تونس: حزب الشاهد يهدّد بمقاضاة جهات «تسيء» إلى قياداته

TT

تونس: حزب الشاهد يهدّد بمقاضاة جهات «تسيء» إلى قياداته

هدد حزب «تحيا تونس»، المشارك في الائتلاف الحكومي التونسي، بمقاضاة من سمّاهم «مروجي الإشاعات والأكاذيب قصد الثلب والإساءة والتشويه للحركة والمنتسبين لها».
وأدان الحزب، الذي يتزعمه يوسف الشاهد الرئيس السابق للحكومة، بعد اجتماع للهيئة السياسية للحزب، «الحملات المسعورة التي تقوم بها بعض الصفحات المأجورة ضد الحركة وقياداتها وهياكلها». ودعا الحزب كل الأطراف السياسية إلى الالتزام بالوحدة الوطنية وتركيز الجهود على مجابهة وباء «كورونا» الذي تواجهه البلاد والتفكير في كيفية تجاوز آثاره السلبية في المستقبل.
وجاء بيان «تحيا تونس» بعد أيام على مطالبة الحزب لوزارة الداخلية بتوفير حماية أمنية لمبروك كورشيد؛ أحد قيادييه، إثر نشر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يهدده بالاغتيال، وهو ما كشف، حسب مراقبين، عن عمق الخلافات السياسية بين مكونات الائتلاف الحاكم من ناحية؛ والأحزاب التي تقف في صفوف المعارضة من ناحية ثانية.
وينتظر عدد من الأحزاب السياسية منذ الإعلان عن حكومة إلياس الفخفاخ، توسيع دائرة المشاركة السياسية وربما إشراك ممثلين عن المنظمات النقابية لاحتواء المخلفات الاجتماعية والاقتصادية التي ستظهر آثارها خلال الأشهر القليلة المقبلة. وترى مصادر معارضة أن «حزب التيار الديمقراطي» الذي يتزعمه محمد عبو، يرفض إشراك أطراف سياسية أخرى في الائتلاف الحاكم في محاولة منه للمحافظة على ثقله السياسي ضمن حكومة الفخفاخ.
وأكد بلقاسم حسن، عضو المكتب السياسي لـ«حركة النهضة»، في تصريح إعلامي، أن رئيس الحكومة مكّن بعض الوزراء من صلاحيات واسعة؛ مما قد يخلف «ارتباكاً على مستوى الصلاحيات». وأشار إلى أن رئيس الحكومة عمد إلى إصدار مراسيم تمكّن محمد عبو، الوزير الحالي للوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد، من صلاحيات تتعلق بالرقابة على الحكومة، أي على بقية الوزارات، على غرار تكليف وزارته التحقيق في صفقة مشبوهة للكمامات الطبية تورط فيها وزير الصناعة، وهو ما يثير اللبس بشأن توزع الصلاحيات.
بدوره، قال المحلل السياسي ناجي العباسي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الائتلاف الحكومي تسوده خلافات عميقة منذ تشكيله في عملية توصف بـ«القيصرية»؛ فحزبا «التيار الديمقراطي» (يساري)، و«حركة الشعب» (قومي)، ما زالا يتعاملان بمنطق الأحزاب المعارضة؛ وهو ما يجعل أطرافاً سياسية أخرى، مثل حزب «حركة النهضة» (إسلامي)، تسعى إلى جلسات «توافق سياسي» لتجاوز الخلافات التي تشقّ الائتلاف الحكومي، وهذا ما سيعرقل عمل الحكومة خلال الأشهر المقبلة؛ على حد تقديره.
وفي الوقت الذي مكّن فيه البرلمان رئيس الحكومة من تفويض إصدار مراسيم دون الخضوع لرقابته ومصادقته، فإن كتلاً برلمانية ممثلة لأحزاب من الائتلاف الحكومي مثل «حزب التيار لديمقراطي» و«حركة الشعب»، ما زالت تتعامل بمنطق المعارضة مع الائتلاف الحاكم وتبدي تمنعاً في الموافقة على مشاريع قوانين تقترحها الحكومة، وهو ما يعني أنها تستعد لمعارضة صريحة للتوجه الحكومي بمجرد انقشاع الأزمة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.