شهد لبنان ليل الثلاثاء – الأربعاء احتجاجات صاخبة، وأحياناً عنيفة، على المصاعب الاقتصادية المتفاقمة، خصوصاً في مدينة طرابلس الشمالية، مع إضرام النار في عدد من البنوك، وفق وكالة «رويترز».
وذكرت مصادر أمنية وطبية أن محتجاً يدعى فواز السمّان قتل في أعمال الشغب ليل الاثنين في طرابلس. وفيما ذكرت مصادر أنه أصيب برصاصة حية، أكدت مصادر أمنية أنه أصيب برصاصة مطاطية في الوريد.
وعادت الاحتجاجات إلى الشوارع بعد فترة هدوء فرضها انتشار فيروس كورونا المستجدّ. وساهم انهيار الليرة اللبنانية في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى ارتفاع البطالة في إنزال المحتجين إلى الشوارع، في استعادة لما حصل منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول).
وأضرم المحتجون في مدينة طرابلس النار في بنوك عدة وحطموا واجهاتها ليل أمس، مما دفع الجيش إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية. واحتشد المتظاهرون الثلاثاء في الساحة الرئيسية للمدينة، فيما رشق البعض الجنود بالحجارة في الشوارع والأزقة الجانبية.
وفي مدينة صيدا عاصمة الجنوب ألقى محتجون قنابل حارقة على فرع المصرف المركزي وأضرموا النار في واجهة المبنى قبل أن يحطموا واجهات بنوك أخرى.
وفي العاصمة بيروت، نظم العشرات مسيرة في أرجاء المدينة بينما كانوا يرددون شعارات ضد النظام المصرفي ويدعون لبنانيين آخرين للانضمام إليهم. وفي وقت لاحق، رشقت الحشود قوات الأمن التي تمركزت أمام مقر المصرف المركزي بالحجارة.
في غضون ذلك، حض رئيس الوزراء حسان دياب اللبنانيين على الامتناع عن العنف وقال إن «نوايا خبيثة في الكواليس» تهز الأمن والاستقرار. وصباح الأربعاء، التقى دياب وفداً من جمعية المصارف، وقال إن الخطة الاقتصادية والمالية للحكومة ستنتهي هذا الأسبوع، موضحا أنه سيتم إطلاع جمعية المصارف عليها بعد إقرارها.
وفي المقابل، قال الوفد المصرفي إن «الجمعية سوف تقدم للحكومة خطتها للحلول الإقتصادية والمالية خلال 15 يوماً كحد أقصى من تاريخه». وأعربت جمعية المصارف عن شجبها «الشديد للتعديات المستمرة على الأملاك الخاصة والعامة لا سيما مقرات وفروع المصارف»، لافتة إلى أنها «تصرفات غير مقبولة وغير مبررة بكل المقاييس»، كما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وتنذر الاضطرابات بعودة البلاد إلى العنف في الوقت الذي تتطلع فيه الحكومة للدخول في مفاوضات مع الدائنين الأجانب بعد التخلف عن سداد قسط من ديونها الضخمة الشهر الماضي.
سباق بين الاحتجاجات الشعبية ومحاولات الإنقاذ الاقتصادي في لبنان

جنود لبنانيون يحتمون بدروعهم في طرابلس (أ.ف.ب)
سباق بين الاحتجاجات الشعبية ومحاولات الإنقاذ الاقتصادي في لبنان

جنود لبنانيون يحتمون بدروعهم في طرابلس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة