الطائرات الخاصة تواصل نقل الأثرياء والأدوية وتتوقع إقبالاً بعد رفع الحجْر

الطائرات الخاصة تقوم بالعديد من المهمات في «عصر كورونا»
الطائرات الخاصة تقوم بالعديد من المهمات في «عصر كورونا»
TT

الطائرات الخاصة تواصل نقل الأثرياء والأدوية وتتوقع إقبالاً بعد رفع الحجْر

الطائرات الخاصة تقوم بالعديد من المهمات في «عصر كورونا»
الطائرات الخاصة تقوم بالعديد من المهمات في «عصر كورونا»

قد يسود الاعتقاد بأن قطاع الطيران الخاص قد توقف خلال فترة الحجر الصحي السائدة عالمياً، ولكن العكس هو الصحيح. ففي الوقت الذي تجمد فيه نشاط الطيران التجاري بالمرة خلال الشهور الماضية، كانت الطائرات الخاصة هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لتنقل الأثرياء دولياً إلى الجهات التي يرونها أكثر أماناً لهم، كما ساهمت الطائرات الخاصة في نقل كبار المديرين بين مواقع الأعمال الضرورية التي لم تتوقف خلال فترة الحجر الصحي.
وشملت مهام الطائرات الخاصة أيضاً نقل الأدوية عبر الحدود؛ خصوصاً في حالات الطوارئ، ونقل المرضى إلى مواقع العلاج اللازم لهم، والمهام الطبية الأخرى مثل نقل الأعضاء واللوازم الطبية في عصر الحجر الصحي.
وتساهم الطائرات الخاصة في إعادة المواطنين لبلدانهم الأم؛ خصوصاً بين الدول الأوروبية والشرق الأوسط. وتقوم الطائرات الخاصة، أو طائرات رجال الأعمال، بعديد من المهام التي كانت تضطلع بها الطائرات التجارية، في فترة توقف نشاط الطيران التجاري حول العالم.
وقبل أسابيع، أعلنت هيئة طيران الأعمال الأوروبية بياناً تفصيلياً عن حال الطيران الخاص في أوروبا، والقواعد التي يجب اتباعها في عصر «كورونا».
وتسمح الدول الأوروبية بدخول الطائرات الخاصة إلى مجالاتها الجوية بشروط مختلفة، منها العزل الاختياري لمدة 14 يوماً بعد الوصول. كما توفر شروط السفر بعض التسهيلات للبعثات الدبلوماسية والحالات الطبية، والبعثات من المنظمات الدولية، والمهام الإنسانية.
وفي الدول المتأثرة أكثر من غيرها بفيروس «كورونا» مثل إيطاليا، فإن الدخول إليها للسياحة ممنوع تماماً، ولا يسمح بهبوط طائرات الأعمال إلا في حالات الطوارئ لأسباب صحية أو تجارية، وبشرط العزل الطبي لمدة 14 يوماً بعد الوصول.
وتمنع ألمانيا حالياً دخول المسافرين من خارج منطقة «شنغن» ماعدا مواطني سويسرا وبريطانيا والعاملين في المجال الصحي والتجاري؛ خصوصاً في قطاع النقل. وتمنع معظم الدول الأوروبية السفر السياحي وغير الضروري، حتى ولو كان بالطائرات الخاصة. ولكن تتوفر بعض الاستثناءات للأثرياء الذين يتمتعون بجنسيات متعددة، ولديهم عقارات واستثمارات في البلاد. وتعم استثناءات أيضاً على طواقم الطيران الخاص التي يحق لها الدخول والخروج بلا حاجة إلى العزل لأي فترات زمنية.
وتشير الإحصاءات البريطانية إلى مدى حركة الطيران الخاص منذ فرض الحجر الصحي في شهر مارس (آذار) الماضي. فخلال الشهر التالي لفرض الحجر وصلت إلى بريطانيا 545 طائرة خاصة. وكان معظم هذه الطائرات من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، بالإضافة إلى 15 طائرة خاصة من أميركا. وتتبنى بريطانيا سياسة أقل تشدداً من الدول الأوروبية في منع الطيران وإغلاق الحدود.
ومن المؤكد أن نشاط الطيران الخاص سوف يزداد في الشهور المقبلة مع إعادة فتح الحدود واستئناف رحلات الطيران، وإنهاء حالة الشلل المجتمعي السائدة حالياً. ويتوقع ديفيد بيست، نائب رئيس شركة «جنرال دينامكس» الأميركية، أن حركة الطيران سوف تعود تدريجياً بداية من الرحلات الدولية في المطارات الرئيسية، وحتى الرحلات القصيرة إلى المطارات الفرعية. وسوف تتميز الطائرات الخاصة بسهولة التزامها بشروط الحجر الصحي المفروضة حالياً على جميع الأنشطة التجارية؛ حيث تتاح مسافات كافية بين المقاعد في الطائرة، كما لا يوجد زحام عند مداخل صالات الصعود إلى الطائرة.
وتشير دراسة من شركة «غلوب إير» للطيران الخاص في لندن، إلى أن فرصة العدوى بفيروس «كورونا» أثناء خطوات الطيران بطائرة أعمال تقل بنسبة 93 في المائة عنها في السفر بالطائرات التجارية. بالإضافة إلى ذلك فإن نظافة الطائرات الخاصة من الميكروبات والجراثيم والبكتريا بالمقارنة مع الطائرات التجارية، تحمي الركاب من عديد من مصادر العدوى الأخرى.
ومع بدايات مرحلة الخروج من أزمة «كورونا»، تتوقع شركات الطيران الخاص أن يكون الإقبال مضاعفاً من فئات تنوي السفر بالطائرات الخاصة من أجل مزيد من السلامة. ومن بين شركات قطاع الطيران الخاص، تعبِّر نسبة 85 في المائة عن ثقتها في عودة النشاط قريباً، على الرغم من تدني نشاطها الحالي بنسبة 80 في المائة.


مقالات ذات صلة

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

أوروبا إحدى مراقبات الحركة الجوية لدى شركة «أوسترو كونترول» (صفحة الشركة عبر «فيسبوك»)

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

خلا المجال الجوي للنمسا من المراقبة العسكرية خلال العطلة الأسبوعية الحالية؛ نظراً لأن مراقبي الحركة الجوية التابعين للجيش النمساوي اضطروا إلى أخذ إجازة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.