أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدانوم غيبريسوس، أمس أنّ خبراء لجنة الطوارئ سيجتمعون اليوم لتقييم مسار وباء «كوفيد - 19»، بعد ثلاثة أشهر من إعلان حالة الطوارئ الصحية عالمياً. ومع تزايد الانتقادات للسلطات الصحية العالمية، عرض غيبريسوس كامل الإجراءات المتخذة منذ يناير (كانون الثاني)، وأعلن أنّه «سيدعو مجدداً غداً لجنة الطوارئ (...) لتقييم تطوّر الوباء».
ودافع غيبريسوس عن أسلوب تعامل المنظمة مع فيروس كورونا المستجد، وقال تيدروس: «منذ البداية، تصرفت منظمة الصحة العالمية بسرعة وحسم لتحذير العالم». وأضاف: «أطلقنا التحذير مبكراً وكررناه»، مؤكداً أن «منظمة الصحة العالمية تلتزم بالشفافية والمسؤولية».
في سياق متصل، نبّهت منظمة العمل الدولية أمس إلى أن 75 في المائة من العمال غير المسجلين في مؤسسات أو الذين يعملون فيما يسمى «الاقتصاد غير الرسمي»، ويقارب عددهم 1.6 مليار شخص في العالم، قد يخسرون مصدر رزقهم في الربع الثاني من هذا العام بسبب وباء «كوفيد - 19». وصرح المدير العام للمنظمة غي رايدر خلال عرض دراسة جديدة لمنظمة العمل الدولية حول التداعيات الاقتصادية للإغلاق المرتبط بفيروس كورونا المستجد، لصحافيين بأنه ينبغي توقع «تأثير هائل في موضوع الفقر».
وحذّرت المنظمة من أن نحو 1.6 مليار من العاملين في الاقتصاد غير الرسمي سيواجهون «خطر القضاء الفوري على أشغالهم»، موضحة أن معظم هؤلاء يعملون في مجموعات تضمّ أقل من عشرة موظفين.
وقال رايدر في بيان إن «ملايين الشركات في العالم تواجه صعوبة في الصمود. ليست لديها مدخرات ولا يمكنها الاقتراض. هذا هو الوجه الحقيقي لعالم العمل. إذا لم نساعدها منذ الآن، فستزول بكل بساطة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأورد التقرير أن عدد العمال الذين يقيمون في دول أوصت أو فرضت إغلاق أماكن العمل، تراجع من 81 في المائة إلى 68 في المائة في الأسبوعين الأخيرين، وخصوصاً بسبب رفع الإغلاق في الصين.
وأفادت تقديرات منظمة العمل الدولية أن ساعات العمل في العالم تراجعت في الربع الأول من العام بنسبة تناهز 4.5 في المائة، مما يوازي نحو 130 مليون وظيفة بدوام كامل أي 48 ساعة عمل أسبوعياً، وذلك مقارنة بالربع الأخير من العام الفائت. وتوقعت المنظمة أن يتدهور الوضع في شكل أكبر في الربع الثاني بسبب تمديد إجراءات الإغلاق. وخلال هذه الفترة، يتوقع أن ينخفض إجمالي ساعات العمل في العالم بنسبة 10.5 في المائة، مقارنة بالربع الذي سبق الأزمة. وهذا يساوي 305 ملايين وظيفة بدوام كامل، ويعكس تدهوراً واضحاً بالنسبة إلى التقدير السابق الذي صدر قبل أسبوعين، وأشار إلى 195 مليون وظيفة. وإذا كان الوضع قد تدهور في مختلف المناطق، فإن التقديرات تفيد أن الأميركيتين (- 12.4 في المائة) وأوروبا وآسيا الوسطى (- 11.8 في المائة للمنطقتين) ستشهد أكبر قدر من خسارة ساعات العمل في الفصل الثاني من العام. وأوضحت المنظمة أن القطاعات الأكثر تضرراً بالشلل الاقتصادي هي خدمات الضيافة والصناعة وتجارة الجملة والتجزئة والعقارات والأنشطة التجارية.
من جهة أخرى، حذّرت منظّمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، في تقرير نشر الثلاثاء، من أنّ جائحة «كوفيد - 19» ستؤدّي إلى زيادة الجوع والفقر في أميركا اللاتينية. وقالت المنظمة في تقريرها إنّ «الأمن الغذائي للمنطقة تفاقم في السنوات الأخيرة، وقد يكون لهذه الأزمة الجديدة تأثير خطر على بعض البلدان والمناطق». ولفت التقرير الذي أعد بطلب من المكسيك، الرئيسة الدورية لمجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي، إلى أنّ عدداً من دول المنطقة تعاني بالفعل من انعدام أمن غذائي حادّ بسبب عوامل اقتصادية ومناخية، وهي: فنزويلا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا وهايتي. وبحسب التقرير، فإنّه على المدى القصير يكمن الخطر الأكبر في حصول نقص في الغذاء «لدى السكان الذين يحترمون تدابير السلامة الصحية لمنع انتشار الفيروس والذين، في كثير من الحالات، فقدوا مصدر دخلهم الرئيسي». ولهذا السبب، ناشدت المنظمة الأممية حكومات هذه الدول إعلان الغذاء والزراعة أنشطة استراتيجية ذات مصلحة عامة وطنية.
وقال الممثّل الإقليمي للفاو خوليو بيرديغو في بيان أصدرته الحكومة المكسيكية إنّه «من الضروري الحفاظ على ديمومة النظام الغذائي كي لا تتحوّل الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية».
وأوصت المنظمة بتعزيز برامج الدعم الغذائي للأمّهات في سنّ الإنجاب وللأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى ضمان التغذية المدرسية وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية.
وقالت «الفاو» في تقريرها إنّه في سبيل «ضمان إمدادات الغذاء يتعيّن تيسير النقل والوصول الاقتصادي إلى المدخلات الإنتاجية (البذور والأسمدة والأعلاف الحيوانية، إلخ...) بالإضافة إلى الآلات والبنى التحتية».
وتخطّى عدد الأشخاص الذين أثبتت مخبرياً إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ في أميركا اللاتينية 175 ألف مصاب توفي منهم أكثر من 8700، بحسب إحصاء أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.
تحذير أممي من إهمال التطعيمات التقليدية بفعل الوباء
1.6 مليار شخص في العالم مهددون بخسارة مصدر رزقهم هذا العام
تحذير أممي من إهمال التطعيمات التقليدية بفعل الوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة