، مما أدى إلى تفرق المصلين، وبعدها دخل المسلحون الساحة ونهبوا المعدات الصوتية وغيرها من الأدوات الخاصة بساحة الحراك، وقاموا بتحميلها فوق سياراتهم الخاصة إلى القلعة، وكسروا الإنارات الخاصة بالساحة بالرصاص، وكذا شبكة المياه والحمامات والدشم (الغرف الصغيرة) وبراميل المياه، وأنزلوا علم الإقليم، ودمروا جزءا من الخيام الداخلية في الساحة ومنعوا الدخول إلى الساحة». وقد أصيب أحد المارة بعيار ناري في يده بسبب إطلاق النار الكثيف من قبل الميليشيات الحوثية المسلحة.
وشهدت مدينة الحديدة، أمس، مسيرة بحرية ضمن البرنامج التصعيدي لطرد الحوثيين من تهامة، بعدما كانت مقررة الخميس لكن تم تأجيلها إلى الجمعة بسبب الرياح والأمواج، وقال هبة لـ«الشرق الأوسط» إن «المسيرة الاحتجاجية الرافضة لوجود الميليشيات الحوثية هي نوعية، واستخدمنا فيها القوارب والزوارق، ونبعث من خلالها برسالة للخارج مفادها أن أمن البحر الأحمر من أمن تهامة، وأن الملاحة الدولية في البحر الأحمر في خطر بسبب الحوثيين، وهي التي تعد الشريان الأساسي للتجارة العالمية»، مؤكدا أن أبناء تهامة هم من سيحمون البحر الأحمر أيضا في حال الدولة لم تستطيع حمايته وحماية أبناء تهامة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.