كيف نفرق بين الحساسية ونزلة البرد؟https://aawsat.com/home/article/2268616/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%86%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%86%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%AF%D8%9F
كيف يفرّق المرء بين الحساسية ونزلة البرد؟ إنها قطعاً حساسية إلا إذا كانت بالطبع نزلة برد. إليك كيف تحدد ما الذي تعاني منه. تفسح أمطار أبريل (نيسان) المجال أمام زهور مايو (أيار)، الذي يجلب حبوب اللقاح التي تجعل الجميع يشتكون من الحساسية. ولكن قبل أن تلوم الطبيعة الأم بشكل انعكاسي، يجب معرفة أن الحساسية غالباً ما تبدو شبيهة للغاية بنزلات البرد الشائعة. ورغم أن الحساسية هي رد فعل مناعي ونزلة البرد هي عدوى فيروسية، يتشارك الاثنان في الأعراض، حسبما جاء على موقع «أوبرا دوت كوم».
التوقيت نزلة البرد: في حين أن فيروسات البرد موجودة طوال العام، قد تحدث الإصابة بها خلال فصلي الخريف والشتاء عندما تكون عالقاً في الأماكن المقفولة تتنفس هواء أُعيد تدويره، حسب دينيس بات، اختصاصي الطب الباطني في «ميديكال أوفيسز أوف مانهاتن». وهذه الفيروسات تتكاثر بشكل أفضل في درجات الحرارة المنخفضة. الحساسية: تحدث الأعراض موسمياً عندما تكون حبوب اللقاح موجودة لإثارة ردود فعل في الجسم. عادةً ما يبدأ تلقيح الأشجار في الربيع، والحشائش في الصيف، والدمسيسة (الراجيد) في الخريف. وتقول جانا تاك، الناطقة باسم الكلية الأميركية للحساسية والربو والمناعة: «إذا كنت تتذكر المرور بنفس الأعراض في نفس الفترة من العام الماضي فهذا مؤشر جيد أنها حساسية».
المدة الزمنية نزلة البرد: تهاجم جهاز المناعة نزلة البرد عبر كرات الدم البيضاء، حيث تتكون أجسام مضادة لتحييدها، وهي عملية عادةً ما تستغرق ما بين 5 و10 أيام. الحساسية: يمكن للحساسية أن تستمر على الأقل ما دمت معرضاً لمسبباتها، وهو ما يمكن أن يصل إلى أيام، أو غالباً أسابيع أو حتى نهاية الموسم.
الممرات الأنفية: في حالة البرد تختنق الأنف وقد تحدث هناك إفرازات صفراء. وبالنسبة للحساسية، يحدث احتقان في الأنف، والإفرازات الشفافة شائعة.
الجسم: يمكن أن تسبب نزلة البرد ألماً في جميع الجسم، وحمى خفيفة. أما الحساسية فلا تسبب ألماً في الجسم.
الحنجرة: في حالة نزلة البرد، قد يكون هناك ألم عند الكلام أو البلع. وبالنسبة للحساسية، قد تكون حنجرتك مبحوحة أو مهتاجة قليلاً، ولكنّ هذا الشعور ليس مؤلماً.
مستوى الطاقة: تأتي نزلة البرد على طاقة المرء لأن جهاز المناعة يكون في حالة عمل قوية لمكافحتها. إلى جانب أن انسداد الأنف والسعال المتواصل يمكن أن يعيق النوم. التعامل مع أعراض الحساسية أيضاً يمكن أن يكلف المصاب كثيراً من الجهد.
العينان: بالإضافة إلى الشعور بالتعب في حالة نزلة البرد، قد تصبح العينان دامعتين أو على النقيض، قد تصيران جافتين ومهتاجتين. وتسبب بعض نزلات البرد الإصابة بالرمد. في حالة الحساسية، قد تصاب العين بالاحمرار والحكة، وعندما تكون العين دامعة، فتلك علامة تقليدية على الإصابة بالحساسية الموسمية.
بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.
وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».
سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».
وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».
وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.
واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.
وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».
وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».
لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.
ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».
تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.
وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».
العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».
وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.