أسرار العقل البشري وحقيقة الصورة الذهنية للجسم

عالم أميركي يكشفها عبر كتاب «أشباح في الدماغ»

أسرار العقل البشري وحقيقة الصورة الذهنية للجسم
TT
20

أسرار العقل البشري وحقيقة الصورة الذهنية للجسم

أسرار العقل البشري وحقيقة الصورة الذهنية للجسم

تصدر قريباً عن دار «صفحة 7 للنشر والتوزيع» في السعودية، النسخة العربية من كتاب «أشباح في الدماغ... كشف أسرار العقل البشري» تأليف: ف. س. راماشاندران، وأن الكتاب قد صدر في أميركا عام 1998. وشاركت في تأليفه ساندرا بليكسلي، المراسلة العلمية لصحيفة نيويورك تايمز لأكثر من أربعة عقود، وهي متخصصة في علم الأعصاب.
ويشير راماشاندران في الكتاب، الذي ترجمه الشاعر والمترجم المصري الدكتور عبد المقصود عبد الكريم، إلى أن عمله مع المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية غريبة ألقى ضوءاً جديداً على المعمار العميق للدماغ، ولفت إلى أن النتائج التي توصل إليها تخبر عن حقيقة العقل الإنساني؛ وكيف يشيد الصورة الذهنية للجسم؛ لماذا نضحك، ولماذا نكتئب؟ كيف نتخذ القرارات ونخدع أنفسنا ونحلم؟ وربما أيضاً لماذا نكون ماهرين في الفلسفة والموسيقى والفن؟
وقد اشتهر المؤلف بتجاربه ونظرياته الواسعة في علم الأعصاب السلوكي، وهو أستاذ متميز في قسم علم النفس بجامعة سان فرانسيسكو، ويشغل منصب مدير مركز الدماغ والإدراك هناك، وقد درس بعد حصوله على بكالوريوس الطب في الهند، علم الأعصاب التجريبي في جامعة كمبردج، وحصل منها على شهادة الدكتوراه.
وتركزت معظم أبحاثه في مجالات علم الأعصاب السلوكي والفيزياء النفسية البصرية، وهو علم يدرس العلاقة بين العالم الفيزيائي والسلوك البشري، وهو مجال كلاسيكي له تطبيقات واسعة الانتشار في العلوم البصرية الحديثة.
بعد ذلك، تحول راماشاندران إلى العمل على الجوانب الأوسع لعلم الأعصاب بما في ذلك الأطراف الشبحية والألم الشبحي. واخترع طريقة العلاج بالمرآة، التي تستخدم الآن لعلاج مبتوري الأطراف بألم في أطرافهم الشبحية، والمساعدة في استعادة التحكم الحركي في ضحايا السكتة الدماغية بأطراف ضعيفة.
ويطرح الكتاب بأسلوب شيق العديد من الظواهر المرتبطة بالدماغ وطب الأعصاب، وهي ظواهر بالغة التعقيد بطبيعتها، مستعيناً بوصف لحالات المرضى وبالرسوم التوضيحية. ويحتوي أيضاً على تمهيد كتبه طبيب الأعصاب البريطاني أوليفر ساكس (1933 - 2015)، وهو عضو في جمعية الكلية الملكية للأطباء في بريطانيا، كما يضم تصديراً بقلم المؤلف.
والكتاب مزود بهوامش، للمترجم والمؤلف، وقائمة بأهم المراجع. وقد حرص المترجم على أن تكون الهوامش التي يقدمها في أقل الحدود وأن تكون مختصرة قدر الإمكان، لمساعدة القارئ غير المتخصص، وحرص على كتابة الأسماء والمصطلحات وأسماء الكتب باللغة الأصلية إلى جانب الترجمة لتسهيل الرجوع إليها لمن يرغب في المزيد من المعرفة.
قام راماشاندران - حسبما يوضح الكتاب - بعمل كبير حول طبيعة الأطراف الشبحية وعلاجها، تلك الأشباح العنيدة والمعذِّبة أحياناً، وهي «أشباح» الأذرع والسيقان التي فقدت قبل سنوات أو عقود، لكن الدماغ لم ينسها، موضحا أن الشبح قد يبدو في البداية مثل طرف طبيعي، جزءاً من الصورة الذهنية الطبيعية للجسم؛ لكنه، منفصل عن الإحساس الطبيعي أو الفعل الطبيعي، ويمكن افتراض خاصية مرضية، تصبح مزعجة، أو «مشلولة»، أو مشوهة، أو مؤلمة بشكل لا يطاق.
ويشير العالم الأميركي إلى أن حقيقة الألم والطرف الشبحي «غير حقيقيين»، لكن تزيد من صعوبة علاجهما، أن المرء لا يستطيع التخلي عن الطرف الشبحي الذي يبدو مشلولاً.
وقال إنه في محاولة للتخفيف من مثل هذه الأشباح، دُفِع الأطباء ومرضاهم إلى اتخاذ تدابير صارمة ويائسة من أجل قطع مسارات الألم أو المسارات الحسية في الحبل الشوكي، وتدمير مراكز الألم في الدماغ نفسه.
لهذه المشاكل التي تبدو مستعصية على الحل، يقدم راماشاندران مقاربة جديدة ومختلفة، تنبع من استفساراته حول حقيقة الأشباح، وكيف تنشأ وأين تنشأ في الجهاز العصبي. لقد اعتبر تقليدياً أن أشكال التمثيل في الدماغ، بما في ذلك الصورة الذهنية للجسم والأوهام، ثابتة.
لكن راماشاندران وآخرين غيره أظهروا أن عمليات إعادة التنظيم المدهشة في الصورة الذهنية للجسم تحدث بسرعة كبيرة في غضون ثمانٍ وأربعين ساعة، وربما في فترة أقل من ذلك بكثير بعد بتر أحد الأطراف.
إن الأطراف الشبحية، من وجهة نظره، تنشأ عن عمليات إعادة تنظيم للصورة الذهنية للجسم في القشرة الحسية في الدماغ، ويمكن بعد ذلك الحفاظ عليها بما يصفه بالشلل. لكن إذا كانت هناك مثل هذه التغيرات السريعة التي تكمن وراء نشأة الشبح، وإذا كان هناك مثل هذه المرونة في القشرة الدماغية، فهل يمكن عكس العملية؟ هل يمكن خداع الدماغ للتخلص من الشبح؟
وباستخدام جهاز «الواقع الافتراضي» المبتكر، وهو صندوق بسيط به مرآة متحركة، وجد راماشاندران أنه يمكن مساعدة المريض عن طريق جعله يلقي نظرة على الطرف الطبيعي الذراع اليمنى الطبيعية للمريض، على سبيل المثال، التي تُرَى الآن على الجانب الأيسر من الجسم، بدلاً من الذراع الشبحية. قد تكون نتيجة ذلك لحظية وسحرية، تتنافس فيها النظرة الطبيعية للذراع مع الشعور بالشبح. التأثير الأول لهذه العملية هو أن الشبح المشوه قد يستقيم، وقد يتحرك الشبح المشلول؛ وفي النهاية، قد لا يكون هناك أي شبح على الإطلاق.
ويتحدث راماشاندران عن هذه التجربة المتميزة بروح الدعابة مشيرا إلى أنها تعتبر «أول بتر ناجح لطرف شبحي»، كما يتحدث عن كيفية القضاء الحتمي على الألم الناجم عنه، وذلك إذا تم القضاء على هذا الشبح لأنه إذا لم يكن هناك شيء يجسده، فلن يكون بمقدوره أن يبقى بعد ذلك.
ويكتشف راماشاندران، أن المرايا قد تكون ذات فائدة كبيرة في تمكين مثل هؤلاء المرضى من الاعتراف من جديد بالجانب الذي رفضوا من قبل اعتباره جانبا يخصهم؛ رغم ذلك، في حالة المرضى الآخرين، فإن فقدان الشعور «بالجانب الأيسر»، وهو نصف المرء ونصف العالم، عميق للغاية لدرجة أن المرايا قد تحفزه وتجعله أكثر عمقاً، من خلال التشوش في العدسة التي يتم النظر فيها، وهو يبحث عن طريقة لرؤية ما إذا كان هناك شخص ما يتربص «خلف» المرآة أو «في» المرآة. وراماشاندران هو أول من يصف «عمل المرآة» هنا. إنه ليس مجرد مقياس لمثابرة ذهنه شخصيا، لكنه مقياس لعلاقته الحساسة والداعمة مع المرضى مما جعله يتمكن من متابعة هذه المتلازمات حتى أعماقها.
ويتناول راماشاندران متلازمة أخرى عن التعرّف الخاطئ، وهي متلازمة كَبْجَرَس، حيث يرى المريض شخصيات مألوفة له ومحبوبة باعتبارهم محتالين. هنا أيضاً، يمكنه تحديد أساس عصبي واضح للمتلازمة، إزالة الإشارات العاطفية المعتادة والحاسمة للتعرف، إلى جانب تفسير لا يبدو غير طبيعي لأشكال مؤثرة من الإدراك المتعدي.



فوز «صلاة القلق» للمصري محمد سمير ندا بجائزة الرواية العربية

رواية «صلاة القلق» للكاتب المصري محمد سمير ندا (صورة من صفحة الكاتب على «إنستغرام»)
رواية «صلاة القلق» للكاتب المصري محمد سمير ندا (صورة من صفحة الكاتب على «إنستغرام»)
TT
20

فوز «صلاة القلق» للمصري محمد سمير ندا بجائزة الرواية العربية

رواية «صلاة القلق» للكاتب المصري محمد سمير ندا (صورة من صفحة الكاتب على «إنستغرام»)
رواية «صلاة القلق» للكاتب المصري محمد سمير ندا (صورة من صفحة الكاتب على «إنستغرام»)

فاز المصري محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثامنة عشرة، اليوم الخميس، عن روايته (صلاة القلق) الصادرة عن منشورات ميسكلياني.

ووفقاً لـ«رويترز»، تبلغ القيمة المالية للجائزة التي يرعاها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي 50 ألف دولار.

وترشحت للجائزة هذا العام 124 رواية من 20 دولة وصلت 16 منها للقائمة الطويلة في يناير (كانون الثاني).

واختيرت ست روايات للقائمة القصيرة في فبراير (شباط) حصلت كل منها على مكافأة مالية قدرها 10 آلاف دولار.

وقال سمير ندا في كلمة مسجلة قبل إعلان النتيجة: «صلاة القلق هي روايتي الثالثة، هي تتحدث عن فكرة اختطاف العقول، وفكرة تشكيل الوعي الجمعي لمجموعة من البشر بطريقة مغايرة للتاريخ».

وأضاف: «هؤلاء الأشخاص، وكأنما سُرق منهم الزمن الحقيقي وعاشوا في زمن مواز... هل كان هذا لمصلحة هذه المجموعة من الناس أم خلاف ذلك؟ هذا ما تكشف عنه الرواية وشخصياتها».

ترشحت للجائزة هذا العام 124 رواية من 20 دولة وصلت 16 منها للقائمة الطويلة في يناير.

وقالت الأكاديمية المصرية منى بيكر، رئيسة لجنة تحكيم الجائزة لهذه الدورة: «هي رواية يتردد صداها في نفس القارئ، وتوقظه على أسئلة وجودية ملحة، تمزج بين تعدد الأصوات والسرد الرمزي بلغة شعرية آسرة تجعل من القراءة تجربة حسية يتقاطع فيها البوح مع الصمت والحقيقة مع الوهم».

وأضافت: «رواية لها أبعاد تتخطى الجغرافيا وتلامس الإنسانية والمشترك، رواية اختارها جميع أعضاء وعضوات لجنة التحكيم بالإجماع».

وجاء الإعلان عن الفائز هذا العام خلال حفل أقيم في الإمارات قبل يوم واحد من افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.