استكشاف المعادن في السعودية يوفر ربع معدل الإنفاق العالمي

تخصيص 4 مليارات دولار ميزانية أولية لدعم عملية التحول في قطاع التعدين

السعودية في طريقها لتفعيل قطاع التعدين لرفد الناتج المحلي وفقاً لرؤية المملكة 2030 (الشرق الأوسط)
السعودية في طريقها لتفعيل قطاع التعدين لرفد الناتج المحلي وفقاً لرؤية المملكة 2030 (الشرق الأوسط)
TT

استكشاف المعادن في السعودية يوفر ربع معدل الإنفاق العالمي

السعودية في طريقها لتفعيل قطاع التعدين لرفد الناتج المحلي وفقاً لرؤية المملكة 2030 (الشرق الأوسط)
السعودية في طريقها لتفعيل قطاع التعدين لرفد الناتج المحلي وفقاً لرؤية المملكة 2030 (الشرق الأوسط)

في وقت تنتظر فيه الأوساط الموافقة العليا على نظام الاستثمار التعديني الجديد، كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية عن تخصيص 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) ميزانية أولية لدعم عملية التحول في قطاع التعدين التي تتجه إليها البلاد في ضوء «رؤية 2030». مفصحة عن أن المملكة من بين الدول الأقل إنفاقاً بنسبة 25 في المائة من المعدل العالمي في استكشاف المعادن.
وأوضح خالد المديفر نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين أن السعودية تعد من أقل الدول إنفاقاً على استكشاف المعادن في العالم، حيث ننفق اليوم أقل من 25 في المائة من معدل الإنفاق العالمي على الاستكشاف لكل كيلو مربع، وهو ما يعادل عشر متوسط الدول الناشطة في صناعة منتجات التعدين، الأمر الذي يستدعي رفع حجم الإنفاق في المملكة إلى المتوسط العالمي أو أعلى منه.
وبحسب المديفر، تعتزم السعودية طرح 54 موقعا للاحتياطي التعديني على المستثمرين بطريقة المزاد، مشيرا في تصريحات أول من أمس إلى أنه سيتم دراسة المواقع بشكل دقيق قبل الطرح للمزاد في غضون ثلاثة أعوام.
وأضاف المديفر: «استراتيجيتنا تركز على تعظيم القيمة المحققة من الموارد الطبيعية للمملكة، من خلال تطوير الاستثمار التعديني وتحقيق الاستغلال الأمثل للثروات المعدنية ليصبح قطاع التعدين الركيزة الثالثة في الصناعة السعودية بجانب صناعتي النفط والبتروكيماويات»، لافتا إلى هدف مساهمة صناعة التعدين في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 240 مليار ريال (64 مليار دولار)، ورفع إيرادات الدولة من هذا القطاع بأكثر من 8.9 مليار ريال (2.3 مليار دولار)، وتوليد 219 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2030.
جاء ذلك لدى مخاطبة نائب وزير الصناعة لشؤون التعدين، باللقاء الافتراضي الذي نظمه مجلس الغرف السعودية مساء أول من أمس الأربعاء، مشيرا إلى أن قطاع التعدين بالمملكة سجل استجابة فورية للإجراءات الاحترازية على أكثر من صعيد.
وأبان المديفر أن الوزارة اتخذت حزمة إجراءات لتخفيف الآثار الاقتصادية ركزت على دعم المستثمرين من حاملي الرخص التعدينية، من بينها تأجيل تحصيل المطالبات المالية للسنة المالية 2019 لمدة شهرين، حيث بلغت التكلفة الإجمالية نتيجة هذا التأجيل نحو نصف مليار ريال، الأمر الذي يسهم في استدامة القطاع، وتوفير التدفقات النقدية للمستثمرين، وضمان استمرارية مساهمتهم في النمو الاقتصادي.
وكشف عن دراسة تفصيلية شاملة لكل معدن لتحديد الفرص الاستثمارية المتاحة لتحقيق الميزة التنافسية بناء على 3 عناصر مهمة هي الثروات المعدنية المتاحة، والطلب المحلي، وتنافسية تكلفة الإنتاج، لتحديد عدد من المعادن الاستراتيجية بغية أن تصبح المملكة من أهم الدول المنتجة للمعادن في العالم، مشيرا إلى أن موافقة مجلس الشورى على نظام الاستثمار التعديني الجديد من أهم الإنجازات التي تحققت على صعيد مبادرات استراتيجية.
ومن بين الأهداف، وفقا للمديفر، التوسع في إنتاج الفوسفات لتكون المملكة ضمن أكبر 3 دول منتجة له على مستوى العالم، وزيادة إنتاج الذهب عشرة أضعاف، ومضاعفة إنتاج الحديد وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه بجميع أشكاله الصناعية، والسعي لأن تصبح المملكة من الدول العشر الأولى عالميا من حيث إنتاج الألمنيوم ومن حيث القدرة الإنتاجية للصناعات التحويلية.
ولفت المديفر إلى تخصيص نحو 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) كميزانية أولية لدعم عملية التحول في قطاع التعدين من خلال إطلاق عدد من المبادرات التي تتمحور حول 3 مرتكزات رئيسة هي توفير البيانات الجيولوجية وتسريع عملية الاستكشاف، وتيسير الاستثمار وتطوير البيئة التنظيمية وضمان استدامة وتمويل القطاع، وتطوير سلسلة القيمة والصناعات المعدنية وجذب الاستثمارات.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».