اعتراف حوثي بأول إصابة... وتشكيك في مصداقية الجماعة

ارتفاع حالات {كورونا} المؤكدة في اليمن إلى 22 بينها أربع وفيات

طاقم صحي بصنعاء يتلقى تدريب على استخدام جهاز التنفس الاصطناعي
طاقم صحي بصنعاء يتلقى تدريب على استخدام جهاز التنفس الاصطناعي
TT

اعتراف حوثي بأول إصابة... وتشكيك في مصداقية الجماعة

طاقم صحي بصنعاء يتلقى تدريب على استخدام جهاز التنفس الاصطناعي
طاقم صحي بصنعاء يتلقى تدريب على استخدام جهاز التنفس الاصطناعي

وسط تشكيك واسع في مصداقية الجماعة الحوثية حول عدد الإصابات في مناطق سيطرتها بفيروس «كورونا المستجد» اعترفت الجماعة رسميا أمس (الثلاثاء) بتسجيل أول إصابة زعمت أنها لمهاجر صومالي فارق الحياة.
وجاء الاعتراف الحوثي بالتزامن مع إعلان الحكومة الشرعية تسجيل تسع إصابات جديدة بالمرض في محافظتي عدن وحضرموت بينها حالة وفاة واحدة، وهو ما يرفع العدد الإجمالي للحالات إلى 22 حالة في مختلف مناطق اليمن بينها أربع وفيات.
وقالت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، في حسابها على «تويتر» إنه تم تسجيل 8 حالات إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في محافظة عدن وحالة واحدة في محافظة حضرموت، ومن ضمنها حالة وفاة في عدن.
وفي حين أوضحت اللجنة أن الحالات المسجلة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بلغت 21 حالة، بينها ثلاث وفيات منذ العاشر من أبريل (نيسان) الماضي، يعتقد مراقبون صحيون أن الأرقام الحقيقية للإصابة أعلى بكثير مما هو معلن بسبب ضعف المنظومة الصحية وعدم القيام بعدد أكبر من عمليات الفحص والتقصي.
وفي حين شملت حالات الإصابة المعترف بها حتى محافظات عدن وحضرموت وتعز، انضمت أمس العاصمة صنعاء إلى القائمة بعدما اعترفت الميليشيات الحوثية بتسجيل أول إصابة.
وقال القيادي في الجماعة المعين وزيرا للصحة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها طه المتوكل خلال مؤتمر صحافي إن جماعته اكتشفت أول إصابة لمهاجر صومالي بعد وفاته في أحد فنادق صنعاء.
وزعم القيادي الحوثي أن جماعته تلقت بلاغا عن وجود الحالة في أحد الفنادق يوم الأحد الماضي وتحركت على الفور فرق التقصي الوبائي إلى الفندق حيث كان المصاب متوفيا. وأشار المتوكل إلى أنه «تم أخذ عينة من المتوفى الصومالي الجنسية للفحص المخبري وأظهرت النتيجة أنه كان مصابا بفيروس كورونا المستجد، وكان لدى المصاب أمراض مزمنة بالفشل الكلوي والتهاب مزمن في الكبد».
ويتهم ناشطون يمنيون ومصادر طبية في صنعاء الجماعة الحوثية بأنها تخفي حقيقة إصابة العشرات من الحالات الموجودة في مستشفى الكويت وسط العاصمة ومستشفى الشيخ زايد في شمالها.
وتحدث شهود في العاصمة عن وفاة شخص يوم الاثنين في أحد المشافي نتيجة إصابته المحتملة بالفيروس وتم تسليم جثمانه لعائلته لدفنه، غير أن العائلة قامت بغسله ونقلته إلى أحد المساجد للصلاة عليه قبل أن يقتحم الحوثيون المسجد وينقلون جميع المصلين إلى الحجر الصحي.
وشوهدت سيارة حوثية - بحسب الشهود - تحمل مكبرا للصوت وتنادي في الحي نفسه السكان الذين حضروا الجنازة بعزل أنفسهم ذاتيا لمدة 14 يوما.
وقامت الجماعة في الأيام الماضية بإغلاق عدد من الأسواق والشوارع الرئيسية مؤقتا، حيث زعمت أنها تقوم بعمليات الرش والتعقيم، في حين يقول السكان إن هذا الإجراء تم بعد اكتشاف عدد من الحالات في المناطق التي أغلقتها الجماعة. ويعتقد مراقبون يمنيون أن الجماعة الحوثية تسعى من وراء التكتم على الأرقام الحقيقية إلى المحافظة على ما تجنيه من أموال ضخمة من عائدات الأسواق والضرائب والحركة التجارية برمتها، حيث إنها ستخسر كل ذلك في حال تم الإغلاق في مناطق سيطرتها.
ومع أن الجماعة أوقفت المدارس والجامعات في مناطق سيطرتها، فإنها أبقت على نشاط الأسواق بما فيها الأسواق المكتظة التي يرتادها الآلاف من الناس لشراء نبتة «القات»، كما أبقت على نشاط مشرفيها في حشد السكان في الأحياء لإلقاء المحاضرات التي تحض على القتال والتبرع بالأموال لدعم مجهودها الحربي. كما تسعى الجماعة إلى عدم التوقف عن عمليات التحشيد للمجندين وعقد الاجتماعات المستمرة في المساجد وإقامة الدورات لاستقطاب موالين جدد من أجل الزج بهم في جبهات القتال.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».