الاقتصاد التونسي في فخ «شح السيولة»

TT

الاقتصاد التونسي في فخ «شح السيولة»

دعا إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسية، خلال اجتماع مع مروان العباسي محافظ البنك المركزي التونسي، إلى بذل مجهود إضافي لتخفيض كلفة التداين، وحث المنظومة البنكية المحلية على ضرورة التسريع في النظر في مطالب القروض، وإعادة جدولة الديون لمساندة الشركات في هذا الظرف الاقتصادي الصعب، إضافة إلى تعزيز ومساندة الاستثمارات المنتجة على حساب الاستثمارات قصيرة المدى.
وأظهرت البيانات الحكومية أن الاقتصاد التونسي يعاني من شح السيولة المالية، نتيجة تراجع نسبة الادخار الخاص من 21 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي قبل سنة 2011، إلى 10 في المائة قبل جائحة «كورونا». ويتوقع خبراء في الاقتصاد أن ينخفض الادخار الخاص إلى أقل من 3 في المائة خلال الفترة المقبلة، وذلك في علاقة بتدهور القدرة الشرائية للتونسيين بصفة عامة، وتدهور وضع المؤسسات نتيجة انهيار قيمة الدينار التونسي (العملة المحلية) وارتفاع نسبة التضخم الذي يطغى عليه ما يعرف بـ«التضخم المستورد».
ويؤدي تراجع الادخار الخاص إلى تراجع على مستوى السيولة البنكية، وهو ما ينعكس سلباً على قدرة البنوك على تمويل القطاعين العمومي والخاص، وكذلك تمويل سندات خزينة الدولة. ويقاس شح السيولة من خلال حجم تدخل البنك المركزي اليومي الذي وصل إلى مستويات كبرى في تونس؛ بلغت خلال السنة الماضية حدود 16 مليار دولار، وكذلك بمدى قدرة البنوك على تمويل الاستثمار والاستجابة لطلبات الحصول على القروض.
ويرى محسن حسن وزير الاقتصاد التونسي السابق، أن البنوك التونسية والمؤسسات المالية البالغ عددها 42 مؤسسة، باتت غير قادرة في معظمها على توفير القروض للعملاء في القطاعات الاقتصادية والفلاحية والصناعية والتجارية؛ رغم تطمينات البنك المركزي التونسي المؤكدة على قدرته على تمويل السوق، بمعدل نسبة فائدة أساسية في حدود 7.85 في المائة. ويعتبر أن هذه النسبة لا قدرة للأطراف الاقتصادية الفاعلة والأسر والأفراد على تحملها، لا سيما عندما تضاف إليها هوامش فوائض البنوك والمؤسسات المالية التي تتجاوز 5 نقاط مئوية في بعض الحالات.
ويؤكد حسن على أن شح السيولة النقدية يعود إلى عدة أسباب، من أهمها السياسة النقدية التقييدية التي ينتهجها البنك المركزي التونسي، والاكتفاء برفع نسبة الفائدة المديرية ثلاث مرات متتالية، دون البحث عن حلول مجدية للحد من التضخم والخروج من حالة الانكماش الاقتصادي.
ولتجاوز شح السيولة وضعف تمويل الاقتصاد التونسي، دعت جنات بن عبد، الخبيرة الاقتصادية، إلى التشجيع على الادخار المحلي من خلال مراجعة الجباية الموظفة على الادخار، وأيضاً مراجعة الجباية المواكبة للاستثمار بنوعيه الخاص والعام.



لاغارد: النمو في منطقة اليورو قد يضعف والمخاطر السلبية تهيمن

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

لاغارد: النمو في منطقة اليورو قد يضعف والمخاطر السلبية تهيمن

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في جلسة استماع برلمانية، يوم الأربعاء، إن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو قد يكون أضعف في الأشهر المقبلة، وإن التوقعات متوسطة الأجل تكتنفها حالة من عدم اليقين، مع هيمنة المخاطر السلبية.

وكان اقتصاد منطقة اليورو راكداً تقريباً خلال الشهور الثمانية عشرة الماضية، ولم يتحقق التعافي المنتظر منذ فترة طويلة. ورغم أن النمو الضعيف ساعد في ترويض التضخم المرتفع، فإن بعض صناع السياسات يشعرون بالقلق من أن النمو الضعيف قد يدفع التضخم إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، كما كان الحال في السنوات التي سبقت الجائحة، وفق «رويترز».

وقالت لاغارد للجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية في البرلمان الأوروبي في بروكسل: «تشير البيانات المستندة إلى المسح إلى أن النمو سيكون أضعف في الأمد القريب، في ظل تباطؤ النمو في قطاع الخدمات واستمرار انكماش قطاع التصنيع».

وأضافت أن «التوقعات الاقتصادية متوسطة الأجل غير مؤكدة، ومع ذلك، تهيمن عليها المخاطر السلبية. المخاطر الجيوسياسية مرتفعة، مع تزايد التهديدات للتجارة الدولية». وأوضحت أن الحواجز التجارية تشكّل تهديداً لصناعة التصنيع والاستثمار بالنظر إلى الطبيعة المفتوحة للكتلة.

ومع ذلك، قالت لاغارد إنه قد يكون هناك بعض التعافي في المستقبل، مدفوعاً بزيادة الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي نتيجة لارتفاع المداخيل الحقيقية.

وحول التضخم، الذي لا يزال فوق هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، توقعت لاغارد أن يرتفع في الربع الأخير من عام 2024، لكنه سيعود إلى الهدف في العام المقبل، مؤكدة توجيهاتها بشأن الأسعار.

ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه في 12 ديسمبر (كانون الأول)، ويتوقع معظم الاقتصاديين أن يخفّض البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى، وهي الخطوة الرابعة من نوعها هذا العام.

ولم تفعل لاغارد الكثير لتغيير تلك التوقعات، قائلة فقط إن البنك سيتبع نهجاً يعتمد على البيانات واجتماعاً بعد اجتماع.