سجال سياسي بسبب مسلسل مصري عن المواجهة مع الإرهاب

TT

سجال سياسي بسبب مسلسل مصري عن المواجهة مع الإرهاب

أحدث مسلسل «الاختيار»، الذي يتناول قصة حياة الضابط المصري أحمد المنسي، سجالاً سياسياً ودينياً، عقب عرضه في شهر رمضان الحالي، وهو ما دفع دار الإفتاء المصرية للقول إن «المسلسل أحبط أكثر من 800 إصدار مرئي ومسموع ومقروء لـ(الجماعات الإرهابية) على مدار 6 سنوات». فيما احتفت صحيفة «صوت الأزهر»، الناطقة باسم مشيخة الأزهر، بالمسلسل في عددها الإلكتروني، أمس، ونقلت عن عدد من علماء الأزهر قولهم إن «(الاختيار) يُجسد نموذجاً للبطولة، وغضب (جماعات الإرهاب) منه دليل على نجاحه». وأكد الدكتور علي محمد الأزهري، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسلسل يشكل بياناً لفضح ما تتعرض له مصر من قبل الجماعات الإرهابية، ويُبرز ملامح بطولات الجيش».
وهاجمت حلقات «الاختيار» عناصر محسوبة على جماعة «الإخوان»، التي تعتبرها السلطات المصرية إرهابية، داعية إلى «تجنب ‏مشاهدة المسلسل».
وتناولت الحلقات الأولى من المسلسل أجزاء من حادث استشهاد الضابط المصري المنسي، قائد «الكتيبة 103 صاعقة»، في منطقة «البرث» برفح، عام 2017، خلال إحدى العمليات الإرهابية. وفور عرض الحلقات تفاعل المصريون مع أحداث المسلسل وشخصية المنسي، التي جسدها الفنان أمير كرارة.
ودخلت صحيفة «صوت الأزهر» في عدد الإلكتروني، أمس، على خط الاحتفاء بالمسلسل، ونشرت صورة للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مع زوجة الشهيد المنسي وأبنائه، فضلاً عن صورة أخرى للمنسي. وقال الدكتور الطيب، في إشارة ضمنية عن المسلسل، إن «بعض الأعمال الفنية تُقدم للشباب نماذج القدوة الصالحة من أبطال مصر ورموزها الحقيقيين، وشهدائها الذين ضحّوا من أجلها، ما يُسهم في رفع وعي الشباب بقضايا وطنهم ومجتمعاتهم».
وبينما أكد الدكتور الأزهري أن «المسلسل يستوجب الإشادة بقوات الجيش في مواجهة (الجماعات التكفيرية)؛ حيث جسّد (الاختيار) ملحمة بطولية للمنسي وقوات الجيش»، أضاف النائب أحمد درويش، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، لـ«الشرق الأوسط»، أن «شغف المصريين بشخصية المنسي، وتأثير المسلسل في الشارع المصري والعربي، أثار حفيظة عناصر (الإخوان)، فقاموا بمهاجمته، لأن المسلسل يفضح (الجماعات الإرهابية) أمام الشباب والصغار».
وأكدت دار الإفتاء أن التنظيمات التكفيرية «أُصيبت بصدمة كبيرة، جراء التفاعل الواسع من قبل المصريين والعالم العربي مع المسلسل، تقديراً لتضحيات المنسي والقوات المسلحة».
في غضون ذلك، شنت عناصر تنتمي لجماعة «الإخوان» هجوماً على المسلسل في بعض القنوات الفضائية خارج مصر، وبعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وربطت قنوات مؤيدة لـ«الإخوان» ‏بين «تقوية جهاز المناعة للمصريين لمقاومة فيروس (كورونا المستجد)، وتجنب ‏مشاهدة المسلسلات، خاصة (الاختيار)». والقول إن «تجاهل ‏مشاهدة تلك الأعمال الدرامية يقوى جهاز المناعة». وسبق أن طالت اتهامات للجماعة بـ«استغلال أزمة (كورونا) في إثارة الرأي العام المصري». وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو منسوباً لـ«الإخواني» بهجت صابر (هارب) يدعو فيه «إلى الذهاب إلى أقسام الشرطة والمؤسسات العسكرية والحكومية في مصر، والاختلاط بأكبر قدر ممكن من الموجودين لنشر عدوى (كورونا)».
وبخصوص هجوم بعض عناصر «الإخوان» على المسلسل، ودعواتهم لمقاطعته وتجنب مشاهدته، أكد الدكتور الأزهري أن «الشعب المصري أصبح واعياً بما يُحاك له من قبل جماعة (الإخوان) والقنوات التي وصفها بـ(المحرضة) - على حد قوله - فضلاً عن بعض منشورات الجماعة على مواقع التواصل للتشكيك في الدولة المصرية... وليعلم (الإخوان) أن هذا لن يُجدي نفعاً مع المصريين، وذلك لاكتشاف زيف قول عناصر وقيادات الجماعة، التي كانت في وقت سابق تشكر الدولة المصرية».
وقالت «الإفتاء» المصرية إن «(الإخوان) وظّفت منابر إعلامية وصحافية ومواقع على التواصل الاجتماعي - لم تسمها - لشنّ هجوم على المسلسل وأبطاله، وتشويه صورتهم، ولدفع المصريين للإعراض عن مشاهدته، وهذا لم يحدث».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».