«كواترو باسي».. رائحة الساحل الإيطالي في أطباقه

في «4 خطوات» تنتقل إلى طعم البحر في قلب لندن

الطابق السفلي من «كواترو باسي» في لندن
الطابق السفلي من «كواترو باسي» في لندن
TT

«كواترو باسي».. رائحة الساحل الإيطالي في أطباقه

الطابق السفلي من «كواترو باسي» في لندن
الطابق السفلي من «كواترو باسي» في لندن

لندن حاليا هي أشبه بساحة واسعة تدور فيها المنافسة على سرقة أضواء المطابخ، مطاعم كثيرة تقدم ما في وسعها لسلب الزبائن لا سيما الذواقة منهم، فلندن تنافس اليوم باريس من حيث الطعام ونجوم ميشلان، ولندن تتنافس فيما بينها على الاحتفاظ بلقب «الأفضل»، وفي كل مرة يفتتح عنوان للطعام في لندن ترى المطاعم المهمة مرتبكة وخائفة على لقبها وتسعى جاهدة على الحفاظ على عرشها «الطعامي». واليوم وبعد افتتاح مطعم «كواترو باسي» ويعني بالإيطالية «4 خطوات» بالإشارة إلى أعضاء عائلة الشيف ميللينو الـ4 (هو وزوجته وابنيه) العاملين معا في واحدة من أهم المناطق اللندنية من حيث الرقي والفخامة، وبالتحديد في شارع «دوفر» في مايفير، ولنكون أكثر تحديدا فهو يلاصق بوتيك مصممة الأزياء البريطانية فكتوريا بيكام التي فازت للتو بلقب أفضل امرأة أعمال في العالم لهذا العام، وهذا الافتتاح يضع المطاعم الإيطالية المجاورة على المحك بسبب باع الطاهي الرئيس أنطونيو ميللينو الطويل في عالم الطهي في ساحل أمالفي الإيطالي.
فجميع مقومات النجاح موجودة، المطعم إيطالي، والطعام الإيطالي مرغوب جدا في لندن والمنافسة عليه قوية، فتوجد في العاصمة وفي محيط «كواترو باسي» عدة عناوين مهمة للأكل الإيطالي على سبيل المثال «شيبرياني» الذي تحول اسمه إلى «سي» لأسباب قانونية، وسيواجه «كواترو باسي» منافسة ليس فقط على الطعام إنما على الزبائن، فمنطقة مايفير يقصدها المشاهير للأكل والتسوق، لذا ستكون مهمة المطعم الجديد أصعب لجلب تلك الأسماء لتصبح من الوجوه الدائمة التي ترتاده.

* المشهد العام

* المطعم مميز من حيث الديكور، يتماشى مع المعارض والغاليريهات الفنية القريبة، تشدك إليه ثريا عملاقة في وسطه، أثاث عصري جدا، وسلالم مضاءة مصنوعة من المرمر، فهو يمتد على طابقين، وورق جدران من الحرير، وزوايا تلعب الإنارة فيها دورا مهما لأنها مصممة على طريقة الألياف تتدلى منها أوراق أشبه بأوراق الزهور من الحرير باللون الوردي الفاتح، افتتح المطعم نهاية الصيف الماضي فلا تزال رائحة الجلد الطبيعي منبعثة من الأرائك والمقاعد.
أرضية المطعم من الرخام، وهذا ما يختلف عليه بعض الزوار، بعضهم يرى أن الأرضية تجعل المكان باردا من حيث الأجواء لأنه نوجد في لندن كما أنها تجعل التحدث مزعجا بسبب صدى الأصوات المنبعثة من الحاضرين، والبعض الآخر يرى أن الأرضية جميلة لأنها تعكس الروح المتوسطية للمطبخ، وأعتقد أن لكل شخص ذوقه ورؤيته للأشياء، وهذا لا يمنع أن المطعم جميل جدا من حيث التصميم.

* الأطباق

* الأهم في المطهم هو الأطباق التي يحضرها الطاهي أنطونيو ميللينو الحائز على نجمتي ميشلان في مطعمه «كواترو باسي» في ساحل أمالفي الإيطالي، ويقدم جميع الأطباق في لندن بنفس الطريقة التي تقدم بها في إيطاليا، ولكن لا يجوز المقارنة ما بين المطعمين لأن العنوانين مختلفان تماما، ففي ساحل أمالفي ديكورات المطعم توحي بالبحر أكثر، وتطل على أجمل المناظر الطبيعية في حين أن العنوان اللندني يرتكز على الرقي والفخامة، ولكن الشيف ميللينو استطاع نقل نكهة الساحل الإيطالي بأسماكه وزيته وزيتونه وحتى خبزه إلى قلب لندن.

* لفتنا

* ما يميز المطاعم الإيطالية بشكل عام هو الخبز وزيت الزيتون وخل البلسميك الذي يوضع على الطاولة تلقائيا ويعتبر محفزا للشهية، وفي «كواترو باسي» نجح الشيف ميللينو في تحضير مخبوزاته متنوعة المذاقات، لا سيما خل البلسميك الذي يصنع خصيصا من أجله في إيطاليا وتحمل القنينة صورة الطاهي نفسه.
كما أن المطعم مؤلف من طابقين، وأعتقد أن تناول طعام الغداء مناسب في الطابق الأول أما فترة المساء فأنصح بحجز طاولة في الطابق السفلي حيث تنبعث موسيقى البيانو، والجلسات مريحة وغير رسمية.

* تذوقنا

* إذا كنت من محبي جبن الموتزاريلا أنصحك بتناول طبق الجبن مع الطماطم وأوراق الخرشوف، فالمذاق مدهش، ولكن يجب التنبيه بأن حجم الطبق كبير وكمية الجبن وافرة، فمن الأفضل مشاركة الطبق في حال كنت تنوي طلب طبق رئيس. ومن الأطباق اللذيذة أيضا طبق سرطان البحر مع صلصة القرع، وطبق الباستا الأشهر في المطعم هو طبق لينغويني إلا نيرانو مع الكوسة والفطر البري من ابتكار ميللينو. وبما أن المأكولات متوسطية فلا بد أن تتذوق الأسماك وننصح بطبق سمك القد مع صلصة الحبق «بيستو».
Quattro Passi
34 Dover Street، London W1s 4 NG
Tel: 02030961444



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.