بايدن يتمسك بـ {حل الدولتين} ويعارض ضم إسرائيل لمستوطنات في الضفة

نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مؤتمر صحافي مع نتنياهو في القدس مارس 2010 (غيتي)
نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مؤتمر صحافي مع نتنياهو في القدس مارس 2010 (غيتي)
TT

بايدن يتمسك بـ {حل الدولتين} ويعارض ضم إسرائيل لمستوطنات في الضفة

نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مؤتمر صحافي مع نتنياهو في القدس مارس 2010 (غيتي)
نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مؤتمر صحافي مع نتنياهو في القدس مارس 2010 (غيتي)

قال أنتوني بلنكن مستشار نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لشؤون السياسة الخارجية، إن بايدن سيبقي على السفارة الأميركية في القدس في حال انتخابه رئيساً، لكنه يعارض ضم إسرائيل لمستوطنات إسرائيلية ومناطق من الضفة الغربية.
وقال بلنكن في مؤتمر عقده «مجلس أميركا الديمقراطي اليهودي» عبر الفيديو مساء الثلاثاء، إن «الجواب على سؤال السفارة، هو نعم، سوف تبقى في القدس. فإعادة النظر في الموضوع غير منطقي سواء من الناحية العملية أو السياسية».
وتابع بلنكن: «السؤال الحقيقي الذي يجب النظر فيه هو ماذا يمكن فعله لإعادة إحياء (خطة الدولتين) لشعبين، وتحقيق تقدم في هذه المسألة. وهذا ما سنحاول العمل عليه. وهذا ما سنحاول التركيز عليه»، مضيفا، أن «ما يجري الآن هو عكس ما نريد وهو اتجاه سيئ لإسرائيل».
وكرر بلنكن موقف المرشح الديمقراطي المعارض لضم مستوطنات إسرائيلية للضفة الغربية، وقال إن بايدن يعارض أي خطوات أحادية تتخذ من قبل أي من طرفي الصراع، لأن هذا سيهدد المفاوضات الهادفة إلى حل الدولتين. وأضاف «نحن نعتقد أن حل الدولتين أساسي لتأمين مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية. لذلك فإننا نعتبر أن أي تصرف يعرقل هذا الهدف هو غير منطقي. ولهذا فإن نائب الرئيس كان واضحاً في معارضته لضم المستوطنات».
ويخالف موقف بايدن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أعلن في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، «صفقة القرن» وتتضمن اعترافا بحق إسرائيل بضم مناطق في الضفة.
في إسرائيل، ذكرت قناة «كان» العبرية، أمس، أن مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الأمريكية، جون بايدن، المنافس للرئيس دونالد ترمب في الانتخابات القادمة، يعارض الخطوة الإسرائيلية لضم أراضٍ في الضفة الغربية.
وتوقع تقرير إسرائيلي أن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في انتخابات الرئاسة الأميركية، التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سيؤدي إلى توتر بين الإدارة الأميركية الجديدة والحكومة الإسرائيلية، التي يدعم رئيسها الحالي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، من دون أي تحفظات. ودعا التقرير الحكومة الإسرائيلية إلى المبادرة لاتصالات سرية مع بايدن ومستشاريه منذ الآن.
وأشار التقرير، الصادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب اليوم، الأربعاء، إلى أن «ثمة أهمية الآن لمتابعة والاطلاع على البرنامج السياسي الذي سيخوض بايدن من خلاله الانتخابات، والانعكاسات المحتملة لذلك على المصالح القومية الإسرائيلية، في حال انتخابه».
لكن بلنكن لم يشرح كيف سيتعامل بايدن مع قضية الضم فقال: «أنا لن أتنبأ بكيفية الرد من قبل إدارة بايدن. يجب أن نرى كيف هي الأمور حينها، الكثير من الأمور قد تتغير».
ويعكس موقف بايدن الذي نقله بلنكن موقف الكثير من الديمقراطيين الذين عارضوا صفقة القرن التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية، وتحدث السيناتور الديمقراطي كريس كونز وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عن هذه المواقف في المؤتمر نفسه وقال: «لدي مخاوف شديدة من نتائج ضم مستوطنات إلى الضفة الغربية وانعكاسات ذلك سواء من خلال إغلاق ملف حل الدولتين أو وضع ضغط كبير على قدرة إسرائيل أمنياً على حماية المزيد من الأراضي» وتابع السيناتور: «أنا آمل أن يتمكن وزير الخارجية والدفاع الإسرائيليين من إقناع نتنياهو بخطورة تطبيق خطة من هذا النوع».
وقال الخارجية الفلسطينية، أمس، إن اعتراف إدارة ترمب بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأميركية، إليها، بات يشكل ضوءا أخضر لسلطات الاحتلال للتمادي في عمليات تعميق الاستيطان والتهويد للقدس المحتلة، بما في ذلك الاعتداءات الاستفزازية المتواصلة ضد المقدسات والشعائر والطقوس الدينية الإسلامية والمسيحية. وأضافت، في بيانها، أن جميع إجراءات الاحتلال وتدابيره الاستعمارية التوسعية باطلة وغير قانونية وغير شرعية، وسيبقى صوت المسحراتي والأذان وأجراس الكنائس، أقوى وأعلى من ضجيج قرارات ترمب وتدابير الاحتلال.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.