جاء قرار استئناف الدوري الألماني (البوندسليغا) منتصف هذا الشهر بمثابة قبلة الحياة للبطولات الأوروبية الكبرى لاستكمال الموسم الذي أصابه شلل شبه كامل في النشاطات والمنافسات الرياضية حول العالم بسبب انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.
وستكون ألمانيا أول بلد بين البطولات الأوروبية الخمس الكبرى تستأنف فيه منافسات اللعبة، بعدما أجازت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل ومسؤولو المقاطعات الألمانية الـ16 لرابطة الدوري المحلي، القيام بذلك من دون جمهور بدءا من منتصف هذا الشهر.
وحددت رابطة الدوري تاريخ 16 مايو (أيار) لعودة منافسات الدرجتين الأولى والثانية، رغم معارضة بعض الأندية التي طالبت بتأخير الموعد أسبوعا آخر. ومن المنتظر أن تستأنف البطولة بمباراة ديربي بوروسيا دورتموند وشالكه بالمرحلة السادسة والعشرين.
وقال كريستيان تسيفرت الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني أمس: «من المهم بدء المباريات من جديد رغم أن استئناف الموسم لن يكون طبيعيا تماما في غياب الجماهير والقيود الأخرى. استئناف الدوري الألماني منح طوق نجاة للأندية التي تعاني ماليا بشدة». وتابع: «تتوق رابطة الدوري لإنهاء الموسم بحلول 30 يونيو (حزيران)، حتى لو بدون جماهير، من أجل الامتثال لشروط التعاقد مع الرعاة ومحطات البث التلفزيوني، ونتوقع أن تختتم الجولة الأخيرة بين 27 - 28 يونيو المقبل».
وأبدى ناديا فيردر بريمن وماينز، اللذان يتنافسان على تفادي الهبوط، مخاوف تتعلق بالجانب الرياضي أكثر من السلامة، حيث كان يُشترط الحصول على موافقة السلطات المحلية قبل استئناف التدريبات الجماعية، وهو ما أدى إلى تباين في درجات استعدادات الفرق. وعاودت الأندية الـ18 في دوري الدرجة الأولى تدريباتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي حتى على أرضية الملعب.
وقال فرانك بومان الرئيس التنفيذي لنادي فيردر بريمن: «بالطبع سنتقبل قرار مجلس إدارة الرابطة، رغم أننا كنا نفضل موعدا لاحقا لاستئناف المنافسات لأسباب تتعلق بنزاهة المنافسة». وأوضح: «الاستئناف المبكر للدوري يعني بالتأكيد أفضلية لبعض المنافسين الذين تدربوا بالفعل على مجموعات أكبر لأسابيع، وذلك أكثر مما تمكن منه بريمن».
ومن المنتظر أن تستأنف البطولة بمباراة ديربي بوروسيا دورتموند وشالكه بالمرحلة السادسة والعشرين.
وقال هانز - يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لنادي دورتموند: «لا تزال المنافسة حادة من الجانب الرياضي. لكن الناديين دعما بعضهما البعض بشكل جيد خلال الأشهر القليلة الأخيرة».
ومن المرجح أن يدفع قرار استئناف الدوري الألماني دول أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة، خاصة في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا التي ما زالت تتمسك بفرص استكمال الموسم رغم أن الأوضاع الصحية لديها ليست بالصورة التي عليها ألمانيا.
وأكدت رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم أن باستطاعتها التغلب على التحديات اللوجيستية الضخمة لإعادة اللاعبين إلى أرض الملعب خلال أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، لكنها تقبلت منذ فترة طويلة واقع غياب الجمهور عن المدرجات.
وبحسب صحيفة «التايمز» أمس فإن الحكومة البريطانية تساند خطة لاستئناف الموسم يوم 12 المقبل بدون جمهور مع زيادة المعايير الأمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب المباريات الـ92 المتبقية بالدوري الإنجليزي بالإضافة إلى 108 مباريات بدوري الدرجة الأولى سيتم بثها عبر التلفاز، وعلى الأرجح بالمجان.
ويتصدر ليفربول المسابقة بفارق 25 نقطة (ومباراة أكثر) عن مانشستر سيتي الثاني، لذا فهو الأكثر إلحاحا على استكمال المسابقة بحثا عن لقبه الأول منذ 1990.
ومن ضمن الاقتراحات لاستئناف البطولة، إقامة المباريات خلف أبواب موصدة في ملاعب محايدة، وذلك للحد من الكلفة المالية. لكن هذا الطرح يلقى معارضة من بعض الأندية لا سيما تلك التي تحتل مراكز متأخرة من الترتيب. ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد خطة بلاده لتخفيف الإغلاق، على أن يُعقد في اليوم التالي اجتماع لرابطة الدوري الممتاز لبحث خطة الاستئناف.
وما زال الدوري الإنجليزي الممتاز يأمل في إنهاء الموسم خلف أبواب موصدة، مع «مشروع الاستئناف» الذي يهدف إلى تقليل الخسائر المتوقعة بـ762 مليون إسترليني (946 مليون دولار) إذا لم تستكمل البطولة.
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا» عن وضع الأندية، فإن 13 في المائة فقط من إيرادات الدوري الممتاز تأتي من تذاكر المباريات، وبالتالي، فإن الأندية الكبرى في إنجلترا تتميز عن نظيراتها في البطولات الأخرى بقدرتها على تخطي معضلة غياب إيرادات التذاكر في ظل اللعب خلف أبواب موصدة، وباستطاعتها الخروج من العاصفة الاقتصادية عبر تحصيل الإيرادات الضخمة لحقوق النقل التلفزيوني.
ويقول ديفيد ويبر، المحاضر في دراسات كرة القدم في جامعة سولنت بشأن اللعب بغياب الجمهور: «قد لا يعجبنا الأمر، وقد لا يكون الحل الأمثل، لكنه الحل الوحيد الذي يجب أن نمضي به». ومع ذلك، فإن المليارات التي تدرها عائدات النقل التلفزيون في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليست مرتبطة بجودة اللاعبين وحسب، بل بالأجواء الحماسية التي يضفيها الجمهور الشغوف على المباريات.
ورأى ريتشارد سكودامور الذي شغل منصبي المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي للدوري الممتاز بين 1999 و2018 وكان من المؤثرين في تحول الـ«بريمير ليغ» إلى عملاق تجاري، في تصريح لصحيفة «تلغراف» البريطانية أن «النموذج الاقتصادي بأكمله يعمل فقط عندما تكون الأسس بأكملها متوفرة إلى حد كبير. ليس هناك أي ممثل يحب أن يؤدي أمام قاعة فارغة».
وتوقفت كرة القدم الإنجليزية منذ التاسع من مارس (آذار)، ويأمل القائمون على الدوري التوصل إلى صيغة لاستئناف الموسم مع الحفاظ على جزء من العائدات التي كانت متوقعة من تذاكر المباريات، وذلك من خلال طرح فكرة شراء «تذاكر موسمية افتراضية» لمشاهدة كل مباراة مباشرة في خطوة تخفف من الخسائر. وتتحدث التقارير عن أن أندية الدوري الممتاز تضع بالفعل خطط طوارئ للعب موسم 2020 - 2021 بأكمله من دون جمهور، لكن يبقى أن نرى ما إذا كان سيكون هناك طلب على مباريات تفتقد إلى عناصر نجاحها كمُنتَج تلفزيوني بغياب الجمهور.
وأقر لاعب وسط توتنهام والمنتخب الإنجليزي هاري وينكس في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأن اللعب في غياب المشجعين أمر غريب وقال: «الجمهور هو ما يجعل كرة القدم على ما هي عليه، هذا ما يخلق الأجواء. أعلم أن الكثير من اللاعبين يخالجهم نفس الشعور، إنه ليس بالشيء الذي يريده أي شخص».
وفي إسبانيا أشار خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري إلى أن عودة البوندسليغا تمثل نبأ جيدا لصناعة كرة القدم وتمهد الطريق أمام عودة تدريجية هادئة لكرة القدم والتي لن تكتمل عودتها لحين عودة الجماهير إلى المدرجات.
بدأت خطة استئناف البطولة الإسبانية بإخضاع جميع لاعبي الدوري لاختبارات فيروس كورونا، على أن تتجمع الفرق لاحقا لاستئناف التدريب ضمن قيود على امل إطلاق المباريات مجددا في 3 يونيو المقبل.
وأعلنت رابطة «لا ليغا» أن المنافسات ستعود في يونيو، بعدما أعطت السلطات المحلية الضوء الأخضر لاستئناف التمارين الفردية هذا الأسبوع بشكل تدريجي.
وكانت الحكومة الإسبانية أقرت خطة رفع قيود الإقفال التام الاثنين وجاءت على أربع مراحل، على أن يشمل ذلك بالنسبة إلى الرياضيين المحترفين «فتح المجال أمام التدريبات الفردية والحد الأدنى من التمارين»، وتواجد ستة لاعبين كحد أقصى على أرض الملعب. وستشمل المرحلة الرابعة والأخيرة المقرر تنفيذها في أوائل يونيو، إمكانية إقامة الأحداث الخارجية شرط أن لا يحضرها أكثر من 400 شخص.
والأمر في إيطاليا لا يختلف عن إسبانيا حيث بدأ اللاعبون في عدد من الأندية بما في ذلك يوفنتوس حامل اللقب، بالعودة إلى التدريب بشكل فردي بعدما تلقوا الضوء الأخضر من وزارة الداخلية. ورغم السماح للاعبين بالعودة إلى مرافق الأندية قبل أسبوعين من الموعد المحدد، وخضوعهم لفحوص صحية، حذر وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا من أن التدريب الجماعي لن يصبح ممكنا قبل 18 مايو. ودعمت جميع فرق الدوري الإيطالي العشرين رسميا عودة المباريات، على رغم إبداء أندية مثل بريشيا وتورينو تحفظاتها. ومن المقرر عقد اجتماع اليوم بين الاتحاد المحلي واللجنة العلمية التقنية الحكومية لبحث البروتوكول الطبي لاستئناف التدريب الجماعي.
ووحده الدوري الفرنسي من ضمن البطولات الأوروبية الخمس الكبرى الذي اتخذ قرار الإنهاء المبكر وإعلان باريس سان جيرمان بطلا، إثر تجميد رئيس الوزراء إدوار فيليب النشاط الرياضي حتى سبتمبر (أيلول).
واعتمدت الرابطة في ترتيبها على معدل النقاط بالنسبة للمباريات، علما بأن البطولة علقت قبل 10 مراحل من نهايتها. وأدى قرار الرابطة إلى هبوط تولوز وأميان إلى الدرجة الثانية، فيما سيصعد لوريان ولنس إلى الدرجة الأولى. وسيمثل فرنسا في مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل كل من سان جيرمان ومرسيليا ورين.
الدوري الألماني يستأنف نشاطه بمباراة ديربي دورتموند وشالكه في 16 مايو
إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا في الطريق لاستكمال الموسم وتنتظر الضوء الأخضر من الحكومات
الدوري الألماني يستأنف نشاطه بمباراة ديربي دورتموند وشالكه في 16 مايو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة