قانون مصري يفرض رسوماً جديدة لتنمية الموارد و«يمس» أسعار المحروقات

قوبل القانون الجديد باعتراضات مبدئية في البرلمان المصري
قوبل القانون الجديد باعتراضات مبدئية في البرلمان المصري
TT

قانون مصري يفرض رسوماً جديدة لتنمية الموارد و«يمس» أسعار المحروقات

قوبل القانون الجديد باعتراضات مبدئية في البرلمان المصري
قوبل القانون الجديد باعتراضات مبدئية في البرلمان المصري

أقرّ مجلس النواب المصري (البرلمان)، أمس، مشروع قانون، مقدماً من الحكومة، يفرض رسوماً جديدة لتنمية الموارد المالية للدولة، و«يمس» أسعار المحروقات، رغم نفي الحكومة أي زيادة في أسعار الوقود في الوقت الراهن.
ويتعلق المشروع بتعديل أحكام القانون رقم «147» لسنة 1984 بفرض رسم تنمية الموارد المالية للدولة، لمواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها تفشي فيروس «كورونا المستجد».
ويتضمن التعديل زيادة الرسوم المفروضة على بعض البنود، واستحداث رسوم جديدة، مثل عقود اللاعبين الرياضيين والأجهزة الفنية، وتراخيص الشركات الرياضية، وأجهزة المحمول والإكسسوارات، كما يشمل رسم تنمية قيمته «30 قرشاً» على كل لتر بنزين، و«25 قرشاً» لكل لتر سولار، وهو ما أثار جدلاً واسعاً.
ورفضت لجنة الخطة والموازنة، خلال مناقشتها الأولية، البند الخاص برسوم المحروقات، كونه يزيد من عبء المواطنين، خاصة محدودي الدخل، قبل أن تتراجع بطلب من وزير المالية محمد معيط، بعد تأكيده أنه «لن يترتب على هذا البند أي زيادة في أسعار البنزين أو السولار».
وبرّر الوزير عدم تحمل المواطنين تلك الرسوم، مشيراً إلى «تسوية محاسبية بين الخزانة العامة والهيئة العامة للبترول، تؤول خلالها قيمة الرسوم المحصلة من حسابات الهيئة للخزانة العامة للدولة، بعيداً عن تحريك الأسعار الحالية».
لكن النائب هيثم الحريري، الذي أعلن رفضه البند، شرح تبرير الوزير بنفي الزيادة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن عدم تحمل المواطنين رسوم المحروقات هو «حق يراد به باطل... فهو مرتبط فقط بالوقت الراهن، الذي فيه أسعار المحروقات أعلى من قيمتها الحقيقية».
وأوضح الحريري: «كانت هناك إمكانية لتخفيض أسعار البنزين والسولار، أكثر مما أقرته الحكومة عن مراجعتها الأسعار مطلع أبريل (نيسان) الماضي، بنحو (25 قرشاً)، إلا أن الحكومة فضّلت احتجاز هذا الفائض لمواجهة أزمة كورونا... قبل أن تقرر تقنين تلك المبالغ (أطلق عليها الوزير تسوية محاسبية) بتلك التعديلات... لذلك فإن الأسعار لن تتم زيادتها فعلياً، لأنها مدفوعة بشكل مسبق».
وأضاف: «السعر الحالي هو أكثر من السعر الحقيقي، فالزيادة موجودة فعلياً... وعند أي مراجعة جديدة لأسعار المحروقات، سوف تحسب الأسعار مضافة إلى قيمة الرسوم، التي يتحملها المواطن بالفعل».
ولم يُبدِ النائب اعتراضه على باقي بنود القانون، باعتبارها لا تمس المواطنين كافة، خاصة محدودي الدخل، وتتعلق فقط ببعض الفئات.
وينص القانون على فرض رسوم على عقود شراء أو بيع أو إعارة أو تجديد عقود اللاعبين الرياضيين مصريين، أو أجانب، وعقود الأجهزة الفنية والإدارية والمديرين الفنيين، مصريين أو أجانب، تبدأ بـ«3 في المائة» من قيمة العقود، وتصل إلى «10 في المائة» للعقود الأكثر من 10 ملايين جنيه، بالإضافة إلى فرض رسوم جديدة على تراخيص شركات الخدمات الرياضية، بواقع 0.5 في المائة من رأسمالها، كما تم فرض رسم على أغذية الكلاب والقطط والطيور الأليفة للزينة، بواقع «25 في المائة» من الفاتورة للأغراض الجمركية، مُضافة إليها الضريبة الجمركية والضريبة على القيمة المضافة، بالإضافة إلى فرض رسم جديد على أجهزة التليفون المحمول وأجزائه وجميع الإكسسوارات الخاصة به، وعلى التبغ، وجميع أنواع الحديد.


مقالات ذات صلة

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

الاقتصاد وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

قال وزير المالية المصري إن بلاده تتطلع إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يوم 29 يوليو الحالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية لتشديد عقوبات «سرقة الكهرباء»

وسط إجراءات مصرية مكثفة لاستمرار «تنفيذ خطة عدم قطع الكهرباء» في البلاد، تدرس الحكومة المصرية تشديد عقوبات «سرقة الكهرباء».

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا عامل في محطة وقود بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر ترفع أسعار الوقود محلياً قبل مراجعة من صندوق النقد

رفعت مصر، الخميس، أسعار مجموعة واسعة من منتجات الوقود، قبل 4 أيام من إجراء صندوق النقد الدولي مراجعة لبرنامج قروض موسع للبلاد بقيمة 8 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

محللون يتوقعون نمو الاقتصاد المصري 4 % في السنة المالية الجديدة

توقع اقتصاديون أن يكون نمو الاقتصاد المصري أبطأ قليلاً في السنة المالية الجديدة، عند 4 % عما كان متوقعاً في أبريل (نيسان) الماضي، عند 4.3 %.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في العاصمة القاهرة (رويترز)

الدين الخارجي لمصر يسجل أكبر تراجع تاريخي

قال مصدر رفيع بالبنك المركزي المصري، إن الدين الخارجي يتراجع من مستوياته المرتفعة، ليسجل «أكبر تراجع تاريخي، بقيمة تتجاوز 14 مليار دولار منذ ديسمبر 2023».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
TT

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية المصري أحمد كجوك، إن بلاده تتطلع إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يوم 29 يوليو (تموز) الحالي، «ونستهدف استمرار المراجعات القادمة بنجاح، والعمل على مسار الحصول على تمويل من صندوق المرونة والاستدامة».

وأكد الوزير، في بيان صحافي، السبت: «إننا نتعامل في مصر بتوازن شديد مع تداعيات جيوسياسية مركبة، في إطار برنامج شامل لتحسين الأداء الاقتصادي».

وأجرت بعثة من صندوق النقد الدولي، زيارة إلى القاهرة في مايو (أيار) الماضي، لإجراء المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي. لكنه أجّل مناقشة صرف الشريحة الثالثة من القرض الممنوح لمصر بقيمة 820 مليون دولار، إلى 29 يوليو الحالي، بعدما كانت على جدول اجتماعاته المقررة 10 يوليو.

واعتمد مجلس الصندوق في نهاية مارس (آذار) الماضي، المراجعتين الأولى والثانية، في إطار تسهيل الصندوق الممدد لمصر، ووافق على زيادة قيمة البرنامج الأصلي بنحو 5 مليارات دولار، ليصل إجماليها إلى 8 مليارات دولار، ما سمح لمصر بسحب سيولة من الصندوق بنحو 820 مليون دولار على الفور.

وخلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي، على هامش اجتماعات «مجموعة العشرين» في البرازيل، قال الوزير: «إننا ملتزمون بتحقيق الانضباط المالي من أجل وضع مسار دين أجهزة الموازنة للناتج المحلي في مسار نزولي، ونستهدف خلق مساحة مالية كافية تتيح زيادة الإنفاق على التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، ونعمل أيضاً على خفض معدلات التضخم لضمان استقرار الأسعار لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، ومساندة تنافسية الشركات».

وأشار الوزير إلى أن أولوية الحكومة خلال الفترة المقبلة زيادة حجم استثمارات القطاع الخاص ودفع الأنشطة الإنتاجية والتصديرية، وكذلك تطوير بيئة الأعمال لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، لافتاً إلى «أننا نعمل على تبسيط الإجراءات الخاصة بمنظومتي الضرائب والجمارك لإعادة بناء الثقة بين مجتمع الأعمال والإدارة الضريبية وتحسين الخدمات للممولين».

وأوضح كجوك، أن بلاده حريصة على دفع الإصلاحات الهيكلية ودفع الاستثمارات الخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا وتحلية المياه والبنية التحتية، مشيراً إلى العمل أيضاً على «اتساق السياسات الاقتصادية من خلال وضع سقف لإجمالي الاستثمارات العامة والضمانات الحكومية ونسبة دين الحكومة العامة للناتج المحلي».

على صعيد موازٍ، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، لقاءاتٍ مكثفة مع وزراء الاقتصاد والتنمية والتعاون الدولي، إلى جانب مسؤولي مؤسسات التمويل الدولية، المُشاركين في الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة العشرين» بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وذلك لبحث أولويات التعاون المشترك وتعزيز الشراكات المستقبلية في ضوء أولويات وبرنامج الحكومة.

والتقت المشاط بكل من: أحمد حسين وزير التنمية الدولية الكندي، وإيفا جرانادوس وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإسبانية، وريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيفينا شولز الوزيرة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، وأنيليز جين دودز وزيرة الدولة لشؤون المرأة والمساواة في المملكة المتحدة، وخوسيه دي ليما وزير الدولة للاقتصاد الأنغولي، وكريسولا زاكاروبولو وزيرة الدولة للتعاون الإنمائي بفرنسا.

كما عقدت الوزيرة لقاءً مع جوتا أوربيلينين المفوضة الأوروبية للشراكات الدولية، وسيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، وريبيكا جرينسبان الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، كما التقت أنيل كيشورا نائب الرئيس والمدير التنفيذي لبنك التنمية الجديد (NDB)، وألفارو لاريو رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).

وخلال اللقاءات ناقشت المشاط، فُرص التعاون المستقبلي مع الاتحاد الأوروبي استمراراً للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وجهود تعزيز الاستثمارات من خلال آلية ضمان الاستثمار التي يجري تنفيذها، وكذلك تعزيز جهود الإصلاحات الهيكلية.