تونس تنجو من الموجة الأولى لتفشي الوباء

تونس تنجو من الموجة الأولى لتفشي الوباء
TT

تونس تنجو من الموجة الأولى لتفشي الوباء

تونس تنجو من الموجة الأولى لتفشي الوباء

أعلن وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي، أمس (الأربعاء)، السيطرة على الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك تفادي الآلاف من الوفيات والإصابات، قبل أيام من بداية رفع الحجر الصحي العام.
وحتى أول من أمس (الثلاثاء) سجلت تونس 975 إصابة مؤكدة بالفيروس و40 حالة وفاة بجانب ارتفاع مستمر في عدد حالات الشفاء البالغة حتى أول من أمس 279 حالة، من بين المودعين في المستشفيات.
وقال المكي، في مؤتمر صحافي أول من أمس «سيطرنا على الموجة الأولى من الوباء، عملنا حتى لا تكون هناك ذروة، لكن هذه نتيجة مؤقتة وهشة، ومن الوارد أن يتم دعمها بانتصار نهائي، ووارد أن تتبخر جهودنا».
وأضاف «استطعنا أن نتجنب، بحسب دراسات، ما يقارب 25 ألف إصابة وأكثر من ألف وفاة، كان سيحدث هذا رجة للرأي العام».
لكن المكي حذر من انتكاسة جديدة في حال خرق الإجراءات الصحية، ومن بينها الارتداء الملزم للكمامات لجميع المواطنين والتباعد الجسدي. وقال إن الصناعيين سيوفرون الكمامات اللازمة وسيجري تسويقها في كل نقاط البيع الممكنة على نطاق واسع في المغازات الكبرى والمحلات والصيدليات. من جانبها، أكدت لبنى الجريبي، الوزيرة لدى رئيس الحكومة المكلفة المشاريع الكبرى، في مؤتمر صحافي عقدته أول من أمس، أن الحكومة التونسية قررت تنفيذ حجر صحي موجه بداية من الرابع من مايو (أيار) المقبل، وستطبق هذا الإجراء على ثلاث مراحل: الأولى غير نهائية وقد تتغير حسب الوضع الصحي، وتنطلق من 4 مايو الحالي إلى غاية 24 من الشهر نفسه. أما الثانية، فتنطلق من 24 مايو إلى غاية 4 يونيو (حزيران)، وتمتد المرحلة الثالثة من 4 يونيو إلى 14 من الشهر ذاته.
ومن المنتظر خلال المرحلة الأولى استئناف أنشطة قطاع الوظيفة العمومية والإدارة والصناعة والخدمات والأشغال العامة وأشغال البناء بنسبة 50 في المائة، وترتفع النسبة 100 في المائة في مجال المهن الحرة. أما المهن الصغرى فتشتغل بالتناوب يوماً بيوم ما عدا الحلاقة والتجميل والمهن التي لا توفر التباعد الجسدي، والأنشطة التجارية ما عدا تجارة الأحذية والملابس الجاهزة والمغازات الكبرى.
أما بالنسبة للمرحلة الثانية، فسيتم التوجه نحو رفع الأنشطة التي كانت تعمل بنسبة 50 في المائة إلى 75 في المائة، وسيتم في هذه الفترة التدرج في عودة الأنشطة الثقافية والأسواق الأسبوعية وأسواق الدواب والمساحات التجارية. أما فيما يتعلق بالمرحلة الثالثة فهي تسمح بعودة الأنشطة بنسبة 100 في المائة وعودة المحاضن ورياض الأطفال والجوامع.
من ناحيتها، دعت المنظمة التونسية للتربية والأسرة (منظمة مستقلة) الأطراف المتداخلة كافة من مؤسسات وجمعيات ومنظمات إلى الانخراط في حملة وطنية للتوقي من فيروس كورونا لفائدة المترشحين للامتحانات الوطنية.
وأطلقت المنظمة حملة بالتعاون مع مؤسسة البنك الدولي للمعلومات والموارد البشرية قصد اقتناء 250 ألف قناع من الأقنعة الواقية ثلاثية الأبعاد وتأمين توزيعها عبر وزارة التربية على التلاميذ المترشحين كافة للامتحانات الوطنية (السادسة، التاسعة، باكالوريا) بصفة مجانية في كل مراكز الامتحان، وعلى جميع المراقبين لدورة 2020.
وكذلك أعلنت تونس أول من أمس اعتبار العام الدراسي منتهياً لجميع المستويات تحت وطأة فيروس كورونا المستجد باستثناء البكالوريا (الثانوية العامة) والتعليم في الجامعات. وكشف وزير التربية محمد الحامدي، في مؤتمر صحافي، عن قرار الحكومة إنهاء العام الدراسي والاكتفاء بما تم تحصيله في الأشهر السابقة في عمليات التقييم واحتساب المعدلات.
وستسمح السلطات فقط لطلاب البكالوريا باستكمال العام الدراسي بدءاً من يوم 28 مايو، وإجراء الاختبارات الوطنية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.