وزير داخلية المغرب: علينا التعايش مع الجائحة لفترة أطول

5.1 مليون أسرة استفادت من إعانات مالية

عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي
عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي
TT

وزير داخلية المغرب: علينا التعايش مع الجائحة لفترة أطول

عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي
عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي

كشف عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، عن أن عدد المتابعين والموقوفين في إطار فرض حالة الطوارئ الصحية، بلغ 81 ألف شخص؛ أي بمعدل 2000 شخص في اليوم، و«هذا عدد قليل مقارنة مع الدول الأخرى».
وكان لفتيت يتحدث خلال اجتماع عقدته لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، مساء أول من أمس، بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان). وردا على تساؤلات النواب بشأن «ازدياد عدد الموقوفين بوتيرة متسارعة تدعو للقلق»، موضحاً أن «الهدف ليس معاقبة الناس أو متابعتهم، بل أن يبقوا في منازلهم».
في سياق متصل، قال لفتيت إن التطبيق الجوال الذي اعتمدته المديرية العامة للأمن الوطني (الأمن العام)، والذي يمكّن رجال الأمن في نقاط المراقبة، من ضبط وتتبع حركة تنقلات المواطنين، هو «تطبيق مرحلي فقط»، مؤكداً أن هذا التطبيق «عكس ما يقال؛ مغربي مائة في المائة، وأشرفت عليه أطر مغربية».
وشدد وزير الداخلية المغربي على أن التطبيق «لن يقوم بتخزين المعلومات»، واستعماله جرى بموافقة اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، ولن يستعمل لأغراض أخرى.
وبخصوص رفع حالة الطوارئ الصحية، قال لفتيت إن الحكومة بصدد إعداد مختلف السيناريوهات الممكنة والتدابير المواكبة لهذه العملية، التي سيعلن عنها في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن الحالة الوبائية في البلاد هي ما يحدد تاريخ رفع الحجر الصحي. ولفت إلى أن التعامل مع هذا الوباء على الصعيد الدولي يكشف عن تباين كبير في الإجراءات المتخذة من دولة إلى أخرى، وهو ما يؤكد أن العالم لم يكن مستعداً لهذه الجائحة، وزاد قائلاً إن «المهم هو أن نجنب بلادنا ضحايا وخسائر كبيرة في الأرواح والخسائر على الصعيد الاقتصادي».
واستبعد لفتيت أن تعود الأمور إلى حالها الطبيعي قريباً، وقال: «علينا أن نتعايش مع الجائحة لفترة من الوقت».
ورداً على تساؤلات النواب بشأن توزيع الكمامات والمشكلات التي نتجت عنها، أقر لفتيت بأن عملية توزيع الكمامات على محال البقالة لم تنجح، «ففضلنا توزيعها على الصيدليات، ثم على الأسواق الممتازة».
وبشأن المغاربة العالقين في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، قال وزير الداخلية إن «إجراءات ستتخذ حتى يعودوا في القريب العاجل». ودعا لفتيت خلال اجتماع اللجنة إلى «الثقة وتجنب افتراض سوء النية في كل الإجراءات التي تقوم بها الدولة».
من ناحية أخرى، أقر وزير الداخلية المغربي بحصول أشخاص على الدعم المالي الذي خصصته الدولة للذين توقفوا عن العمل بسبب «كورونا»، من دون أن يكونوا مستحقين له، فيما لم يحصل عدد من المستحقين على هذه المساعدة التي شدد على أنها مؤقتة.
وقال إن 5.1 مليون أسرة استفادت من إعانات مالية في إطار صندوق تدبير جائحة فيروس «كورونا» المستجدّ.
وأوضح لفتيت أنه بفضل الصندوق، استفاد 800 ألف شخص من المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والذين توقفوا مؤقتاً عن العمل جراء الجائحة، و2.3 مليون من أرباب الأسر المتوفرين على بطاقة «نظام المساعدة الطبية (راميد)» والمتضررين من تداعيات الحجر الصحي، وكذا نحو مليوني أسرة لا تستفيد من خدمة «راميد».
واستعرض لفتيت التدابير المتخذة من قبل السلطات المغربية لمواجهة تفشي فيروس «كورونا». وذكر أنه بمجرد تسجيل الحالات الأولى، أغلقت المملكة حدودها وأعلنت حالة الطوارئ الصحية منذ 20 مارس (آذار) الماضي، والتي تم تمديدها حتى 20 مايو (أيار) المقبل، مشيراً إلى أنه، منذ البداية، تمت تعبئة المتدخلين كافة حيث أحدثت على مستوى كل إقليم وجهة لجنة محلية للتتبع تتكفل بمهمة إيجاد الحلول للمشكلات المطروحة وبشكل سريع.
وذكر الوزير المغربي بالعمل الذي تم القيام به من أجل توفير الإمكانات الصحية وتجهيز المستشفيات، وإنشاء مستشفيات ميدانية، فضلاً عن العمل الذي يتم على مستوى تموين الأسواق بكل المواد الأساسية التي يحتاجها المواطنون.
ومن ضمن التدابير الأخرى التي تم اتخاذها، يقول لفتيت، قرار السلطات بإجبارية وضع «الكمامات الواقية» بالنسبة لجميع الأشخاص المسموح لهم بالتنقل خارج مقرات السكن في الحالات الاستثنائية المقررة، مشيراً إلى أنه، في إطار المجهودات لتوفير الكمامات، تم إنتاج 110 ملايين كمامة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.