وزير الدفاع الإسرائيلي يوافق على بناء 7 آلاف وحدة استيطانية في الضفة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع نفتالي بينيت خلال اجتماع بالكنيست (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع نفتالي بينيت خلال اجتماع بالكنيست (أرشيفية - أ.ب)
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي يوافق على بناء 7 آلاف وحدة استيطانية في الضفة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع نفتالي بينيت خلال اجتماع بالكنيست (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع نفتالي بينيت خلال اجتماع بالكنيست (أرشيفية - أ.ب)

وافق وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، اليوم (الأربعاء)، على خطة لبناء 7 آلاف وحدة سكنية في مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة، فيما سارع الفلسطينيون لإدانة المشروع.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن بينيت، المؤيد للتوسع الاستيطاني وضم المستوطنات الإسرائيلية، وافق على توسيع مستوطنة أفرات.
وأوضح البيان: «هذا يعني بناء آلاف الوحدات السكنية، يبلغ عددها نحو 7 آلاف، وفق تقديرات المختصين، ما سيتيح وصول مزيد من السكان»، لكن بينيت قد يخرج من الوزارة في الأيام القليلة المقبلة إذا ما صادقت المحكمة العليا على الاتفاق المبرم بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وخصمه السابق بيني غانتس لتشكيل حكومة وحدة.
ويقضي اتفاق نتنياهو - غانتس، ومدّته 3 سنوات، بتشكيل حكومة جديدة، يترأسها كل منهما لمدة 18 شهراً، وتقديم برنامج لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وصرّح المسؤول في المنظمة غير الحكومية «السلام الآن» المناهضة للاستيطان، براين ريفز، أن التوسع السكاني في قطاع مستوطنة أفرات «فكرة قديمة لم يصادق يوماً على تطبيقها».
واعتبر أن تولي غانتس، الأقل تأييداً للتوسع الاستيطاني، مستقبلاً وزارة الدفاع لا يلغي قرار بينيت الذي أعطى الضوء الأخضر «للمضي قدماً» في هذه العملية.
وسيحال القرار الذي وافق عليه بينيت على وزارة الإسكان والبناء، ويمكن أن يتم نقضه في حال الطعن به أمام القضاء.
وجاء في بيان لعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن منظمة التحرير تدين «انتهاك القانون الدولي، وتتّهم إسرائيل باستغلال جائحة (كوفيد - 19) العالمية لتوسيع مشروعها الاستيطاني المخالف للقانون».
وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بياناً لوزارة الخارجية الفلسطينية يعتبر «هذه القرارات استخفافاً إسرائيلياً رسمياً بالشرعية الدولية وقراراتها، وتحدياً سافراً للإدانات الدولية المتتالية للاستيطان».
وشددت الخارجية الفلسطينية على «المخاطر الحقيقية التي تترتب على عمليات تعميق الاستيطان والضم، بما تشكله من تهديدات وتقويض لفرص تحقيق السلام وفقاً للمرجعيات الدولية ومبدأ حل الدولتين».
وفي عهد نتنياهو الذي يتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية منذ 2009 سرّعت إسرائيل وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
وفي العقد الماضي، ارتفع عدد سكان مستوطنات الضفة الغربية 50 في المائة، وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
وحالياً يقيم أكثر من 450 ألف شخص في مستوطنات الضفة الغربية وأكثر من 200 ألف في مستوطنات القدس الشرقية.
ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير شرعية، سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا، ويعتبر الاستيطان العائق الأول أمام عملية السلام.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».