كشف قطب نيابي أن دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون رؤساء الأحزاب والكتل النيابية لـ«لقاء وطني»، الأربعاء المقبل، لإطلاعهم على البرنامج الإصلاحي الذي أقرّته الحكومة، تأتي استجابة لنصيحة تلقّاها من المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، وسفراء أوروبيين، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه كان يفترض أن يُعقد هذا اللقاء قبل إقرار البرنامج للوقوف على رأيهم حيال أبرز العناوين الواردة فيه، خصوصاً أن من بين المدعوين عدد من القيادات المعارضة للحكم والحكومة.
ولفت إلى أن سفراء أوروبيين أجروا اتصالات بعدد من القيادات، وتمنّوا عليهم المشاركة في اللقاء، لأن حضورهم يعزّز الموقف اللبناني للعبور بالبرنامج الإصلاحي، كشرط للتفاوض مع صندوق النقد الدولي طلباً للمساعدة لوقف الانهيار المالي والاقتصادي.
وقال إنه كان يفضّل التريُّث في إقرار البرنامج الإصلاحي إلى ما بعد الانتهاء من المشاورات مع الكتل النيابية، وأبرزها تلك غير الممثّلة في الحكومة، إضافة إلى الهيئات النقابية والاقتصادية والمصرفية، ورأى أن المداولات التي ستدور في اللقاء الوطني لن تكون مُلزمة للحكومة، لأنه لا مجال لإدخال تعديلات على البرنامج، واعتبر أن تلبية الدعوة تأتي من باب رفع العتب، وبهدف وحيد يكمن في قطع الطريق على الحكم للتذرّع بأن عدم مشاركة المعارضة كان وراء تردّد صندوق النقد بالاستجابة لطلب المساعدة.
وشدّد القطب السياسي الذي فضّل عدم ذكر اسمه على أن اللقاء لا يمكن التعامل معه على أنه ملتقى للحوار، كما بدأ يشيع الفريق المحسوب على رئيس الجمهورية. وقال إنه لا يزال يجهل الأسباب التي تمنع الرئيس عون من التواصل مع المعارضة، مع أنه الأقدر، لو أراد، على جمع اللبنانيين، شرط أن يتموضع في منتصف الطريق بين المعارضة والموالاة. لذلك، لن يترتّب على لقاء بعبدا أي مفاعيل سياسية يمكن التأسيس عليها لفتح صفحة جديدة، على قاعدة إطلاق الحوار والتواصل، بدلاً من تبادل الحملات.
ويبقى السؤال عما إذا كانت المعارضة ستلبّي دعوة رئيس الجمهورية، وكيف سيكون مستوى تمثيلها وحضورها؟ وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن مبادرة عون بدعوة القيادات السياسية والبرلمانية لحضور اللقاء أطلقت مشاورات واسعة صبّت معظمها باتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري للوقوف على رأيه، وتلقى اتصالات من الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وزعيم تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية.
وتلازمت هذه الاتصالات مع مبادرة قادة المعارضة، وتحديداً الحريري وجنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إلى التشاور استعداداً لتحديد موقفهم من دعوة عون. وفيما نقلت مصادر نيابية بارزة أن جنبلاط سيشارك شخصياً في اللقاء، لم يصدر أي موقف حاسم عن «الاشتراكي»، وقالت مصادره إن جنبلاط يدرس الموقف لاتخاذ القرار.
وفي الوقت نفسه، يواصل الحريري مشاوراته مع قيادة تيار «المستقبل» وكتلته النيابية، بينما ستتمثّل الكتلة النيابية التي يتزعّمها ميقاتي بالنائب نقولا نحاس، بعد أن اعتذر رئيس الكتلة عن الحضور لارتباطه بموعد سابق.
وبات بحكم المؤكد أن لا نية للمعارضة بمقاطعة لقاء بعبدا، وأن الحريري سيحدّد موقفه في الساعات المقبلة، مع تكتّم «القوات» و«الكتائب» على مستوى تمثيلهما، رغم أن هذا اللقاء لن يشكّل فاتحة تدفع باتجاه كسر الجليد بين عون وقيادات في المعارضة، كأساس للدخول في تطبيع للعلاقات التي شهدت ارتفاعاً لمنسوب التوتر مع العهد.
سفراء أوروبيون نصحوا عون بالدعوة إلى «اللقاء الوطني»
المعارضة لن تقاطع وقادتها يدرسون مستوى التمثيل
سفراء أوروبيون نصحوا عون بالدعوة إلى «اللقاء الوطني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة