الشرعية تطالب «الانتقالي» بـ«إنهاء تمرده»... و«المجلس» يتحدث عن «هجمة شرسة»

مارتن غريفيث
مارتن غريفيث
TT

الشرعية تطالب «الانتقالي» بـ«إنهاء تمرده»... و«المجلس» يتحدث عن «هجمة شرسة»

مارتن غريفيث
مارتن غريفيث

عزز مجلس الأمن التحذيرات الدولية التي أعقبت إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية، والتي حذرت من تهديد العملية السياسية، إذ عبر عن «قلقه البالغ» من التطورات الأخيرة.
ورحبت الحكومة اليمنية ببيان مجلس الأمن، ودعت المجلس إلى «الانصياع وإنهاء تمرده المسلح»، في الوقت الذي قال فيه بيان للمجلس إنه «تعرض لهجمة شرسة».
ووافق الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن بالإجماع على النص الذي أعدته بريطانيا، والذي يبدي «الالتزام القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه»، داعين إلى «التعجيل بتنفيذ اتفاق الرياض». وعبروا عن «قلقهم من أن أعمال المجلس الانتقالي الجنوبي يمكن أن تصرف الانتباه عن جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث لتأمين وقف إطلاق نار في عموم البلاد، وغيرها من تدابير بناء الثقة، وإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة يقودها ويملكها اليمنيون». وحضوا الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، على «تعزيز مشاركتهم، بغية التوصل إلى اتفاق بشأن مقترحات المبعوث الخاص في أقرب وقت ممكن»، مرحبين بإعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن تمديد وقف إطلاق النار، بشكل أحادي، لدعم العملية السلمية التي تقودها الأمم المتحدة. وطالبوا الحوثيين بـ«الانضمام إلى الحكومة اليمنية عبر رد فوري، بهدف وقف الأعمال العدائية المتواصلة والتصدي لتفشي جائحة (كوفيد 19)».
وقال غريفيث إنه «يجب على جميع الفاعلين السياسيين التعاون بحسن نية، والامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية، ووضع مصالح اليمنيين في المقام الأول». وإذ عبَّر عن «قلقه» من الخطوة، وصفها بأنها «مخيِّبة للآمال؛ خصوصاً أن مدينة عدن ومناطق أخرى في الجنوب، لم تتعافَ بعد من السيول الأخيرة، وتواجه خطر جائحة (كوفيد 19)». وأضاف: «الآن، وأكثر من أي وقت مضى، يجب على جميع الفاعلين السياسيين التعاون بحسن نية، والامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية ووضع مصالح اليمنيين في المقام الأول».
إلى ذلك، رحبت الحكومة اليمنية ببيان مجلس الأمن، وموقف السعودية: «وبكافة البيانات الصادرة من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية التي أعربت بوضوح عن ضرورة عودة الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن إلى ما قبل الإعلان الأخير للمجلس الانتقالي، وضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض، والعمل على التعجيل بتنفيذه» طبقاً لبيان للخارجية اليمنية نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وشددت الشرعية على «ضرورة انصياع المجلس الانتقالي، وإنهاء تمرده المسلح، وإلغاء إعلانه غير الدستوري، والعودة لتنفيذ اتفاق الرياض ومقتضياته، وفقاً للمصفوفة المزمنة التابعة له، والتوقف الفوري عن أي إجراءات أو ممارسات من شأنها تعطيل وتقويض عمل مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، لا سيما في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه جراء الكوارث الطبيعية وانتشار جائحة فيروس (كورونا) بعد اكتشاف حالات جديدة في المحافظة».
وأكدت على ضرورة تحكيم العقل ومراعاة الظرف الكارثي الذي ينتظر عدن، في حال استمر المجلس الانتقالي في سلوكياته المتهورة والخارجة عن القانون.
في المقابل، ذكر المجلس الانتقالي الجنوبي أنه جرى خلال اجتماع «تقديم صورة واضحة ومستفيضة عن الأحداث والتطورات على الساحة الجنوبية، بما فيها إعلان حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للجنوب من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، وللهجمة الشرسة التي تعرض لها هذا القرار من قبل الأحزاب والقوى المعادية للجنوب»، وذلك وفقاً لما نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، حول لقاء عقده رئيس الجمعية الوطنية اللواء الركن أحمد بن بريك، ونيران سوقي نائبة رئيس الجمعية الوطنية، مع عدد من الوزراء السابقين لوزارة الدفاع، وأعضاء بالهيئة العسكرية الجنوبية، الأربعاء.
وبرر الاجتماع اتخاذ قرار الإدارة الذاتية من قبل قيادة المجلس في الوقت الراهن، بأنه «جاء من أجل تحريك المياه الراكدة في عملية اتفاق الرياض، الذي بدأ يدخل حيز إيقاف التنفيذ من قبل الحكومة المتعنتة في عملية التنفيذ»، مستدلاً بأن هناك 4 محافظات قال بيان المجلس إنها «تدار ذاتياً من السابق، وهي مأرب والمهرة وشبوة، وكذا سقطرى، مع دعم دولة الإمارات العربية للأخيرة في الاحتياجات الضرورية لها، ولم يتبقَّ سوى أبين وعدن ولحج والضالع، وقد تم اعتماد الإدارة الذاتية لها كغيرها من المحافظات، وذلك لحين تنفيذ اتفاق الرياض، وتشكيل حكومة كفاءات لتحمل المسؤولية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.