أوروبا تبحث عن حلول لاستكمال الموسم الكروي... وفرنسا وإيطاليا تتجهان للإلغاء

ألمانيا تنتظر القرار الحكومي اليوم لاستئناف الدوري منتصف مايو... وترقب في إنجلترا وإسبانيا

لاعبو شالكه خلال التدريبات في انتظار قرار استئناف الدوري الألماني (أ.ب)
لاعبو شالكه خلال التدريبات في انتظار قرار استئناف الدوري الألماني (أ.ب)
TT

أوروبا تبحث عن حلول لاستكمال الموسم الكروي... وفرنسا وإيطاليا تتجهان للإلغاء

لاعبو شالكه خلال التدريبات في انتظار قرار استئناف الدوري الألماني (أ.ب)
لاعبو شالكه خلال التدريبات في انتظار قرار استئناف الدوري الألماني (أ.ب)

بين تفاؤل في ألمانيا وغضب في هولندا وترقب وغموض في كل من فرنسا وإيطاليا، بات الحصول على إجابة عن السؤال المتعلق بإمكانية استئناف مسابقات كرة القدم الأوروبية أمراً غاية في الصعوبة جراء أزمة «كورونا».
وعلى عكس الدوري الألماني (بوندسليغا)، الذي يأمل مسؤولوه في الحصول على الموافقة السياسية لإقامة المباريات دون جمهور، فإن الدوري الهولندي رفض هذا الخيار وأنهى الموسم قبل موعده، وربما تتجه فرنسا وإيطاليا للسير في هذا الاتجاه بعد تحذيرات حكومية من اللعب قبل سبتمبر (أيلول) المقبل.

توماس توخيل مدرب سان جيرمان ينتظر حسم مصير الدوري الفرنسي (إ.ب.أ)

وبعد قرار الحكومة الفرنسية تجميد النشاط الرياضي حتى سبتمبر بسبب تفشي وباء «كوفيد19»، أصبح مصير مسابقة كرة القدم في مهب الريح، بعدما كانت رابطة الدوري تمني النفس بالعودة إلى استئناف المباريات بدءاً من 17 يونيو (حزيران) المقبل من أجل إنهاء الموسم في 25 يوليو (تموز). وتعرضت مخططات رابطة الدوري لضربة قوية بإعلان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عدم السماح بإقامة مباريات كرة القدم حتى من دون جمهور. ووجدت الرابطة بالتالي نفسها أمام «السيناريو الأسوأ» حسبما أعلن أكثر من رئيس ناد؛ لأن ذلك يعني التوقف النهائي للدوري، ويجب الآن التخطيط للعودة إلى النشاط في أغسطس (آب) المقبل على الأرجح لبدء موسم جديد كما أشار وزير الرياضة.
ويتعين على رابطة الدوري الفرنسي أن تقرر خلال الاجتماع الذي دعت إليه اليوم ما إذا كان يتعين عليها إنهاء الموسم الحالي خلال الصيف كما يقترح البعض والبدء بموسم جديد في يناير (كانون الثاني) 2021، أو إلغاء الموسم الحالي والعمل على بدء موسم 2020 - 2021 كما كان مقرراً له في 7 أغسطس المقبل.
وكان رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غرايت في غاية الوضوح عندما حسم لموقع صحيفة «تيليغرام» التوقف «النهائي» للموسم الحالي في الدرجات الأولى والثانية والثالثة بالإضافة إلى دوري الدرجة الأولى للسيدات بانتظار القرار النهائي لرابطة الدوري، وقال في هذا الصدد: «دوريات الدرجة الأولى والثانية والثالثة للرجال والدرجة الأولى للسيدات في حكم الملغاة».
بيد أن رئيس نادي ليون جان ميشال أولاس كان له رأي مختلف حيث لم يفقد الأمل في إمكانية إيجاد حل لإنهاء الموسم الحالي، وقال: «يتعين علينا بذل كل شيء لإيجاد حل بديل» يسمح بإنهاء موسم 2019 - 2020، مشيراً إلى أنه «لا يرى قراءة نهائية» لقرارات الحكومة الفرنسية.
البدء بموسم جديد من شأنه أن يسمح بتفعيل حقوق النقل مع شركة «ميديابرو»، لكن ذلك سيلقي بالشك حول مسابقة دوري أبطال أوروبا لأن الاتحاد القاري (يويفا) ينوي استكمال موسمه خلال شهر أغسطس بالتحديد. وإذا لجأت فرنسا لإلغاء الموسم فسيكون عليها اتخاذ قرارات بشأن المراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية وللهبوط في الموسم المقبل إضافة إلى تحديد مصير بطل الموسم. لكن مسألة اعتماد المعايير في حال إنهاء الموسم من شأنها أن تخلق أجواء توتر بين مختلف رؤساء الأندية الذين دخلوا في سجالات كلامية منذ توقف الدوري منتصف مارس (آذار) الماضي حول السيناريو الأنسب الذي يجب اعتماده.
وكان الاتحاد القاري عدّ أن التأهل إلى نسخة الموسم المقبل من دوري أبطال أوروبا يجب أن يكون «على أساس الجدارة الرياضية»، وذلك في حال تعذر استكمال الدوريات المحلية في ظل استمرار تفشي فيروس «كورونا» المستجدّ.
وأوضح «يويفا» في بيان: «إذا تم إنهاء البطولة المحلية قبل الأوان لأسباب مشروعة، فسيطلب (يويفا) من الدوريات اختيار أندية لمسابقات الاتحاد الأوروبي لموسم 2020 - 2021 على أساس الجدارة الرياضية» المستندة إلى نتائج الموسم الحالي.
الأمر الأكيد الواضح حتى الآن هو أن المراكز الثلاثة الأولى يحتلها باريس سان جيرمان ومرسيليا ورين توالياً، لكن المراكز من 4 إلى 6 والتي تؤهل أصحابها إلى المشاركة في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) ربما تعود إلى أندية ليل وليون ومونبلييه في حال اعتماد توقف الدوري في نهاية المرحلة السابعة والعشرين (المرحلة الثامنة والعشرون التي لم تستكمل) أو إلى ليل ورينس ونيس في حال اعتماد نسب النقاط لكل فريق بحسب المباريات.
وكل هذه المواضيع معرضة للمشكلات القانونية كما حدث مع الاتحاد الهولندي لكرة القدم، الذي دخل في صدام مع نادي أوتريخت حول مشروعية الإلغاء ووضع ترتيب نهائي للفرق. ووجه خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، انتقادات لما تردد حول أن إلغاء ما تبقى من منافسات الموسم في فرنسا بات في حكم المؤكد، وقال: «لا أفهم لماذا يكون لعب كرة القدم من دون جماهير مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية أكثر خطراً من العمل في خط إنتاج أو على متن قارب صيد في أعالي البحار أو غيره». وأضاف: «إذا لم يكن من الممكن استئناف عمل القطاعات ذات الأهمية الاقتصادية، بشكل آمن وخاضع للمراقبة، فمن الممكن أن ينتهي بها المطاف إلى التلاشي. وهذا قد يحدث لكرة القدم الاحترافية».
يذكر أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قد اتخذ قرارات برفع قيود عدة من حالة الإغلاق التي تشهدها بلاده، من بينها السماح بالتدريبات الفردية للرياضيين في مسابقات المحترفين. والوضع في إيطاليا لا يقل تعقيداً عن فرنسا؛ إذ اعترف وزير الرياضة الإيطالي فينتشنزو سبادافورا بأن الطريق بدأت «تضيق أكثر فأكثر» بشأن استئناف مباريات الدوري، ناصحاً مسؤولي «الكالتشيو» بجعل التفكير في الموسم المقبل أولوية. وفي مقابلة مع قناة «7» أمس، قال سبادافورا: «أرى مساراً يضيق أكثر فأكثر بشأن استئناف الدوري. لو كنت مكان رؤساء الأندية، فسأفكر تحديداً بتنظيم الأمور لعودة آمنة الموسم المقبل الذي من المقرر أن يبدأ في نهاية أغسطس». وأضاف: «القرارات التي تقوم دول أخرى باتخاذها كفرنسا مثلاً، قد تدفع بإيطاليا إلى سلوك هذا النهج أيضاً ليصبح بعد ذلك نهجاً أوروبياً».
وأوضح سبادافورا: «الاجتماع المقبل لرابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالية قد يسفر عن مفاجأة، فأغلبية الأندية قد تطلب إيقاف الموسم الحالي والاستعداد بشكل أفضل للموسم الجديد». ودعت رابطة الدوري الإيطالي إلى اجتماع طارئ للجنتها التنفيذية غدا ًحيث من المقرر مناقشة هذه المسألة.
وتوقف الدوري الإيطالي في 9 مارس بسبب التفشي السريع لفيروس «كورونا» المستجد، لا سيما في شمال البلاد. وأدى وباء «كوفيد19» إلى وفاة أكثر من 27 ألف شخص في إيطاليا.
وقررت الحكومة الإيطالية الأحد السماح لرياضيي النخبة بمعاودة التمارين، للرياضات الفردية في 4 مايو المقبل، وللرياضات الجماعية في 18 منه كما أعلن رئيس الوزراء.
وقال رئيس الوزراء جوسيبي كونتي، في مؤتمر مخصص للكشف عن تفاصيل عودة الحركة في البلاد، أنه بدءاً من 4 مايو سيتم السماح بالتدريبات، لكن من دون تجمعات وخلف أبواب موصدة. أما بالنسبة للرياضات الجماعية؛ فإن «الضوء الأخضر» أعطي بدءاً من 18 مايو.
وكانت السلطات الكروية في البلاد أعربت عن رغبتها في إكمال موسم 2019 - 2020 وأمهلت نفسها مهلة أقصاها 2 أغسطس من أجل ذلك. وبحسب استفتاء أجرته وكالة «اي جي أي»، فإن اثنين من كل 3 إيطاليين يرفضون عودة منافسات كرة القدم بسبب الحالة الصحية في البلاد.
وفي ألمانيا؛ يبدو الأمر أكثر تفاؤلاً، حيث أعلن حكام المقاطعات الألمانية الـ16 موافقتهم على استئناف الدوري من منتصف مايو إلى نهايته، في الوقت الذي تنتظر فيه رابطة البوندسليغا الضوء الأخضر اليوم من المستشارة أنجيلا ميركل لاستئناف المباريات.
واجتمع وزراء الرياضة بالمستشارة الألمانية الاثنين وأعلنوا في بيان أن استئناف الدوري «مبرر» بالنسبة إلى الرابطة لكي تعاود المنافسات «في ملاعب فارغة من الجماهير» في الفترة من «منتصف إلى نهاية مايو». وأضاف البيان: «يتعين على الرابطة أن تخلق وتفرض ظروفاً صحية وطبية صارمة ومراقبتها من خلال الإجراءات اللازمة». وستلتقي ميركل مع حكام الولايات الألمانية الـ16 اليوم حيث تأمل الرابطة في أن تحصل على الضوء الأخضر لمعاودة النشاط الكروي.
وعاودت الأندية الـ18 في دوري الدرجة الأولى تدريباتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي حتى على أرضية الملعب. وتبدو الرابطة مصممة على إنهاء الدوري في 30 يونيو المقبل لضمان حصول الأندية على إيرادات من حقوق النقل التلفزيوني تقدر بـ300 مليون يورو في ظل تقارير تشير إلى أن 13 نادياً من أصل 36 في الدرجتين الأولى والثانية، على شفير الإفلاس.
وفي إنجلترا؛ هناك آمال في استئناف المسابقات يوم 8 يونيو المقبل، وسيعقد غداً اجتماع بين الأندية لمناقشة كيفية إقامة المباريات الـ92 المتبقية بالدوري الممتاز، وكذلك مسابقات الدرجات الأولى والثانية والثالثة. مع التأكيد أن تلك المباريات ستقام دون جمهور وسيتطلب الأمر موافقة السياسيين وخبراء الصحة.
وذكرت «بي بي سي» أن النية هي استكمال الموسم قبل نهاية يوليو.
وقام بعض الأندية بالفعل بإعادة فتح مقرات التدريب للاعبين للتدرب بشكل فردي، ولكن إذا كان هناك نية لاستئناف المسابقة في أوائل يونيو فسيتطلب الأمر التدريب بشكل جماعي بداية من 18 مايو.


مقالات ذات صلة

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية آو تاناكا (ليدز يونايتد)

لماذا أصبح اللاعبون اليابانيون جذابين في إنجلترا؟

كان انتقال آو تاناكا في اليوم الأخير من فورتونا دوسلدورف إلى ليدز يونايتد بمثابة مخاطرة محسوبة لناديه الجديد وذلك بحسب شبكة «The Athletic».

The Athletic (طوكيو)
رياضة عالمية غيوكيريس (يمين) سجَّل ثلاثية من رباعية فوز سبورتنغ على سيتي في دوري الأبطال (رويترز)

كيف أصبح غيوكيريس المهاجم الأكثر تألقاً في أوروبا هذا الموسم؟

سجل غيوكيريس أهدافاً أكثر من هالاند هذا الموسم، وعروضه الاستثنائية ترشحه للانضمام لأحد فرق القمة الأوروبية.

رياضة عالمية دييغو سيميوني (أ.ف.ب)

سيميوني يعزو سلسلة انتصارات أتلتيكو إلى تأقلم اللاعبين الجدد

عزا دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم أمس (السبت) سلسلة انتصارات فريقه إلى تأقلم اللاعبين الذين تم التعاقد معهم

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية جانب من مواجهة لودوغوريتس رازاغراد البلغاري ولاتسيو الإيطالي (رويترز)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: لودوغوريتس يعرقل انطلاقة لاتسيو المثالية

أوقف لودوغوريتس رازاغراد البلغاري انطلاقة مضيفه لاتسيو الإيطالي المثالية في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.