تحذير أممي من إهمال التطعيمات التقليدية بفعل الوباء

1.6 مليار شخص في العالم مهددون بخسارة مصدر رزقهم هذا العام

وزير صحة باراغواي لدى عقده مؤتمراً صحافياً أمس (إ.ب.أ)
وزير صحة باراغواي لدى عقده مؤتمراً صحافياً أمس (إ.ب.أ)
TT

تحذير أممي من إهمال التطعيمات التقليدية بفعل الوباء

وزير صحة باراغواي لدى عقده مؤتمراً صحافياً أمس (إ.ب.أ)
وزير صحة باراغواي لدى عقده مؤتمراً صحافياً أمس (إ.ب.أ)

أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدانوم غيبريسوس، أمس أنّ خبراء لجنة الطوارئ سيجتمعون اليوم لتقييم مسار وباء «كوفيد - 19»، بعد ثلاثة أشهر من إعلان حالة الطوارئ الصحية عالمياً. ومع تزايد الانتقادات للسلطات الصحية العالمية، عرض غيبريسوس كامل الإجراءات المتخذة منذ يناير (كانون الثاني)، وأعلن أنّه «سيدعو مجدداً غداً لجنة الطوارئ (...) لتقييم تطوّر الوباء».
ودافع غيبريسوس عن أسلوب تعامل المنظمة مع فيروس كورونا المستجد، وقال تيدروس: «منذ البداية، تصرفت منظمة الصحة العالمية بسرعة وحسم لتحذير العالم». وأضاف: «أطلقنا التحذير مبكراً وكررناه»، مؤكداً أن «منظمة الصحة العالمية تلتزم بالشفافية والمسؤولية».
في سياق متصل، نبّهت منظمة العمل الدولية أمس إلى أن 75 في المائة من العمال غير المسجلين في مؤسسات أو الذين يعملون فيما يسمى «الاقتصاد غير الرسمي»، ويقارب عددهم 1.6 مليار شخص في العالم، قد يخسرون مصدر رزقهم في الربع الثاني من هذا العام بسبب وباء «كوفيد - 19». وصرح المدير العام للمنظمة غي رايدر خلال عرض دراسة جديدة لمنظمة العمل الدولية حول التداعيات الاقتصادية للإغلاق المرتبط بفيروس كورونا المستجد، لصحافيين بأنه ينبغي توقع «تأثير هائل في موضوع الفقر».
وحذّرت المنظمة من أن نحو 1.6 مليار من العاملين في الاقتصاد غير الرسمي سيواجهون «خطر القضاء الفوري على أشغالهم»، موضحة أن معظم هؤلاء يعملون في مجموعات تضمّ أقل من عشرة موظفين.
وقال رايدر في بيان إن «ملايين الشركات في العالم تواجه صعوبة في الصمود. ليست لديها مدخرات ولا يمكنها الاقتراض. هذا هو الوجه الحقيقي لعالم العمل. إذا لم نساعدها منذ الآن، فستزول بكل بساطة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأورد التقرير أن عدد العمال الذين يقيمون في دول أوصت أو فرضت إغلاق أماكن العمل، تراجع من 81 في المائة إلى 68 في المائة في الأسبوعين الأخيرين، وخصوصاً بسبب رفع الإغلاق في الصين.
وأفادت تقديرات منظمة العمل الدولية أن ساعات العمل في العالم تراجعت في الربع الأول من العام بنسبة تناهز 4.5 في المائة، مما يوازي نحو 130 مليون وظيفة بدوام كامل أي 48 ساعة عمل أسبوعياً، وذلك مقارنة بالربع الأخير من العام الفائت. وتوقعت المنظمة أن يتدهور الوضع في شكل أكبر في الربع الثاني بسبب تمديد إجراءات الإغلاق. وخلال هذه الفترة، يتوقع أن ينخفض إجمالي ساعات العمل في العالم بنسبة 10.5 في المائة، مقارنة بالربع الذي سبق الأزمة. وهذا يساوي 305 ملايين وظيفة بدوام كامل، ويعكس تدهوراً واضحاً بالنسبة إلى التقدير السابق الذي صدر قبل أسبوعين، وأشار إلى 195 مليون وظيفة. وإذا كان الوضع قد تدهور في مختلف المناطق، فإن التقديرات تفيد أن الأميركيتين (- 12.4 في المائة) وأوروبا وآسيا الوسطى (- 11.8 في المائة للمنطقتين) ستشهد أكبر قدر من خسارة ساعات العمل في الفصل الثاني من العام. وأوضحت المنظمة أن القطاعات الأكثر تضرراً بالشلل الاقتصادي هي خدمات الضيافة والصناعة وتجارة الجملة والتجزئة والعقارات والأنشطة التجارية.
من جهة أخرى، حذّرت منظّمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، في تقرير نشر الثلاثاء، من أنّ جائحة «كوفيد - 19» ستؤدّي إلى زيادة الجوع والفقر في أميركا اللاتينية. وقالت المنظمة في تقريرها إنّ «الأمن الغذائي للمنطقة تفاقم في السنوات الأخيرة، وقد يكون لهذه الأزمة الجديدة تأثير خطر على بعض البلدان والمناطق». ولفت التقرير الذي أعد بطلب من المكسيك، الرئيسة الدورية لمجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي، إلى أنّ عدداً من دول المنطقة تعاني بالفعل من انعدام أمن غذائي حادّ بسبب عوامل اقتصادية ومناخية، وهي: فنزويلا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا وهايتي. وبحسب التقرير، فإنّه على المدى القصير يكمن الخطر الأكبر في حصول نقص في الغذاء «لدى السكان الذين يحترمون تدابير السلامة الصحية لمنع انتشار الفيروس والذين، في كثير من الحالات، فقدوا مصدر دخلهم الرئيسي». ولهذا السبب، ناشدت المنظمة الأممية حكومات هذه الدول إعلان الغذاء والزراعة أنشطة استراتيجية ذات مصلحة عامة وطنية.
وقال الممثّل الإقليمي للفاو خوليو بيرديغو في بيان أصدرته الحكومة المكسيكية إنّه «من الضروري الحفاظ على ديمومة النظام الغذائي كي لا تتحوّل الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية».
وأوصت المنظمة بتعزيز برامج الدعم الغذائي للأمّهات في سنّ الإنجاب وللأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى ضمان التغذية المدرسية وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية.
وقالت «الفاو» في تقريرها إنّه في سبيل «ضمان إمدادات الغذاء يتعيّن تيسير النقل والوصول الاقتصادي إلى المدخلات الإنتاجية (البذور والأسمدة والأعلاف الحيوانية، إلخ...) بالإضافة إلى الآلات والبنى التحتية».
وتخطّى عدد الأشخاص الذين أثبتت مخبرياً إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ في أميركا اللاتينية 175 ألف مصاب توفي منهم أكثر من 8700، بحسب إحصاء أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.


مقالات ذات صلة

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صحتك لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صُمم جهاز طبي مبتكر يُعرف باسم « Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.