«مصرف ليبيا» يستعين بالقضاء لمواجهة «طوارئ السراج»

استمرار المواجهات العسكرية... و«الوفاق» تنتقد المراقبة الأوروبية لحظر السلاح

TT

«مصرف ليبيا» يستعين بالقضاء لمواجهة «طوارئ السراج»

انتقد محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، مطالبة حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فائز السراج، بصرف المرتبات قبل اعتماد الترتيبات المالية وفتح منظومة النقد الأجنبي استناداً إلى قانون الطوارئ، بأنه إجراء غير صحيح ولا علاقة له بالقانون، مؤكداً تعويله على القضاء لمواجهة خطوة «الوفاق».
وقال الكبير، في رسالة وجّهها إلى رئيس المجلس الأعلى للقضاء، إن إعلان حالة الطوارئ يستهدف مواجهة وباء كورونا فقط، ولا يبيح استخدامه لتمرير قرارات أخرى، ورأى أن الإعلان لا يجيز للسلطة التنفيذية انتهاك المبادئ الأساسية لنظام الدولة.
ورأى أن تركيز السلطات في يد شخص واحد هو السراج يمثل تجاوزاً لنص وروح المرسوم بالقانون الصادر سنة 1955 ومخالفة للاتفاق السياسي الليبي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015. ولفت إلى «مخاوف من انحراف تطبيق قانون الطوارئ عن مغزاه»، مؤكداً «تعويله على المؤسسة القضائية باعتبارها طوق النجاة الداعم لاستقرار الدولة».
ميدانياً، استمرت المواجهات العسكرية بين قوات الوفاق وقوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر. وأعلن «الجيش الوطني» مساء أمس، أن قوات الوفاق قصفت بالخطأ شاحنات وقود لمهربين ظناً أنها تابعة للجيش، وقال اللواء مبروك الغزوي، آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الوطني، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن غارات جوية تركية استهدفت بالخطأ الشاحنات التي خرجت من مصفاة الزاوية، مضيفاً أن «الطيران التركي استهدف تلك الخزانات، ظناً أنها تابعة لقوات الجيش».
وكانت عملية «بركان الغضب» التي تشنها الميليشيات الموالية لحكومة السراج قد أعلنت أنها قصفت 7 شاحنات نقل وقود في القريات كانت في طريقها إلى ترهونة، جنوب شرقي العاصمة طرابلس، لإمداد قوات الجيش الوطني، مؤكدة من جديد أن المنطقتين الغربية والوسطى هي مناطق عمليات عسكرية يمنع التحرك فيها من دون إذن مسبق، سواء للآليات العسكرية أو الشاحنات المدنية لنقل البضائع والوقود.
في غضون ذلك، جدّدت حكومة السراج شكواها من العملية البحرية الأوروبية «إيريني» التي انطلقت أخيراً لمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. وقال أحمد معيتيق، نائب السراج، الذي اجتمع بالسفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبي بوتشيني، بالعاصمة طرابلس، إن «العملية غير كافية وأغفلت مراقبة الجو والبحر والحدود البرية الشرقية لليبيا التي تمر عبرها بحسب تقارير أممية الأسلحة لدعم قوات الجيش الوطني»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يتشاور حولها مع حكومته. ونقل البيان عن السفير الإيطالي قوله إن بلاده ستعمل مع ألمانيا وبعض الدول الأوروبية بشأن إعادة التوازن في العملية لمراقبة الحدود البرية ومنع تهريب النفط الخام بطرق غير شرعية لضمان تنفيذ العملية بشكل حيادي.
وكان محمد سيالة وزير الخارجية بحكومة السراج قد التقى أيضاً بالسفير الإيطالي مساء أول من أمس؛ حيث ناقشا الوضع بالعاصمة طرابلس ورؤية كل من إيطاليا وألمانيا حول عملية الاتحاد الأوروبي وخطته لمراقبة توريد الأسلحة إلى ليبيا.
من جهة أخرى، حثّت منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية في ليبيا على توخي الحذر في مواجهة التهديد الصحي الخطير الذي يمثله مرض فيروس كورونا في البلاد. واعتبرت إليزابيث هوف، ممثلة المنظمة في ليبيا أن «الوقت ليس مناسباً الآن للتقليل من الحذر»، مشيرة إلى أن «الأرقام المنخفضة التي يتم الإبلاغ عنها يجب ألا تخدعنا إلى شعور زائف بالأمان». وطبقاً للمنظمة فقد قامت ليبيا حتى الآن باختبار 1802 عينة مختبرية، موضحة أنه من بين إجمالي 61 مريضاً مؤكداً، توفي 2 وتعافى 18 وما زال البقية قيد العلاج. وتمثل طرابلس معظم الحالات (46)، تليها مصراتة (10)، وبنغازي (4)، وصرمان (1).
وأوصت المنظمة السلطات الصحية بأن تزيد من قدرات الاختبار، من خلال إنشاء مختبر إضافي في جنوب ليبيا، وتوسيع نطاق الاختبارات، لتشمل المرضى الذين يعانون من الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة الوخيمة، وقالت إنه سيكون من الضروري توفير إمدادات كافية ومنتظمة من مجموعات الاختبار.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.