تركيا تقترض 100 مليون دولار من البنك الدولي لمواجهة «كورونا»

توقعات بنفاد احتياطي «المركزي» بحلول يوليو

البازار الكبير في إسطنبول يخضع للتطهير خلال إغلاقه بسبب {كورونا} (أ.ب)
البازار الكبير في إسطنبول يخضع للتطهير خلال إغلاقه بسبب {كورونا} (أ.ب)
TT

تركيا تقترض 100 مليون دولار من البنك الدولي لمواجهة «كورونا»

البازار الكبير في إسطنبول يخضع للتطهير خلال إغلاقه بسبب {كورونا} (أ.ب)
البازار الكبير في إسطنبول يخضع للتطهير خلال إغلاقه بسبب {كورونا} (أ.ب)

وافق البنك الدولي على قرض بمبلغ 100 مليون دولار لتركيا لدعم جهودها في مكافحة فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي حذر فيه خبراء من نفاد احتياطي النقد الأجنبي بالبنك المركزي التركي بحلول يوليو (تموز) المقبل.
ويأتي القرض الذي ستحصل عليه تركيا ضمن مشروع المسار الدولي السريع للبنك الدولي لدعم مكافحة وباء كورونا، التي يتضمن تقديم قروض بقيمة 14 مليار دولار. ويهدف إلى دعم جهود الحكومة التركية للحد من انتشار الفيروس وتعزيز النظام الصحي الشامل للكشف عن الحالات المصابة وعلاجها، وتعزيز أنظمة الاختبار والمراقبة وشراء المعدات والمستلزمات الطبية لتلبية الاحتياجات العاجلة.
وقال أوغست تانو كوام، المدير الإقليمي للبنك الدولي في تركيا، في بيان أمس (الثلاثاء)، إن القرض «سيعزز قدرة تركيا على تجنب التكلفة الصحية والبشرية المرتفعة المحتملة لوباء كورونا من خلال تعزيز قدرتها على التخفيف من حدة التفشي وإدارة الأمراض».
من جانبه، قال أحمد ليفنت ينر، المسؤول عن مشروع البنك في تركيا، إنه «بالنظر إلى طبيعة الفيروس، فإن السكان بشكل عام سيستفيدون من هذا المشروع، ومن المتوقع أن يستفيد نحو 20 مليون شخص من المبادرة، بما في ذلك الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، والسكان المعرّضون للخطر، وبخاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والمهاجرون، والعاملون في المجال الطبي والطوارئ، والمرافق الطبية.
في الوقت ذاته، توقع محللون في شركة «تى دي سيكيوريتز» للوساطة المالية، نفاد احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي بحلول شهر يوليو المقبل، إذا استمرت الضغوط المتزايدة على الليرة التركية.
وكشف البنك المركزي التركي، الأسبوع الماضي، عن أن صافي الاحتياطيات الدولية هبط إلى 25.9 مليار دولار من أكثر من 40 مليار دولار في بداية العام. وتراجعت الليرة بنسبة 14 في المائة منذ بداية العام الحالي و40 في المائة في العامين الماضيين، متضررة من عوامل، منها تباطؤ النمو والظروف الجيوسياسية التي تحيط بتركيا.
وتآكلت الاحتياطيات النقدية لدى البنك المركزي فيما يرجع إلى حد كبير إلى تدخلات البنوك الثلاثة المملوكة للدولة (الزراعة والأوقاف وخلق) في السوق من أجل استقرار الليرة، والتي بدأت قبل نحو عام، وبلغ ما قامت بضخه إلى نحو 20 مليار دولار في الأشهر القليلة الماضية.
ولفتت تقديرات معهد التمويل الدولي، في وقت سابق هذا الشهر، إلى أن تركيا شهدت أكبر خسارة من حيث النسبة المئوية في احتياطيات النقد الأجنبي بين الاقتصادات الناشئة الكبرى منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي. واعترف محافظ البنك المركزي مراد أويصال، مؤخراً، بالهبوط في الاحتياطيات، لكنه أكد أنه يمكن اتخاذ خطوات لتعزيزها.
ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة في «تى دى سيكيوريتز»، كريستيان ماجيو، أن البنك «المركزي التركي» ينفق حالياً نحو 440 مليون دولار في اليوم، وأنه بهذا المعدل، وباستثناء الذهب، فإن مجمل احتياطياته من النقد الأجنبي، سينفد بالكامل بحلول أوائل يوليو المقبل، وسيستخدم كل الذهب المتاح بحلول الأسبوع الثالث من سبتمبر (أيلول)، لافتاً إلى أن التدخلات في سوق النقد الأجنبي تتزايد؛ وهو ما يعني أن إنفاق البنك المركزي قد يرتفع إلى 666 مليون دولار يومياً بحلول نهاية مايو (أيار) المقبل، وربما بمعدل أعلى بعد ذلك.
وتواصل الليرة التركية تراجعها أمام سلة عملات أجنبية يقودها الدولار الأميركي ويجري تداولها حالياً عن حدود تلامس مستوى 7 ليرات للدولار.
وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أيكوت أردوغدو، إن تركيا على شفا كارثة رسمية بسبب فيروس كورونا، وإن البيانات الصادرة حديثاً تشير إلى أن تركيا سيضربها «تسونامي بطالة كبير» بعد انحسار الوباء.
وأضاف أردوغدو، في مقابلة تلفزيونية، أن تركيا خلال تفشي فيروس كورونا تمر بأزمة اقتصادية حقيقية، وأن مؤشرات الثقة تراجعت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، ومؤشر الثقة المعدل موسمياً انخفض بنسبة 50 في المائة في قطاع الخدمات، و42 في المائة في قطاع البناء، و26 في المائة في قطاع تجارة التجزئة.
وتابع أردوغدو «ليس لدينا احتياطيات، كيف سيدفعون الديون؟... باتت الأزمة الاقتصادية لها صدى أعمق وأصعب مع وباء فيروس كورونا... لقد فشلت الخزانة بالفعل في تحمل إهدار وفساد الحكومة، فالخزانة فارغة تماماً... كان عجز الميزانية 200 مليار ليرة العام الماضي على الرغم من عدم وجود وباء كورونا، كما تلاشت الاحتياطيات لدى البنك المركزي بسبب بيع وزير المالية بيرات البيراق صهر إردوغان الدولار للإبقاء على سعر الصرف منخفضاً، حتى يظهر نفسه ناجحاً».



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).