تل أبيب تعلن العودة إلى الحياة الطبيعية خلال شهرين

بعد انخفاض نسبة الإصابات والوفيات

من مظاهرة الأسبوع الماضي رفضا لقرار حكومة تل أبيب بإعادة افتتاح الرياض والمدارس الابتدائية (رويترز)
من مظاهرة الأسبوع الماضي رفضا لقرار حكومة تل أبيب بإعادة افتتاح الرياض والمدارس الابتدائية (رويترز)
TT

تل أبيب تعلن العودة إلى الحياة الطبيعية خلال شهرين

من مظاهرة الأسبوع الماضي رفضا لقرار حكومة تل أبيب بإعادة افتتاح الرياض والمدارس الابتدائية (رويترز)
من مظاهرة الأسبوع الماضي رفضا لقرار حكومة تل أبيب بإعادة افتتاح الرياض والمدارس الابتدائية (رويترز)

في أعقاب ثبات الانخفاض في نسبة الإصابات والوفيات من جراء فيروس كورونا المستجد، أعدت وزارة المالية الإسرائيلية خطة شاملة للعودة إلى الحياة الطبيعية في غضون شهرين، تشتمل على فتح المجمعات التجارية الكبرى والفنادق من يوم غد وفتح المطاعم والمقاهي في نهاية الشهر.
ورغم معارضة وزارة الصحة على هذه الخطة فإن وزارة المالية تصر عليها وتلفت نظر الحكومة إلى المظاهرات التي تنتشر في شتى أنحاء البلاد بشكل يومي، ويمكن أن تتسع أكثر. وقال وزير المالية، موشيه كحلون، إنه هو نفسه يؤيد مطالب أصحاب المصالح التجارية الصغيرة والكبيرة والمتوسطة، ويعتقد بأن وزارة الصحة لا تدرك خطورة الأزمة. وكان يفترض أن تبحث الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو هذه الخطة، أمس. لكن نتنياهو أبطل الجلسة وقرر تأجيلها إلى اليوم، على أمل التوصل إلى تفاهم بين وزارتي المالية والصحة.
وكانت وزارة الصحة، قد أعلنت صباح أمس، عن ارتفاع الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا المستجد في البلاد، بنسبة منخفضة، إذ بلغ عدد حالات الوفاة 230 حالة والإصابات بالفيروس 16193 إصابة. ووصفت حالة 6160 شخصا بالطفيفة، بحيث لوحظ تراجع في الإصابات الطفيفة بنسبة 3.01 في المائة، كما سجلت 66 إصابة متوسطة، و103 إصابات بالخطيرة، بينما 82 شخصا وصفت حالتهم بالخطيرة جدا، وموصولين بجهاز التنفس الاصطناعي. وتشير المعطيات أن آلاف من المصابين بالفيروس يخضعون للرقابة الطبية من خلال الحجر الصحي المنزلي أو الفندقي، بينما يرقد في مستشفيات البلاد 310 مرضى. وأما عدد المتعافين من المرضى فقد ارتفع إلى 9634 شخصا.
كما ترى وزارة المالية أن هذه الإحصائيات تؤكد أن إسرائيل سيطرت على انتشار الفيروس وبدأت الاتجاه المعاكس، وحان الوقت لوضع خطة مفصلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها. وتتألف خطة الوزارة من أربع مراحل، تبدأ يوم غد الثلاثاء بفتح المجمعات التجارية التي تعمل تحت سقف واحد (المجمعات المفتوحة تعمل منذ أسبوع)، وعودة العمال الفلسطينيين إلى الداخل، وعودة الدراسة في الجامعات، بموجب خطة مجلس التعليم العالي، والسماح بالدخول إلى المحميات الطبيعية والمتنزهات والحدائق العامة. كما تسمح هذه المرحلة بعودة عمل روضات وحضانات الأطفال، ابتداء من الأسبوع القادم.
وأما المرحلة الثانية، فتبدأ من منتصف الشهر، وتحديدا في 17 مايو (أيار) الجاري، بفتح الفنادق والأسواق الشعبية والنوادي الرياضية، بما في ذلك نوادي اللياقة البدنية وبرك السباحة، وكذلك المكتبات والمتاحف والمؤسسات الثقافية. وتسمح الخطة بعودة نشاط الفروع الرياضية المحترفة، لكن من دون جمهور. وسيعود في هذه المرحلة أيضا تلاميذ الصفوف الرابع حتى السادس في المدارس الابتدائية، علما بأن تلاميذ الصفوف الأول حتى الثالث عادوا أمس.
وتبدأ المرحلة الثالثة في نهاية هذا الشهر، وتشمل فتح المطاعم ودور السينما والمسارح وقاعات الأفراح والبارات. كما تشمل عودة صفوف السابع حتى العاشر ودور المعلمين وتأهيل الثانويين غير الأكاديمية، بموجب تعليمات متعلقة بالتجمهر سيتم الإعلان عنها.
وأما المرحلة الرابعة، فستبدأ في نهاية يونيو (حزيران) وفيها سيسمح بالعودة إلى الحياة الطبيعية في جميع المرافق، إلا إذا كانت هناك حالات خاصة تمنع ذلك.
وقد عارضت وزارة الصحة، الجدول الزمني لهذه الخطة، وطالبت بإرجاء فتح المجمعات التجارية إلى 17 الجاري والمطاعم إلى 15 يونيو ويعتقد بأن الحكومة ستتوصل إلى اتفاق حل وسط بين الجهتين. وقالت إن «خطة وزارة المالية متسرعة ومتطرفة ومبالغ فيها ونحن نحاول التعامل بحذر ومسؤولية».
يذكر أن تجربة فتح المدارس بشكل جزئي، أمس، لم تكن ناجحة. فقد حضر 60 في المائة من تلاميذ الصفوف الأولى والثالثة وطلاب صفوف الحادي والثاني عشر بالثانويات في المدارس اليهودية، وتغيب جميع التلاميذ العرب.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.