الحكومة اللبنانية تقرر مكافحة غلاء الأسعار

جعجع: «حزب الله» جزء من المشكلة

TT

الحكومة اللبنانية تقرر مكافحة غلاء الأسعار

وضعت الحكومة اللبنانية خطتها لمعالجة غلاء الأسعار ومكافحته، وسط ارتفاع جنوني للأسعار وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل العملة الأجنبية، في وقت تتواصل فيه المطالب بتنفيذ الخطة الإصلاحية التي وضعتها الحكومة.
وخصص مجلس الوزراء، أمس، جلسته في السراي الحكومي لمناقشة الوضعين المعيشي والاجتماعي وبحث ملف غلاء الأسعار والاحتكار في الأسواق. وأكد رئيس الحكومة حسان دياب في مستهل الجلسة أن «من واجب الحكومة مجتمعة مؤازرة وزارة الاقتصاد في معالجة غلاء الأسعار».
وبينما أكد وزير الصناعة عماد حب الله أنه سيجري «اتخاذ إجراءات لمكافحة الغلاء من دون قطع أرزاق الناس»، قالت وزيرة العدل ماري كلود نجم إن «وزارة العدل تتابع الشكاوى المقدمة من وزارة الاقتصاد، وطلبنا البتّ بها سريعاً».
وبالموازاة، تواصلت الدعوات للحكومة لتنفيذ الخطة الاقتصادية، غداة اللقاء في قصر بعبدا؛ إذ أشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى أن «هناك العديد من الخطط الإصلاحية، والمشكلة ليست بالخطط؛ إنما بالتنفيذ، لذلك على الحكومة أن تبدأ بالتنفيذ لنؤيد أو لا نؤيد الخطة». وشدد جعجع في تصريح على «ضرورة أن تستعيد الدولة حدّاً أدنى من الثقة، وهذه لا تستعاد بالخطط؛ إنما بتنفيذ بعض الخطوات المطلوبة». وأوضح أن «الطروحات التي قدّمناها بشأن الخطة الاقتصادية ملموسة جداً وبسيطة، كإقفال المعابر غير الشرعية والجمارك، وحتى الآن لا ردّ من الحكومة على طروحاتنا، علماً بأن جلسة واحدة للحكومة كفيلة مثلاً بإغلاق المعابر غير الشرعية». ورأى جعجع أن «(حزب الله) جزء أساسي من المشكلة الموجودة، وليس جزءاً من الحلّ، ويكفي أن يرفع يده عن حلفائه الفاسدين، وعن المعابر غير الشرعية، وأن يترك للدولة قرار السلم والحرب، ليخدم الدولة».
وعدّت عضو كتلة «المستقبل» النائب رولا الطبش أن «عناوين خطّة الحكومة جميلة ورنّانة، ولكن لا إصلاحات فيها، وهي تضرب القطاع الخاص، ولم تعالج العديد من المشاكل المالية والاقتصادية والاجتماعية». وقالت في حديث تلفزيوني إن «خطّة الحكومة تسرق الناس مرتين، وتقوم على أرقامٍ فقط، ولا معيار فيها يراعي المواطنين، فدائماً المصارف والناس هي (كبش المحرقة)، ونحن نريد خطّة قابلة للتنفيذ، وهناك تحفّظ من بعض السفراء عليها».
وعدّت أنّ «المطلوب إجراءات حاسمة لضبط الوضع، ولن نترك الحكومة من دون حلول، ولكنّ العبرة في التنفيذ».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.