تفاعل أوروبي مع إعلان حفتر حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة ليبيا

موسكو وبروكسل تعارضان «الخطوات الأحادية»... وبرلين تعتبر الاتفاق الأممي «سارياً»

تفاعل أوروبي مع إعلان حفتر حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة ليبيا
TT

تفاعل أوروبي مع إعلان حفتر حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة ليبيا

تفاعل أوروبي مع إعلان حفتر حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة ليبيا

أكدت موسكو معارضتها «أي خطوات أحادية» تقوم بها الأطراف الليبية، وشددت على أن «التسوية الوحيدة الممكنة في ليبيا يجب أن تقوم على أساس التوافق بين كل الأطراف».
وتوالت أمس ردود الفعل الروسية بعد إعلان قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، الانسحاب من اتفاق الصخيرات، و«قبول تفويض» الشعب الليبي، إذ قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن روسيا تواصل اتصالاتها مع جميع الفرقاء المشاركين في العملية السياسية في ليبيا، مشدداً على أن «حل الأزمة في هذا البلد سياسي دبلوماسي، وليس عسكرياً»، وأن «التسوية الممكنة الوحيدة في ليبيا يمكن أن تقوم على مسار التواصل السياسي والدبلوماسي بين جميع الأطراف، وخاصة الأطراف المتصارعة». وزاد موضحاً: «نعتقد أنه ليس هناك خيارات أخرى للحل في ليبيا».
وفي غضون ذلك، أعرب مصدر في وزارة الخارجية الروسية عن «دهشة» موسكو بسبب إعلان حفتر حول نقل السلطة في البلاد، مشدداً على «عدم وجود حل عسكري للنزاع». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية عن المصدر قوله: «هذا أمر مدهش. فهناك قرارات قمة برلين، والأمر الرئيسي قرار مجلس الأمن رقم (2510) الذي يجب تنفيذه أولاً وقبل كل شيء من قبل الليبيين أنفسهم، بمساعدة المجتمع الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة»، مجدداً دعوة الأطراف الليبية إلى إطلاق حوار شامل. وبدوره، أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، موقف بلاده من الإعلان، بقوله إن «موسكو لا تؤيد تصريحات قائد الجيش الليبي»، مبرزاً أن بلاده سبق أن حذرت أكثر من مرة من أن غياب الحوار سوف يؤدي إلى تصعيد، على خلفية هشاشة الاتفاقات القائمة، وأن «ما نشهده اليوم أثبت صحة التحذيرات التي أطلقناها».
وتابع لافروف موضحاً أن موسكو «لم توافق في السابق على أي خطوات أحادية، وهي تعارض حالياً إعلان أي طرف خطوات من هذا النوع»، مذكراً في هذا السياق بأن بلاده «لم توافق على ما أعلنه السيد السراج الذي رفض الحديث مع المشير حفتر، ولا نوافق على ما أُعلن بشأن قيام المشير حفتر وحده بتقرير كيف يعيش الشعب الليبي».
وأكد في الوقت ذاته أنه «لا يمكن هنا الحديث عن وجود أي أدوات ضغط لدى روسيا... نحن على اتصال مع كل الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية دون استثناء... وهذا يشمل المشير حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي (فائز) السراج، ورئيس البرلمان في طبرق عقيلة صالح، وغيرهم من المسؤولين، بمن فيهم قادة مجلس الدولة، حيث تم تأسيس كثير من الهيئات في ليبيا بموجب (اتفاق الصخيرات) عام 2015».
وفي غضون ذلك، دعا لافروف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة «المسارعة بتعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، خلفاً للمبعوث السابق غسان سلامة الذي استقال من منصبه قبل شهرين»، وقال إن «ثمة اتفاقاً على أن يكون المبعوث الدولي من أفريقيا، ونعرف عدداً من المرشحين، وكلهم لديهم قدرات جيدة، والمهم اتخاذ القرار من جانب الأمين العام بسرعة».
وفي سياق ذلك، قال الاتحاد الأوروبي، أمس، إن تصريحات المشير حفتر الأخيرة، بخصوص قبوله تفويضاً شعبياً لتسلم السلطة «لا تقدم حلاً للوضع في البلاد»، مشدداً على أن «التصرفات والتصريحات المدفوعة بالقوة، والأحادية الجانب، لا يمكن أن تخرج البلاد من الصراع، وتعيدها لطريق السلام، ومثل هذه التصريحات لا يمكن قبولها»، بحسب تعبير بيتر ستانو، المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، من مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، أمس. ورداً على سؤال حول المفاوضات الجارية بين دول الاتحاد الأوروبي، بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي حول آلية عمل والمساهمات في عملية «إيريني» قبالة سواحل ليبيا لمراقبة حظر الأسلحة، قال المتحدث إن المشاورات «مستمرة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الصدد».
وأكد المتحدث الأوروبي أن المؤسسات والدول الأوروبية تتابع ما يجري في ليبيا، خاصة لجهة تصاعد العنف، بقلق بالغ. وأعاد التأكيد على النداءات المتكررة للاتحاد، بضرورة أن تعمل الأطراف المنخرطة في الصراع الليبي على نبذ العنف، وسلوك طريق الحوار للتوصل إلى حل سياسي يؤمن سلاماً مستداماً واستقراراً للبلاد، معتبراً أن اتفاق الصخيرات «يظل الركن الأساسي لأي حل سياسي في ليبيا، بانتظار توصل الأطراف المعنية إلى حل بديل يمر عبر عملية سياسية شاملة تحت راية الأمم المتحدة». ومن جهتها، اعتبرت الخارجية الألمانية، في بيان لها، أمس، أنه «لا يمكن حل الصراع في ليبيا عسكرياً، من وجهة نظر الحكومة الألمانية، ولا من خلال إعلانات أحادية الجانب، بل عبر عملية سياسية بمشاركة كل المناطق وفئات الشعب»، وقالت إن هذا يتطلب أيضاً «هدنة بشكل عاجل»، ورأت أن المجتمع الدولي يعتبر «اتفاق الصخيرات» سارياً حتى يتم التوصل إلى حل تفاوضي نهائي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.