بما أن الناس في جميع أنحاء العالم يخضعون للحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا المستجد، فإن عوامل مثل القلق وعدم وجود تفاعل اجتماعي والضغوط الاقتصادية يمكن أن تؤدي إلى تحديات تتعلق بالصحة العقلية والنفسية. ورغم اختلاف ظروف الناس الذين يعانون بسبب هذا الوباء العالمي، فقد وجد كثيرون راحة باستخدام أساليب مماثلة. وإليك ما شاركه قراء «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) حول كيفية تحملهم للوضع الراهن، وما ساعدهم على التفكير بإيجابية:
- اليقظة الذهنية
تأتي اليقظة الذهنية بأشكال كثيرة: التأمل، وتقنيات التنفس، وكتابة يوميات، وغيرها. ووجد كثير من القراء أن هذه الممارسات مفيدة في تشكيل عقلية أكثر إيجابية. ومن بين الاقتراحات الأكثر شيوعاً ممارسة الامتنان، مع التركيز على اللحظات الصغيرة الممتعة التي يجلبها كل يوم، بالإضافة إلى الاستمتاع بالوقت، وتقدير العائلة.
وفي المملكة المتحدة، تقترح أماندا أوين - ميهان كتابة 3 أشياء تشعرك بالامتنان كل يوم، مهما كانت صغيرة. وتابعت: «أيضاً، حاول تدوين المخاوف والضغوط التي تعاني منها خلال النهار. قم بإعادة قراءة القائمة في نهاية اليوم، واسأل نفسك: هل يمكنني إصلاح المخاوف التي لا تزال موجودة؟ إذا كانت الإجابة: لا، حاول أن تتركها. وإذا كانت الإجابة: نعم، ابدأ في العمل على خطة عمل لإصلاحها».
ويقترح كيم نايت، من نيوزيلندا، مقاربة أخرى، وهي: التركيز على الحاضر، بدلاً من الماضي أو المستقبل، إذ قال: «من أهم الأشياء لتبديد الخوف العودة إلى اللحظة الحالية. يجب أن نتعلم التحكم في أفكارنا، وعلى وجه الخصوص التوقف عن عادة القلق».
- الحفاظ على اللياقة والصحة البدنية
من المعروف جيداً أن الصحة البدنية والصحة العقلية يسيران جنباً إلى جنب. وذكر كثير من الأشخاص الآخرين بأنهم يأكلون بشكل صحي أكثر من المعتاد، بينما يستمد كثير منهم الطاقة والمتعة من التمارين اليومية، رغم محدودية المساحة أو المعدات.
وأوضح منصور دامييف، من دولة الإمارات العربية المتحدة، أنه يستمتع بممارسة التمارين اليومية لمدة 15 - 30 دقيقة، قائلاً: «لا يهم كيف تفعل ذلك، وإلى متى. القفز، والمشي من زاوية إلى أخرى، والقيام والجلوس... ما عليك سوى القيام بمجهود سيعزز مزاجك بطريقة أفضل بكثير مما قد تظن!».
وفي لاتفيا، تتناوب ديان زوكوفا بين جلسات اليوغا في المنزل وجلسات التمارين عبر الإنترنت والجري في غابة مجاورة. وانضمت أيضاً إلى حصص تمارين رياضية عبر موقع «إنستغرام» مع أصدقائها، مما يحافظ على نشاطها الاجتماعي والبدني في الوقت نفسه. وأوضحت: «كلما قلت الأفكار الخاصة بالتدريبات، أتحول إلى حصص التمارين التفاعلية التي تجريها نوادي اللياقة البدنية أو المشاهير حتى عبر الإنترنت».
- إلهاءات مفيدة
بالنسبة لبعضهم، تعد الأنشطة الهادئة الإبداعية، مثل القراءة والطبخ والبستنة، عوامل تشتيت مفيدة. كما وجد كثير من القراء الراحة في التواصل مع الآخرين ودعمهم، وخاصة أحبابهم.
وينصح دامييف باختيار كتاب جيد «سينقلك إلى عالم آخر، ويساعد على تشتيت انتباهك عن تحدياتك اليومية وأفكارك السلبية»، بينما في المملكة المتحدة تزرع جوليا ماكي الفاكهة والخضراوات لأول مرة، وهي الآن «مسرورة» لرؤية براعم جديدة. وقالت: «لم أفعل هذا من قبل، وأنا أشعر بالحماس الشديد كل يوم، عندما تظهر مزيد من البراعم».
- استمع إلى جسدك
اقترح كثير من القراء تجاهل الآراء الخارجية حول مدى إنتاجيتنا في الوقت الحالي. وقالت ألين فيلهو، مضيفة طيران من المملكة المتحدة، إنها خضعت للعزل المنزلي بمفردها لأكثر من شهر، لكنها لم تضع جدولاً زمنياً لنفسها. وأشارت إلى أن ذلك يساعد في تجنب الإحباط، إذا لم تلب التوقعات المحددة.
وتابعت: «ما عليك سوى تسهيل الأمر كل يوم، والقيام بما تشعر به، والاستمتاع بهذا (الكسل اللطيف). يجب أن أعترف أنه بصفتي مضيفة طيران، فإن جسدي سعيد قليلاً بالاستراحة، رغم أنني أفتقد السماء بشكل رهيب بالفعل».
وتدعم شارلوت داربيشير هذا النهج، قائلة: «إن قيمتك لا تستند إلى إنتاجيتك... محاولة ملء الوقت إلى أقصى حد لن تساعد بالضرورة صحتنا العقلية لأنها تفرض ضغطاً إضافياً على أنفسنا. الأهم هو الاستماع إلى عقولنا وأجسادنا، والاستجابة حسب الاقتضاء. إذا كانت مشاهدة فيلم ستجعلك أكثر هدوءاً من تعلم لغة جديدة، فلا بأس بذلك».