على الدوري الإنجليزي الحذر في ظل مخاطر «كورونا» القاتلة

إلغاء الموسم اختبار حقيقي لقدرة الأندية على تحمّل الضغوط

مشجعو أتلتيكو مدريد بملعب ليفربول في مواجهة دوري الأبطال في الحادي عشر من مارس الماضي (إ.ب.أ)
مشجعو أتلتيكو مدريد بملعب ليفربول في مواجهة دوري الأبطال في الحادي عشر من مارس الماضي (إ.ب.أ)
TT

على الدوري الإنجليزي الحذر في ظل مخاطر «كورونا» القاتلة

مشجعو أتلتيكو مدريد بملعب ليفربول في مواجهة دوري الأبطال في الحادي عشر من مارس الماضي (إ.ب.أ)
مشجعو أتلتيكو مدريد بملعب ليفربول في مواجهة دوري الأبطال في الحادي عشر من مارس الماضي (إ.ب.أ)

في ظل سعي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوريات المحترفين الأخرى في إنجلترا للوصول إلى طريق حذر للعودة إلى الحياة الطبيعية، وفي ظل نصائح الخبراء والسيناريوهات المختلفة لعودة النشاط الرياضي، هناك شعور متنامٍ بأن هذه الأندية يجب أن تتحمل الضغوط وتنظر إلى البديل الآخر لهذه الخيارات، وهو عدم استئناف الموسم وإلغاؤه بشكل نهائي.
وينظر المحترفون الأكثر ذكاءً بعين الحذر إلى موقف الحكومة الأخير، بعد أن صرح وزير الثقافة أوليفر دودن، خلال الأسبوع الماضي بأنه يريد -إذا سمح الوضع الصحي بذلك- «النهوض بكرة القدم واستئناف نشاطها، في أقرب وقت ممكن».
وفي الوقت الحالي، فإن النظر فيما إذا كان سيتم استئناف مباريات كرة القدم للمحترفين وسط هذا الوباء يعد حرفياً مسألة حياة أو موت. إن سماع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو يتحدث عن «نجاحنا الحالي» في التعامل مع فيروس «كورونا»، ووزير الصحة مات هانكوك، وهو ينكر أن «جزءاً من خطتهم» تمثّل في السماح للفيروس بالانتشار بين السكان وتحقيق ما تسمى «مناعة القطيع»، ورفض الحكومة الاعتراف بأي فشل واحد في إدارة هذه الأزمة، كل ذلك يشكّل في الغالب «فقاعة» سوف تنفجر بمرور الوقت.
وبالنسبة إلى الأشخاص الذين ليسوا في الخط الأمامي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، أو العاملين في مهن الرعاية والذين لم يصابوا بالفيروس، فإن الإغلاق العام يمكن أن يجعل الرعب من هذا الموقف يبدو غير واقعي. لكن الحقيقة هي أن أكثر من 27 ألف شخص في المملكة المتحدة قد لقوا حتفهم بسبب هذا الفيروس، ومن المؤكد أن كل واحد منهم يشكّل مأساة وضربة مؤلمة لأسرته.
وفي الأسبوع الثاني من شهر مارس (آذار)، كان دودن وحكومته ما زالا يشجعان الناس على الذهاب إلى الملاعب لمشاهدة المباريات ومهرجان شلتنهام، بناءً على نصيحة العلماء بأن «التجمعات الجماعية» تشكّل خطراً «منخفضاً» لانتقال الفيروس، وهو نفس الأمر الذي قاله البروفسور نيل فيرغسون، من الكلية الملكية، فيما يتعلق بمباراة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا في الحادي عشر من مارس. وقال عن احتمال انتقال العدوى عبر التجمعات الجماهيرية إن «بعض الناس سوف يصابون بالعدوى، ولولا هذه التجمعات ما كانوا أُصيبوا». لكنه أوضح أن «إيقاف هذه التجمعات سيكون له تأثير هامشي على مستوى السكان».
لكن في الظروف العادية، لا ننظر إلى الخطر على بعض الأرواح على أنه «هامشي» لأنهم ليسوا كثيرين كنسبة من مجموع السكان؛ لأنه في الظروف العادية فإن كل شيء يهدف إلى إنقاذ الحياة والحفاظ عليها. ويدور معظم الحديث في مجال كرة القدم الآن عن كيفية إجراء الاختبارات على اللاعبين والعاملين، وكيفية إقامتهم في بيئة معقمة، وكيف يمكن أن يبدعوا ويلعبوا بشكل جيد في ملاعب خاوية من الجماهير، في الوقت الذي لا يزال فيه بقية السكان محجوزين في منازلهم. وقد تعرض رئيس بلدية ليفربول جو أندرسون، لانتقادات من جانب نادي ليفربول نفسه لأنه أثار مخاوف تتعلق بالصحة العامة عند استئناف المباريات، لأنه على الرغم من أن كل الخطط تهدف إلى منع تجمع الجماهير خارج الملاعب أو التجمع للاحتفال، فيبدو أن هناك مخاطر حقيقية أخرى لاستئناف المسابقات.
ومع ذلك، فإن هذه الأخطار القاتلة تواجهها فوائد أخرى ناجمة عن استئناف النشاط الرياضي مرة أخرى. فبعد مرور سبعة أسابيع على تعليق النشاط الرياضي في الثالث من مارس الماضي، على عكس نصيحة دودن وحكومته بأنه من الجيد الاستمرار في إقامة المباريات في نهاية كل أسبوع، يتم النظر الآن في كيفية تحديد الأندية الصاعدة للدوري الإنجليزي الممتاز والأندية الهابطة لدوري الدرجة الأولى والأندية المتأهلة لدوري أبطال أوروبا. والآن، هناك رغبة كبيرة في استكمال مباريات الموسم لتجنب الصراعات مع جهات البث التلفزيوني وعدم تكبد الأندية مزيداً من الخسائر المالية.
وفي الوقت الذي لا توجد فيه أي إشارة بشأن ما سيسفر عنه اجتماع الحكومة، عقد دودن أول اجتماع رسمي لهيئة رياضية مشتركة أُنشئت لدراسة الجوانب العملية لاستئناف رياضة المحترفين. وكتب دودن على «تويتر»: «أدرك أن البريطانيين يريدون بشدة عودة الرياضة. بدأنا للتوّ أول الاجتماعات التفصيلية التي تناقش التخطيط لعودة آمنة لرياضة النخبة خلف أبواب مغلقة عندما يكون ذلك آمناً وفقاً للإرشادات الطبية. يوجد الكثير من الأشياء التي تجب دراستها لكن اليوم بدأنا التخطيط».
وبعد تصريحات دودن في البرلمان، قال أكثر من مسؤول تنفيذي كبير في كرة القدم لصحيفة «الغارديان» خلال الأسبوع الجاري إنهم يشعرون بعدم الارتياح وبأن الحكومة تريد أن يتم استئناف النشاط الرياضي وأن تعود مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز «في أقرب وقت ممكن» فقط لأنها تريد أن تنقل بعض الأخبار الجيدة للجماهير. وقال دودن في البرلمان إن هذا «سيساعد على تحرير الموارد خلال بقية المنظومة»، لكن من المفهوم أن دوريات المحترفين الأقل من الدوري الإنجليزي الممتاز في إنجلترا تشعر بالحيرة الآن، نظراً لأنها لن تحصل على المزيد من الأموال في حال استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى.
وفي فرنسا، حيث كان عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب فيروس «كورونا» أقل منه في المملكة المتحدة، حظرت الحكومة الرياضات الجماعية حتى سبتمبر (أيلول)، رغم اعتراض نادي ليون، وتم إلغاء الموسم الحالي للدوري الفرنسي الممتاز، في محاولة لتجنب انتشار الفيروس.
من المؤكد أن الوضع المالي للأندية الإنجليزية صعب الآن، لكنه ما زال تحت السيطرة. وإذا تم إلغاء الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، فإن ذلك سيكون نابعاً من الالتزام بالمبدأ الذي يشدد عليه دائماً، والذي يقول: «إن قلوبنا جميعاً مع أولئك المتضررين مباشرةً من وباء (كوفيد – 19)» وإن «الأولوية الأولى للدوري الإنجليزي الممتاز هي صحة وسلامة اللاعبين والمديرين الفنيين والعاملين في الأندية والمشجعين والمجتمع ككل».


مقالات ذات صلة

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».